داخل استراحة سائقى الأقاليم يروون معاناتهم يسترجعون ذكريات، وعقود أمضوها فى خدمة عجلات الحديد والمواطنين وعربات السكك الحديدية، وصفوا أنفسهم بالحيطة المائلة، يتجاذبون أطراف الحديث حول مصير قائدى قطار الإسكندرية بعضهم يستعد لبدء رحلته اليومية ولا يعرف إذا كان سيعود أما لا، أجمعوا أن الكارثة لن تكون الأخيرة فى ظل منظومة تحكمها العشوائية ل«الصباح» تحدث بعض سائقى القطارات من داخل محطة مصر عن الأزمة وعن أنفسهم وعن الكوارث ومطالبهم لمؤسستهم وللدولة. عقود أمضوها فى خدمة عجلات الحديد والمواطنين وعربات السكك الحديدية، وصفوا أنفسهم بالحيطة المائلة، يتجاذبون أطراف الحديث حول مصير قائدى قطار الإسكندرية داخل استراحة سائقى الأقاليم ويروون معاناتهم ويسترجعون ذكريات، بعضهم يستعد لبدء رحلته اليومية ولا يعرف إذا كان سيعود أم لا، أجمعوا أن الكارثة لن تكون الأخيرة فى ظل منظومة تحكمها العشوائية. تحدث بعض سائقى القطارات ل«الصباح» من داخل محطة مصر عن الأزمة وعن أنفسهم وعن الكوارث ومطالبهم لمؤسستهم وللدولة. نحن ضحية غباء حكومة على الرغم من أننا أصحاب المشكلة ونواجه الموت يوميًا ولم يستمع إلينا أحد بشأن الحلول التى نقدمها للهيئة، فإعادة إصلاح البنية التحتية للقطارات والمسارات التى نسلكها بين المحطات المختلفة فى صعيد مصر تحتاج إلى نسف، نعانى نقص الإمكانيات علاوة على أن القطارات متهالكة فحتى وقتنا توجد عربات من السبعينات ولم يتم تطويرها أو استبعادها من العمل»، بضحكة ساخرة وصف أشرف حسن، سائق قطار، معاناته فى هيئة السكك الحديدية. وأضاف: كما يوجد قطارات لا تحتوى على «شادوف» وهو عبارة عن ذراع يتم إنزاله ليسيطر على عجلات القطار ومنذ سنوات تم نزعه واستبداله ب«جنزير» تحت مسمى تطوير وإصلاح السكك الحديدية، مع أن «الجنزير» ليس له أى فائدة على الإطلاق وأكبر خطأ فادح تم ارتكابه المنظومة، هكذا وصف «السائق» وضع قطارات مصر. وتابع حسن: السائق من أولويات التطوير والإصلاح، إذا صلح حاله صلحت المنظومة بأكملها وإذا تم إهماله ساءت المنظومة لذلك يجب أن تراعى الدولة حقوقنا كاملة، وأن يخضع سائق الجرار لفحوصات طبية من حين إلى آخر للتأكد من صحته وسلامته حفاظًا على أرواح الركاب، هذه بعض المطالب التى أجمع عليها سائقو القطارات موجهين إياها إلى الدولة. اختتم حديثه قائلًا: وحول اتهام بعض السائقين بتعاطى المخدرات قال إنه أمر غير صحيح لأن السائق يخضع لبعض الكشوفات والفحوصات قبل استلام العمل لكى يكون جاهزًا لمهامه، وتحديد هل يكون هذا السائق لائقًا أم غير لائق جسديًا، وذكر أنه ارتكب حادثًا مروعًا منذ سنوات فى محافظة كفر الشيخ وتم إحالته إلى التحقيق ونقله من وظيفته إلى وظيفة أخرى لا تناسبه ولديه أكثر من 5 أبناء. عامل البلوك حنفى محمد، سائق على خط الإسكندرية، روى تجربته مع الحوادث: «بشكل شبه يومى أتعرض لحادث دهس لأحد المواطنين بسبب غياب «الحرم الآمن» ووجود عشرات المزلقانات العشوائية والحكومة ووزير النقل على وجه التحديد لا يعنيهما سوى سلامة «الجرار» و«القطار» الذى يساوى الملايين أم أرواح البشر فهذا آخر ما يهمهم». «حادث الإسكندرية سببه عامل البلوك الذى أبلغ بشكل عشوائى دون تأكد من تحرك القطار الآخر من مكانه للإبلاغ بذلك ويأتى الإهمال والقصور من قبل هذا الشخص ومن الطبيعى أن يتم حجز القطار قبل القطار الآخر قبل التحويلة ب 6 كيلو لكى يكون العبور صحيحًا ولكن ما حدث عكس ذلك، وما حدث كارثة بكل المقاييس». وحول تطوير منظومة السكك الحديدية، طالب حنفى بإخضاع السائق لكشف طبى شامل للتأكد من خلوه من كل الأمراض المزمنة مثل السكر والضغط والقلب، ومعاينة القطارات التى لا تصلح لنقل الحيوانات، وإجراء صيانة شاملة لجرار القطار من قبل مهندسين بشكل أسبوعى، بدلاً من الاستغاثات التى نرسلها يوميًا لورش الصيانة أثناء تعطل القطارات بين المحطات، مشيرًا إلى أن عامل البلوك يطلب صيانة للأجهزة التى يعمل بها فبعضها معطل ما يجعلهم يتعاملون من خلال الهواتف المحمولة للتبليغ عن عطل ما. وأضاف: وزير النقل حينما تحدث عن رواتب السائقين لم يكن يقصد سائقى الدرجة الثانية والثالثة، وهؤلاء يحصلون على رواتب لا تتجاوز ال 2000 جنيه، متمنيًا أن تُزيد الدولة مستحقات السائقين لأنهم أهم عنصر فى منظومة السكك الحديدية. عمل شاق عصام عبد الرحمن، سائق قطار على خط القاهرةأسيوط، قال إنه يوجد عجز تام فى عدد السائقين المتواجدين فى الهيئة، ونعمل لمدة 22 ساعة متواصلة فى بعض الأيام علاوة على أن بعض الرحلات يسيرها «العطشجية» مساعد السائق، مشيرإ إلى أن أحد سائقى قطارى الحادثة الأخيرة كان يعمل3 أيام متواصلة. لا توجد صيانة دورية للقطارات ونطالب بأن يكون هناك حرم آمن مثلنا مثل مترو الأنفاق والاستعانة بأجهزة حديثة خاصة وأن هناك سرقة للإشارات على طول الطريق ناهيك عن سرقة قضبان السكك الحديدية، كما طالب «عبدالرحمن» الحكومة بالنظر بعين الرحمة إلى سائقى القطارات وعدم الترويج لخطط التجديد الوهمية التى يدعيها المسئولون. وختم: «بسبب نقص الإمكانيات لن تتوقف الحوادث، وحينما فقدنا الأمل حاولنا التواصل مع نواب البرلمان لوضع روشته علاج تلك الكوارث لكن لا أحد يسمعنا، وكل وزير يأتى باقتراحات جديدة لا تنفذ».