منسق ائتلاف أقباط مصر: 600 ألف قبطى حصلوا على لجوء دينى بعد ثورة يناير فجرت تصريحات الأنبا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية جدلًا واسعًا بعدما أعلن أنه توسط لدى أستراليا لقبول لجوء 20 أسرة مسيحية. بدأت الأزمة بتصريحات تناقلتها جميع وكالات الأنباء المصرية والعالمية للبابا تواضروس أثناء حوار إذاعى له مع راديو «إيه. بى. سى» ردًا على سؤال للمذيع أندرو ويست، حيث قال ردًا على المذيع الذى سأله عن 20 أسرة قبطية تقدموا للجوء بأستراليا ومازال طلبهم معلق: «إنه سيكون من الجيد أن تعطى الحكومة الأسترالية الفرصة للأسر التى طلبت اللجوء السياسى لكى تبدأ حياة جديدة لأن مصر تعانى مشكلات اقتصادية وتعليمية ومرت بثورتين خلال 6 سنوات وهى بلد جريح وتحتاج إلى التقدير». وهاجم الدكتور يحيى القزاز، الناشط السياسى وعضو حركة 9 مارس لاستقلال الجامعات، تصريحات البابا بتغريدة له على حسابه الشخص بموقع التواصل الاجتماعى «تويتر». وقال القزاز إن بابا الأقباط يوجه دعوة روحية لأستراليا بقبول لجوء سياسى لأسر مسيحية، معتبرًا ذلك أمرًا خطيرًا يبدأ بطلب اللجوء وينتهى بالتدخل لحماية الأقباط». البابا تواضروس استرسل فى الحديث وقال إن هناك هجمات إرهابية تستهدف ضرب النسيج الوطنى للشعب المصرى وهى جميعها تأتى من الخارج مثل هجمات أحد السعف الذى استهدف كنيسة طنطا، إضافة إلى الكنيسة المرقسية بالإسكندرية أثناء تواجده فى الصلاة بداخلها. فور إثارة الأزمة، خرج المتحدث الرسمى للكنيسة القبطية القس بولس حليم، ببيان نفى فيه التصريحات التى قالها البابا، مبينًا أن هناك مواقع إلكترونية تابعة لجماعة الإخوان المسلمين، تريد إثارة الأزمة. وقال إن البابا تواضروس لم يطلب من أستراليا السماح للأسر المسيحية باللجوء وأن التصريحات التى قالها البابا تواضروس أثناء المقابلة مع المحطة الإذاعية الأسترالية تم تعمد إساءة فهمها. وفى السياق نفسه تراجع تواضروس فى حوار أجراه اليوم التالى لصحيفة «إيه إيه بى» الأسترالية قال فيه: «إن الهجرة قرار شخصى ويرجع إلى الشخص نفسه، وأحواله المادية وظروفه الاجتماعية». ولا توجد أى معلومات رسمية موثقة حتى الآن من جانب الدولة عن عدد الأقباط فى مصر، أو عدد المهاجرين منهم خارج البلاد، لكن بحسب تقديرات الكنيسة القبطية، فإن عدد الأقباط المهاجرين 3 ملايين تقريبًا، منهم 30 ألفًا فى أستراليا، بينما يصل عدد المهاجرين إلى أمريكا 300 ألف، أما كندا فيوجد بها 200 ألف. وزاد أعداد من تقدموا بطلبات للجوء الدينى من الأقباط بعد ثورة يناير، لبعض الدول الأوروبية واللاتينية، ووصلت أعداد الأقباط الحاصلين على طلبات لجوء الدينى 600 ألف قبطى على مدار الست سنوات الماضية، بحسب ما أكده فادى يوسف منسق ائتلاف أقباط مصر فى تصريح خاص لجريدة «الصباح». وأشار يوسف إلى أن الظاهرة انتشرت بسبب أحداث العنف من التيارات المتشددة ضد الأقباط وحرق وهدم الكنائس، وأحيانًا يكون لجوء إنسانيًا، وتأتى أمريكاوكنداوأستراليا على رأس الدول. وكشفت زيارة البابا تواضروس لأستراليا حجم الانقسام داخل الكنيسة بين أعضاء المجمع المقدس، بسبب أزمة توحيد المعمودية مع الكنيسة الكاثوليكية التى وقعها مع البابا فرانسيس بابا الفاتيكان، ورغم تراجعها عنها إلا أنها ما زالت تلقى بظلالها بأزمات داخل المجمع. العلاقة بين البابا تواضروس والأساقفة أعضاء المجمع المقدس بدت متوترة وظهر ذلك فى أزمة الأنبا إبرام أسقف الفيوم التى بدأت بالاستقالة للمرة الأولى فى تاريخ الكنيسة القبطية لتنتهى بعد ذلك بخلوة لكنها غير محددة الأجل.