نملك 30 % من الاحتياطى العالمى للألماس.. وأكبر احتياطى من الكوبلت الكونغو الديمقراطية، ثانى أكبر البلاد فى القارة الإفريقية، من حيث المساحة، كما تعد من أهم بلدان العالم الغنية بالثروات المعدنية وأهمها الألماس والذهب والنحاس، وعلى الرغم من كل الخيرات التى وهبها الله لهذه الأرض البكر التى تقع وسط القارة، إلا أنها لا تزال تعانى من الفقر والجهل والمرض والصراعات الأهلية. وعلى هامش زيارة ماجيو كيالا بولينجا، وزيرة الشباب والرياضة، ومبادرة المواطنة الجديدة بجمهورية الكونغو الديمقراطية، لمصر، كان ل«الصباح» هذا الحوار حول الأوضاع الراهنة فى الكونغو ودور وزارة الشباب فى النهوض بالأوضاع هناك، ومناقشة عدد من الملفات الأخرى التى تخص التعاون بين مصر وجمهورية الكونغو الديمقراطية. فى البداية، قالت الوزيرة إن تلك الزيارة تعد الأولى لها إلى مصر، حيث أبهرها كرم الشعب المصرى وطاقة الشباب وطموحاته، متمنية أن يملك الشباب الكونغولى نفس الطموحات، علاوة على أن الكونغو ومصر متشابهتان من حيث التعداد، إذ يصل عدد السكان إلى نحو 80 مليون نسمة، وهى الدولة الرابعة تعدادًا، لكنها لا تزال تعانى العديد من المشاكل وسوء الإدارة للموارد المالية والبشرية، كما أنها عانت منذ استقلالها عن الاحتلال البلجيكى عام 1960، من العديد من الانقلابات العسكرية وحتى الآن. وأشارت الوزيرة، إلى أن الكونغو مازالت بحاجة إلى الاستثمارات فى مختلف المجالات حيث لا تزال بكرًا، فهى تملك طاقة شبابية هائلة غير مستغلة، خاصة بعد انتهاء فترة الحرب التى دمرت البلاد منذ عام 1998 وحتى 2003 والتى راح ضحيتها نحو 5،4 مليون شخص. واستطردت: «أكثر المجالات تشجيعًا على الاستثمار هى البنية التحتية، والطرق لربط مدن الدولة بالإضافة إلى التعدين واستغلال الموارد الطبيعية، مضيفة أن مصر لها الحق فى استغلال ثروة الكونغو الطبيعية، بدلًا من دول أخرى كالصين وغيرها والتى تستحوذ على ثرواتنا المعدنية دون أن تساعد فى عمليات تنمية البلاد. وأضافت الوزيرة، أن أهم ما تحتاجه الدولة لتنهض هو الاستقرار السياسى والتفاهم بين القبائل الأربع الموجودة بالكونغو، بالإضافة لمحاولة رفع مستوى المعيشة، خاصة فى ظل معاناة الكثير من السكان من الفقر، مضيفة أن الوزارة عملت على حل المشكلة عبر تدشين وزارة للشباب، ومبادرة جديدة للمواطنة الشعبية بين القبائل وأيضًا للمهاجرين من الدول المجاورة، لاستغلال طاقة الشباب للنهوض بالدولة، خاصة وأن الكونغو من أكثر دول العالم امتلاكًا للثروات الطبيعية والمعدنية، والتى تحولها لواحدة من أغنى دول القارة بل والعالم إذا تم استغلالها بصورة صحيحة، دون نهبها كما يحدث الآن، حيث إننا نعانى من الفساد فى بعض القطاعات الحيوية بالدولة. وشجعت وزيرة الشباب المستثمرين المصريين على الاستثمار فى التعدين، خاصة وأن الكونغو لديها احتياطى هائل من المعادن منها الألماس بنسبة 30 فى المائة من الاحتياطى العالمى، كذلك الكوبلت التى تعد الكونغو أكبر منتج له عالميًا والنحاس، بالإضافة إلى الاستثمار فى الأشجار والأخشاب حيث تمتلك أكبر مجمع للغابات فى القارة، كذلك يمكن استغلال نهر الكونغو فى توليد الطاقة الكهربائية، بالإضافة لعدد آخر من المشروعات ما يحقق الاستفادة المثلى للشعب الكونغولى. وعن التعاون بين مصر والكونغو، أكدت العلاقات العميقة بين الشعبين، مشيدة بدور مصر فى تقديم الدعم بجميع أشكاله للكونغو، خاصة الدعم الفنى لضمان استقرار البلاد واستقرار تنفيذ الخطط التنموية بها، بالإضافة لدعم السلم والأمن من خلال مشاركتها بقوات فى عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، والتى تعمل بشرق الكونغو الديمقراطية، بالإضافة إلى التعاون التجارى والاقتصادى بين الدولتين بخلاف التعاون الزراعى والأمنى والصحى حيث تنشئ مصر الآن محطتين للطاقة الشمسية فى كينشاسا ومزرعة نموذجية، علاوة على المشروع الأهم وهو مشروع سد (أنجا) الذى له أهمية خاصة لتوفير المياه والكهرباء للقارة بأكلمها.