قالت الدكتورة آمنة فزاع رئيس نادى المرأة الإفريقية باللجنة القومية بالاتحاد الإفريقى، إن الجمعية الإفريقية بالزمالك، كان يطلق عليها الدبلوماسيون والطلبة الأفارقة فى مصر (بيت إفريقيا)، مضيفة أنه تم إنشاؤها عام 1956، واعتبرها بعض المثقفين وأساتذة الجامعات والدبلوماسيين المصريين صالونًا ثقافيًا وملتقى فكريًا للمهتمين بالشأن الإفريقى فى مصر، ويعتبر الدبلوماسى الراحل (محمد عبدالعزيز إسحاق) المؤسس الحقيقى للجمعية حيث أصبح عنوان منزله منذ أواخر الخمسينيات من القرن العشرين هو العنوان الذى يقصده كل مهتم بالشئون الإفريقية فى مصر. واستطردت: عندما قامت ثورة يوليو المجيدة عام 1952 وتأكيد قائدها (جمال عبدالناصر) أن الدائرة الإفريقية تأتى بعد دائرة (الوطن العربى) مباشرة، ازداد إقبال رجال الفكر والمثقفين الدبلوماسيين المصريين على الصالون الفكرى للجمعية الإفريقية، وانضم إلى هذه الكوكبة مجموعة من رجال الثورة المخلصين، وسرعان ما تبنت مصر الثورة نشاط هذه الجمعية، والتى ضمت فى فترة أواخر الخمسينيات مكاتب 29 حركة تحرر فريقية من دول شرق وغرب وجنوب القارة قدمت لها مصر كل أنواع الدعم فى كل المحافل الدولية. وقالت «فزاع»: عملت مكاتب حركات التحرر الإفريقية تلك كسفارات لشعوبها الإفريقية فى مصر، وصار بعض مديرى تلك المكاتب - بعد الاستقلال - رؤساء لدولهم مثل (سام نيوما) - رئيس ناميبيا السابق - و(كينث كاوندا) - رئيس زامبيا الأسبق - كما تولى معظمهم أهم المناصب فى دولهم وضمت عواصم الدول الإفريقية - منذ ذلك التاريخ - شوارع رئيسية اسمها (جمال عبدالناصر) وأحيانا تماثيل للزعيم المصرى فى أهم ميادينها. وقالت: بعد استقلال الدول الإفريقية فى بداية الستينيات من القرن العشرين اتخذت الجمعية الإفريقية لنفسها هدفًا جديدًا هو القضاء على نظم وسياسات الفصل العنصرى فى دول جنوب القارة (روديسيا) - والتى أصبحت زيمبابوى- وناميبيا وجنوب إفريقيا حتى تم القضاء على هذه النظم العنصرية نهائيًا عام 1994 وتم الإفراج عن نيلسون مانديلا وأصبح رئيسًا لجنوب إفريقيا. وأشارت إلى أنه أهم الشخصيات المصرية التى عملت بالجمعية الإفريقية فى تلك الفترة كل من يوسف السباعى ومحمد فائق وفتحى رضوان وعبدالفتاح حسن وحلمى مراد وهم من الضباط الأحرار ورجال ثورة يوليو وكذا بعض السفراء والدبلوماسيين. وأكدت أن الجمعية حصلت على جائزة رسول السلام من منظمة الأممالمتحدة، نظرًا لدورها فى مناهضة سياسات الفصل العنصرى، كما تم اعتماد الجمعية الإفريقية كعضو مراقب فى منظمة حقوق الإنسان الإفريقية، كما أنها عضو باللجنة الاستشارية للمنظمات غير الحكومية للأمم المتحدة، وهى أيضًا معتمدة كهيئة خبرة لدى جامعة الدول العربية لكونها عضوًا بالاتحاد الإقليمى للجمعيات الأهلية وعضوًا بالاتحاد الإقليمى للجمعيات البيئية، مضيفة أن الجمعية الإفريقية تعمل من خلال العديد من القطاعات، منها قطاع التدريب والتنمية البشرية وتطوير الذات فيها الذى يتولى توفير الدورات التدريبية الخاصة بالتطوير وبناء القدرات وتنمية الذات، كما تهتم بتعليم اللغات وتولى اهتمام خاص باللغة السواحلية، وهناك قطاع الثقافة الذى يهتم بكل الشئون الثقافية والعادات والتقاليد ونشر هذه الثقافات المختلفة والتعريف بها وإقامة المهرجانات والمناسبات الإفريقية. وقالت: نعمل بشكل تطوعى، وليست لنا مصادر تمويل من أى جهة نتبع الخارجية المصرية ووزارة التضامن الاجتماعى، ولا نتعامل إلا مع أجهزة الدولة الحكومية ومؤسساتها والمنظمات الإفريقية الحكومية التى تهتم بالشأن الإفريقى بمصر، خدماتنا موجهة للطلاب والطالبات الأفارقة فى جمهورية مصر العربية والجاليات الإفريقية».