المواطنون يلجأون للأسواق الشعبية.. والمحلات الكبرى «ممنوع اقتراب الفقراء » فى ذكر ميلاد الحبيب، ونبى الرحمة، ورسول السلام محمد بن عبدالله، يحتفل ملايين المسلمين فى شتى بقاع الأرض بذكرى ميلاده العطرة، لكن فى مصر تختلف الطقوس، إذ تنتشر عادة بيع حلوى المولد، لكن هذا العام بات شراء الحلوى حلمًا صعب المنال لكثير من المصريين، بعد ارتفاع أسعارها بشكل رهيب، «الصباح» رصدت أسعار الحلوى فى العديد من الأسواق. البداية كانت من أمام مسجد السيدة زينب، إذ تم إقامة العديد من الشوادر، لتباع بها الحلوى الشعبية بأسعار رخيصة، إذ يبلغ سعر كيلو الحلوى «مشكل» 20 جنيهًا، ورغم ذلك لا تجد من يشتريها. عوض عز الدين، موظف بإحدى المؤسسات الحكومية قال: «تقوم المؤسسة التى أعمل بها بعرض علب حلوى المولد بالتقسيط على 3 أشهر، وبسعر يناسب مرتبى، فأنا أحصل على 1200 جنيه شهريًا، ورغم أنه لا يكفى احتياجات البيت إلا أنى مضطر لشراء الحلوى لإسعاد أبنائى الصغار، بجانب أن علبة الحلوى المقدمة من العمل سيئة للغاية لكنى مضطر لشرائها. بينما أكد محمود عبد الله، وعمر كمال، عاملان بأحد المستشفيات الحكومية، أنهم لا يتناولون حلوى المولد لذا لا يشترونها، لكن بعد أن خطبوا أصبحوا مضطرين لشرائها للعروسة وأهلها، مضيفين: «نشترى علبة فى حدود مائة جنيه، عشان ظروفنا، ومرتباتنا على أد الإيد وهنتجوز قريب». «حناخد زمنا.. وزمن غيرنا» جملة قالها أحمد النجار، إذ أكد أن مرتبه الضئيل لا يكفى لشراء حلوى المولد، موضحًا أنه مضطر لشراء بعضها لأطفاله الصغار، وسيلجأ للأسواق الشعبية، علاوة على أنه كان يشترى منذ عدة سنوات بمبلغ ضئيل كمية كبيرة من الحلوى، لكن الأسعار ارتفعت أضعافًا، وباتت حلمًا بعيد المنال. منال محمد عيد، ربة منزل، قالت: «هو أحنا لاقين ناكل علشان نشترى حلاوة المولد، لولا الأطفال مكناش اشترينها، أنا هجيب ملبن ونوجة وسمسمية فى حدود 40 جنيهًا، ولما يكبروا مش هدخلها تانى البيت». محمد عادل كاشير، بمحل شهير بمنطقة الدقى، أكد أن حركة البيع ضعيفة، والإقبال على شراء الحلوى منعدم، رغم ما يقدمه المحل من منتجات متميزة لحلوى المولد. واتفق معه خالد شمس، مؤكدًا أن نسبة الإقبال لا تتعدى 30 فى المائة من أعداد العام الماضى، رغم أن معظم زبائن المحل من الطبقة الغنية، ولا يفرق معها الأسعار، مضيفًا أن الأسعار تبدأ من 185 جنيهًا حتى 1700 جنيه، فعلبة حلوى المولد الصفيح الوسط ب 575 جنيهًا، بينما العلبة الخشب المتوسطة ب 1150 جنيهًا، وأمبلاج كرتون ب 885 جنيهًا. بينما قالت سهام فوزى: غلاء الأسعار يؤثر على كل الطبقات الاجتماعية المختلفة، ففى العام الماضى كانت علبة حلوى المولد 3 كيلو خشب 800 جنيه، وتكفى العائلة، لكن هذا العام تراوح سعرها من 1700 إلى2000 جنيه». فيما شقت صرخة أم محمد، شوارع الدقى، بعد أن استوقفها ابنها الصغير وطلب منها قطعة حلوى، وبسؤال الكاشير عن ثمنها أخبرها أن سعرها 50 جنيهًا، لتصدم من السعر، وتبكى لعجزها عن تتنفيذ أمنية نجلها. فيما أكد مدير أحد المحلات، أن حركة بيع حلاوة المولد الخاصة بالأثرياء كاللوزية والفستقية والبندقية «منعدمة»، خصوصًا بعد ارتفاع سعر الدولار، مضيفًا أن الزبون هو الذى يختار التشكيلة التى يفضلها من قطع حلاوة المولد المتاحة عندهم، فأغلبية الزبائن ابتعدوا عن إضافة اللوزية والفستقية والبندقية إلى عبواتهم مقارنة بالسنوات السابقة. وعن الأسعار، أوضح أن سعر قطعة الفستقية الكبيرة ب50 جنيهًا والصغرى منها ب30 جنيهًا، والبندقية ب40 و25 جنيهًا، واللوزية ب20 و30 جنيهًا. «بص بعينك على الرف وأنت هتعرف»، بهذه الكلمات تحدث مالك أحد المحلات الشهيرة، وأضاف أن الأثرياء عزفوا عن شراء الحلوى المفضلة لديهم مقارنة بالسنة الماضية، وتابع: «لا يوجد أى إقبال على شراء الفستقية والبندقية واللوزية وزى ما أنت شايف أهو البضاعة مرمية على الأرفف مش لاقية اللى يشتريها». داخل أحد المحلات الشهيرة، تباع عروسة المولد ب 80 دولارًا، بما يعادل 1500 جنيه، إحدى المارة وتدعى صفاء علوى، علقت ضاحكة على سعر العروسة: «لم أتوقع أن يتجاوز سعرها ال 500 جنيه، ويا حسرة مش هعرف اشتريها لبنتى». وداخل مسجد السيدة زينب يوزع بعض الأهالى عيش بالأرز واللحمة احتفالاً بالمولد النبوى، لكن هذا العام وزعوا «عيش بالأرز» بدون لحمة، لتتعالى الأصوات: «فين اللحمة»، ليرد عليهم أحمد شوقى أحد الموزعين: «كيلو اللحمة ب 150 جنيهًا». أجمع شيوخ التيار السلفى على تحريم الاحتفال بالمولد النبوى الشريف، إذ قال د. ياسر برهامى نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية، إن الاحتفال بالمولد النبوى أمر مخالف للشرع، وهو من الأمور المذمومة، كونه بدعة، مضيفًا أن علماء الأمة أجمعوا على تحريم الاحتفال بتلك المناسبة، فلا يوجد للمسلمين سوى عيدى الفطر والأضحى فقط. الشيخ محمد حسان أحد شيوخ التيار السلفى، يرى أن هذا الأمر يظهر الصحابة أنهم مقصرون، كونهم لم يحتفلوا بالمولد النبوى، مؤكدًا فى فتواه بأنه لا يجوز طالما لم يؤخذ عن أهل السنة. لا يتوقف الأمر لدى التيار السلفى عن تحريم الاحتفال بالمولد النبوى، وإنما أيضًا يحرمون شراء الحلوى الخاصة به، فقد سبق ووصفوها بأنها تتشابه مع تمثال اللات والعزة الذى كان يعبده الكفار، علاوة على إجماع علماء السلفية بعدم شراء تلك الحلوى، خاصة يوم الاحتفال بالمولد النبوى.