فيلمى الجديد يحمل هموم الفقراء ويعبر عن المصريين.. السينما حدثت بها تغييرات كثيرة فى 7 سنوات نادر عدلى: أخيرًا اكتشف خالد يوسف مكانه الحقيقى خلف الكاميرا حنان شومان: فقدنا مخرجًا مهمًا السنوات الماضية.. وأهلا بعودته طبيعته وخلفيته السياسية والتى استشعرنا بها فى أفلامه من قبل قيام ثورة يناير فى 2011، جعلته يتوقف عن مهنته الأساسية كمخرج، ويتجه للعمل السياسى الذى استمر فيه لعدة سنوات حتى أصبح نائبًا فى مجلس النواب، لكنه خلال الأيام الماضية قرر العودة مرة أخرى للفن معلنًا أنه لن يعود للسياسة مرة أخرى. وقرر المخرج خالد يوسف - والذى يعد أحد أهم مخرجى السينما المصرية، والتى تجاوزت أعماله أكثر من 20 فيلمًا – العودة من خلال فيلم «كارما» بطولة عدد كبير من النجوم أبرزهم عمرو سعد الذى أشار أنه كان يحاول إقناع خالد منذ سنوات بالعودة للسينما لأنه سلاح قوى ومهم وتأثيره أطول، ويجسد عمرو فى الفيلم شخصيتى «آدم ويوسف» ولديه طفلة تدعى «كارما»، وخالد الصاوى الذى يجسد شخصية الدكتور ياسين، وغادة عبدالرازق التى تلعب دور «نهلة»، ووفاء عامر شخصية «فاطنة»، بالإضافة إلى دلال عبدالعزيز وإيهاب فهمى ومجدى كامل، ومن تأليف محمد رفيع وسيناريو خالد يوسف. وحول فيلمه الجديد أكد المخرج خالد يوسف أن «كارما» تدور أحداثه بين عالمى الفقراء والأغنياء فى ظل التغيرات الكبرى التى حدثت فى المجتمع المصرى خلال السنوات الأخيرة، حيث يظهر الفوارق الطبقية ومظاهر التعصب، ويحمل هموم الفقراء ويتحدث عن قضايا اجتماعية وإنسانية، مشيرًا إلى أن فكرة الفيلم صعبة لكنها تعبر عن حال المصريين وما يحدث فى حياتهم. وعن عودته بعد غياب 7 سنوات، قال: سعيد بالعودة للفن مرة أخرى، وأتمنى أن أكون أدركت التغيرات التى حدثت على الساحة الفنية خلال الأعوام الماضية لأنها تستحق طرق سرد مختلفة على هوى الشباب الذين يحتلون شريحة كبيرة من جمهور السينما. وأوضح أن جميع الفنانين المشاركين فى العمل لم يتحدثوا عن مساحة الدور نظرًا لرغبتهم فى تقديم عمل جديد، مضيفًا أنهم لم يأخذوا أجورهم المتعارف عليها بل تنازل بعضهم عن نصف أجره، كما أن الشركة المنتجة تسعى للارتقاء بالذوق العام والنهوض بالسينما وتقديم أفلام جيدة وغير تجارية، وهذا يعنى أنه ليس ضد الأفلام التجارية أو مصطلحها لكنه يحب تقديم أعمال جماهيرية تتناول قضايا وتحقق إيرادات كبيرة، وهى المعادلة التى حققتها أفلامه السابقة، لأن السينما فى النهاية تقدم للجمهور. وأشار خالد يوسف أنه لا يخجل من تقديم الواقع فى أفلامه لأن الخجل الحقيقى فى من تسبب فى هذا الواقع، وعن تنبؤ فيلمه الجديد بالمستقبل مثل باقى أفلامه، أكد أن به استشرافًا للمستقبل أيضًا مثل أفلامه السابقة التى استشرف فيه المستقبل وحدث بالفعل، وهو ما قلته لمجلس النواب عندما سئلت كيف ترى المستقبل ؟، قلت عندما أعود فنانًا مرة أخرى سأقول لكم مصر ذاهبة إلى أين، لأننى لم أستطع رؤية استشراف المستقبل فى فترة العمل السياسى، وأكد خالد يوسف أنه لن يعود للسياسة مرة أخرى بل إنه بعد انتهاء دورته فى البرلمان يتوقف عن ممارسة السياسة، لكنه يسارى وسيظل يساريًا. وتعليقًا على عودة خالد للفن وتركه للسياسة أكد الناقد نادر عدلى أنه أخيرًا اكتشف مكانه الحقيقى، والذى يوجد خلف الكاميرا وليس فى مقاعد البرلمان، مشيرًا إلى أن إحساسه بأنه لم يلعب الدور المتوقع كرجل سياسة جعله يعود لمكانه فى السينما. وأكدت الناقدة حنان شومان أن السياسة أفقدتنا خالد يوسف، لكن ال 7 سنوات الماضية أفقدت مصر أشياء كثيرة وغيرت الجميع وليس خالد فقط، وأتفهم اهتمامه بالسياسة خلال الفترة الماضية وتحوله ليس مفاجئًا لكنه طبيعى نظرًا لاهتمامه من قبل الثورة بها، فما بالك بعد قيامها فهو مثل أى مصرى. وأوضحت أن الاهتمام بالشأن السياسى لم يكن أمرًا جيدًا لكننى سعيدة بعودته للفن لأنه حقيقى نفقد فنانًا بسبب السياسة خاصة أنه مخرج مهم وقدم أعماله قوية، وأتوقع أن يعود بأفلام لا تختلف كثيرًا عن التى قدمها لأنه فنان مثير الجدل حول أعماله دائمًا، ولن تكون جديدة عليه، وأتصور أن يقدم أعمالًا لها علاقة بالبحث عن الحرية وضد الفاشية الدينية والفاشية بشكل عام لأنها الروح التى يتميز بها.