تحتفل الجمعية الأفريقية بالقاهرة غدا بيوم الشباب الأفريقى فى مقرها بالزمالك، حيث يطلق عليها الدبلوماسيون والطلبة الأفارقة فى مصر تسمية (بيت إفريقيا) منذ أن أنشأها عام 1957 بعض المثقفين وأساتذة الجامعات والدبلوماسيين المصريين كصالون ثقافى وملتقى فكرى للمهتمين بالشأن الأفريقى فى مصر، ويعتبر الدبلوماسى الراحل (محمد عبد العزيز إسحاق) المؤسس الحقيقى للجمعية حيث أصبح عنوان منزله منذ أواخر الخمسينيات من القرن العشرين هو العنوان الذى يقصده كل مهتم بالشئون الأفريقية فى مصر. وعندما قامت ثورة يوليو المجيدة عام 1952 وتأكيد قائدها (جمال عبد الناصر) على أن الدائرة الإفريقية تأتى بعد دائرة (الوطن العربى) مباشرة لأهم دوائر الاهتمام السياسى للثورة المصرية ازداد إقبال رجال الفكر والمثقفين الدبلوماسيين المصريين على الصالون الفكرى للجمعية الإفريقية بالزمالك وانضم إلى هذه الكوكبة مجموعة من رجال الثورة المخلصين وسرعان ما تبنت مصر الثورة نشاط هذه الجمعية والتى ضمت فى فترة أواخر الخمسينيات مكاتب 29 حركة تحرر أفريقية من دول شرق وغرب وجنوب القارة قدمت لها مصر كل أنواع الدعم: المادى والإعلامى والسياسى فى كل المحافل الدولية وانطلقت أصوات الحرية من داخل مبنى الجمعية فى الزمالك لتجوب آفاق الدنيا مطالبة بالتحرر من الاستعمار لجميع شعوب القارة السمراء،. وقد عملت مكاتب حركات التحرر الأفريقية تلك كسفارات لشعوبها الأفريقية فى مصر، وصار بعض مديرى تلك المكاتب - بعد الاستقلال - رؤساء لدولهم مثل (سام نيوما) - رئيس ناميبيا السابق - و(كنيث كاوندا) - رئيس زامبيا الأسبق - كما تولى معظمهم أهم المناصب فى دولهم وضمت عواصم الدول الأفريقية - منذ ذلك التاريخ - شوارع رئيسية اسمها (جمال عبد الناصر) وأحيانا تماثيل للزعيم المصرى فى أهم ميادينها. وبعد استقلال الدول الأفريقية فى بداية الستينيات من القرن العشرين اتخذت الجمعية الأفريقية لنفسها هدفا جديدا هو القضاء على نظم وسياسات الفصل العنصرى فى دول جنوب القارة (روديسيا) - والتى أصبحت زيمبابوى- وناميبيا وجنوب أفريقيا حتى تم القضاء على هذه النظم العنصرية نهائيا عام 1994 وتم الإفراج عن نيلسون مانديلا وأصبح رئيسا لجنوب أفريقيا. وكانت أهم الشخصيات المصرية التى عملت بالجمعية الأفريقية فى تلك الفترة كلا من يوسف السباعى ومحمد فائق وفتحى رضوان وعبد الفتاح حسن وحلمى مراد وهم من الضباط الأحرار ورجال ثورة يوليو وكذا بعض السفراء والدبلوماسيين مثل محمد حسن الزيات، كمال الدين صلاح، أنور فريد، بهجت دسوقى بالإضافة لبعض المثقفين المهتمين بالشأن الإفريقى وعلى رأسهم السيد البوصيلى من مؤسسى جامعة القاهرة فرع الخرطوم وعبد المنعم الصاوى وعبد الله المشد وحلمى شعراوى والدكتور بطرس غالى والدكتور محمود محفوظ وغيرهم. وفى أعقاب القضاء على نظم الفصل العنصرى فى جنوب القارة الأفريقية اتخذت الجمعية الأفريقية لنفسها أهدافا جديدة تتمثل فى تعميق الصلات مع السفارات والدبلوماسيين الأفارقة المعتمدين فى القاهرة، وكذلك جموع الطلبة الأفارقة الدارسين فى الجامعات والمعاهد المصرية كما ترعى الجمعية نشاط الاتحادالعام للطلبة الأفارقة فى مصر ، والذى تولت الجمعية إنشاءه عام 1986 ويقوم هذا الاتحاد بتنظيم رحلات منظمة للطلبة الأفارقة لجميع المدن المصرية وكذا المعالم السياحية المهمة فى مصر وتقوم الجمعية أيضا بتنظيم دورة تثقيفية سنوية للإعلاميين والصحفيين المصريين المهتمين بالشأن الأفريقى، ويقوم بإلقاء المحاضرات خلالها أساتذة معهد البحوث والدراسات الأفريقية وبعض سفراء وزارة الخارجية المصرية، كما تتيح الجمعية للطلبة الأفارقة الاستفادة من مكتبتها العريقة التى تضم ذخيرة مهمة من الكتب والمراجع الأفريقية المهمة، كما يضم مقر الجمعية مركزا حديثا للحاسب الآلى ينظم دورات مجانية للطلبة الأفارقة فى مختلف علوم الحاسب الآلى ومهارات الإنترنت. وحصلت الجمعية على جائزة رسول السلام من منظمة الأممالمتحدة، نظرا لدورها فى مناهضة سياسات الفصل العنصرى كما تم اعتماد الجمعية الأفريقية كعضو مراقب فى منظمة حقوق الإنسان الأفريقية، كما أنها عضو باللجنة الاستشارية للمنظمات غير الحكومية للأمم المتحدة، وهى أيضا معتمدة كهيئة خبرة لدى جامعة الدول العربية لكونها عضوا بالاتحاد الإقليمى للجمعيات الأهلية وعضوا بالاتحاد الإقليمى للجمعيات البيئية .؟