متولى: المصريون فى أوستيا «كلمة» السر لفوزى بالمقعد الحكومة الإيطالية اعتمدت على حل أزمة المهاجرين.. وترشحت لخدمة وطنى «حب الوطن فرض عليا» مقطع من أغنية مشهورة يرددها المصريون، فالوطن لا يمكن انتزاع حبه من القلب حتى لو تم إجراء آلاف العمليات الجراحية، فلا المكان أو الزمان يمكنهما اقتلاعه من الفؤاد، وكم من العبارات التى تخرج من أفواه المغتربين ممزوجة بغصة الغربة عن الوطن، لا يهونها سوى تحقيق نجاحات ترفع من شأن وطنه ومن شأنه، فكانت تلك النقطة هى انطلاقة د. «عاطف متولى» أحد الطيور المهاجرة التى شقت طريقها فى إيطاليا بحثًا عن حلم جديد، فأصبح المسئول عن قسم الهجرة فى مكتب العمل الإيطإلى، ويخوض الآن انتخابات المحليات بإيطاليا على رأس قائمة سيلفيو بيرلسكونى رئيس الوزراء السابق، «الصباح» فى هذا الحوار حاورته لتعرف قصة نجاحه، وإلى نص الحوار: * متى بدأ حلمك بالسفر ؟ - فى منتصف الثمانينيات وفى كلية آداب القاهرة بقسم تاريخ كنت طالبًا يفكر فى كيفية السفر سعيًا وراء حلمه، وخلال فترة صغيرة بدأت بوادر حلمى فى التحقق من خلال فرصة شرعية للهجرة إلى إيطاليا، فبدأت حينها مشوارى، الذى تخللته بعض المحطات الصعبة والمحطات السعيدة، وصلت فى إحداها إلى منصب المسئول عن قسم الهجرة فى مكتب العمل الإيطالى، واستمررت فى طريق حلمى حتى بدأت التحرك لخوض انتخابات بلدية أوستيا بإيطاليا. * صف لنا الخطوة الفعلية الأولى تجاه حلمك، وكيف كانت الأيام الأولى فى إيطاليا؟ - عام 1983 تقدمت باعتذار عن امتحانى بالفرقة الثالثة فى الكلية وسافرت بالفعل، فلم تختلف البداية كثيرًا عن البقية فكانت كأغلب المسافرين المصريين، حيث بدأتها بالعمل فى المطاعم وغسل الأطباق، وكان تفكيرى قبل السفر، هو فى كيفية التعامل والتحدث مع الشعب الإيطالى فذهبت قبيل السفر للمركز الثقافى الإيطالى بالزمالك لدراسة اللغة الإيطالية، وتابعت الدراسة بعد السفر فالتحقت بمعهد لتعليم اللغة الإيطالية فى روما، فكان يومى مقسمًا بين الدراسة نهارًا والعمل مساءً، وفى ذات الوقت كانت الرياضة هوايتى المفضلة، وهو ما جعلنى أتوجه للعمل كمدرب لكمال الأجسام، فكان أول مجال أنجح به فى إيطاليا، وتابعت العمل به حتى شيدت ناديًا لكمال الأجسام فى روما ولاقى نجاحًا كبيرًا من الجنسيات غير الإيطالية المقيمين بروما. * كيف استطعت المواصلة دون شهادة تعليمية من مصر، وما المسار التعليمى الذى سلكته بعد السفر؟ - بعد 7 سنوات من السفر والعمل قررت العودة لمصر مجددًا، لاستكمال تعليمى والحصول على ليسانس الآداب شعبة التاريخ ثم العودة مرة أخرى لإيطاليا فى مرحلة جديدة فى حياتى، لتتزامن عودتى مع قرار الحكومة الإيطالية بإنشاء كلية «الوسائط الثقافية»، فكنت ضمن الدفعة الأولى بها، واستكملت الدراسة حتى الحصول على الماجستير ثم تبعته بالحصول على الدكتوراه، لتنتهى فترة الدراسة وأبدأ فى سنة 2000 مزاولة المهنة معتمدًا على ما درسته، فالتحقت بعدد من المنظمات الاجتماعية الحكومية الهادفة للتيسير على الوافدين إلى إيطاليا والذى يعرضهم الجهل بالقوانين لعقوبات كثيرة، ونجحت بالفعل فى تأسيس عدد من المبادئ التى تبنتها الحكومة الإيطالية وساعدتها فى مواجهة هذه المشكلة. * حدثنا عن بدايتك السياسية؟ وطبيعة علاقتك مع الحكومة الإيطالية؟ - الزيادة الكبيرة لظاهرة الهجرة إلى إيطاليا كانت هى السبب لبدء الحكومة الإيطالية البحث عن سبل للخروج من هذه الأزمة، فكان الحل فى الاعتماد على أشخاص يساهمون فى حل مشكلة الأجانب وتقديم الدعم للدولة لاتخاذ إجراءات قانونية تساعد المهاجرين على فهم القانون الإيطالى، مما يسهل لهم العيش فى إيطاليا، مع التزام حكومى تجاه هؤلاء الأشخاص الممثلين لحلقة الوصل بين المهاجرين والدولة بتوفير كل السبل لمساعدتهم على القيام بدورهم، وكنت أحد هؤلاء الذين اعتمدت عليهم الحكومة الإيطالية. * ما المحطات المهمة فى حياتك السياسية؟ - فى محطة مهمة فى حياتى حصلت على عضوية مجلس إدارة الجالية المصرية بإيطاليا، وبدأت بالعمل فى وزارة العمل بعقد محدد المدة، مع الاستمرار فى مهمتى التى وكلت بها، ثم كان تعيينى عام 2007 بقرار الحكومة الإيطالية بشكل دائم فى مركز خدمة الأجانب بوزارة العمل الإيطالية، ومرت الأيام بشكل سريع وبثبات حتى جاء العام 2011 حاملًا لى خبر ترقيتى لمنصب رئيس المركز، ومنه للوصول لمنصب المسئول عن قسم الهجرة فى مكتب العمل الإيطالى التابع لوزارة العمل، واستشارى الحكومة عما يخص المهاجرين من الناحية القانونية. * ما المنطقة التى ترشحت للانتخابات عنها فى إيطاليا ؟ - فى أكتوبر الجارى، وبعد انخراط كبير فى الوسط السياسى الإيطالى تقدمت للترشح على رأس قائمة حزب رئيس الوزراء الأسبق سيلفو بيرلسكونى فى انتخابات المحليات باوستيا. * كيف ترى ترشحك ؟ وما الهدف منه؟ - ترشيحى هو إشارة مهمة أن «فورزا إيطاليا» والرئيس بيرلسكونى يريدون التقدم بالبلاد، والأجانب الذين يعملون بصدق والذين لديهم الرغبة فى تحقيق أنفسهم فى الأراضى الإيطالية هم أصدقاؤنا، ولدى وحزبى التزام واتفاق سيكون أقصى درجاته فى هذا الاتجاه. * علاقتك بمصر بعد الهجرة كيف تراها وكيف يمكن أن تفيد الوطن؟ - لى من المواقف فى مصر الكثير، ومنها جولات ومباحثات مع الحكومة الإيطالية لترميم العلاقات المصرية الإيطالية والعودة بها إلى طريقها الصحيح، بعد التوتر الذى شهدته تلك العلاقات بعد حادثة مقتل الطالب الإيطالى ريجينى بالقاهرة، وترشحى لذلك المنصب ما هو إلا سعى منى لخدمة أبناء وطنى فى الخارج، وللعمل بشكل موسع ومعمق أكثر على تهيئة المناخ لإحراز تحسن أكبر فى العلاقات المصرية الإيطالية. * كيف يمكن للمصريين والعرب المساهمة فى فوزك بالمقعد؟ - منطقة أوستيا التى تقدمت للترشح بها، تحتضن نحو ألف وستمائة مصرى مقيمين بمختلف أماكنها، منهم 400 مصرى يحملون الجنسية الإيطالية وله حق التصويت، ويمكن لهذا العدد أن يكون كلمة السر فى نجاحى فى الانتخابات التى أعدهم فيها بالقيام بدورى تجاههم بعدها، وإن حدث وتجمع ذلك العدد سيعطى صورة مهمة نحتاجها جميعًا عن المؤازرة والوقفات المصرية الرائعة بين المصريين والعرب فى الغربة، وهو ما أتمناه. * حدثنا عن أسرتك وأنشطتك فى إيطاليا؟ أنا من مواليد العام 1961، ومتزوج ولى ثلاثة أطفال، عملت فى مركز استخدام أوستيا فى ليتر، وأحب المساهمة ومزاولة الأنشطة فى عالم الجمعيات والتطوع، وحاولت أن أكون وسيطًا بين الثقافات لتحقيق الاندماج السليم، وقررت التقدم بطلب للحصول على مقعد المحليات عبر حزب « فورزا إيطاليا « فى الانتخابات المقرر لها الخامس من نوفمبر المقبل، وأعتقد أن حياتى تروى قصة واضحة عن نجاح الاندماج فى النسيج الاجتماعى والسياسى الإيطالى.