فى ذكرى رحيل العالم الكبير الدكتور أحمد زويل، كان لقاءً مع الدكتور هانى الناظر استشارى الأمراض الجلدية ورئيس المركز القومى للبحوث سابقًا، حيث كشف ل«الصباح»، أن زويل كان صديقه والتقى معه أكثر من مرة، كاشفًا عن سبب سفره إلى إسرائيل، كما أوضح أن هناك قانونًا جديدًا يتم إعداده حاليًا للبحث العلمى، مشيرًا إلى أن هناك رؤية لدى الرئيس السيسى من أجل الاهتمام بالبحث العلمى كاشفًا عن بحث يشرف عليه حاليًا لعلاج نوع من سرطانات الجلد، وإلى نص الحوار: * هل هناك علماء مصريون سافروا إلى إسرائيل؟ - عدد العلماء الذين سافروا إلى إسرائيل يعد على أصابع اليدين، ولكن لم يسافروا من مصر، فمن الممكن أن هناك واحدًا أو اثنين كانوا يعيشون فى أمريكا وسافروا إلى هناك. * هل من هؤلاء د أحمد زويل خاصة أن أنباء ترددت عن أنه شارك فى تطوير منظومة سلاح الجو الإسرائيلى؟ - لا.. هذه مجرد شائعات، نعم الدكتور زويل سافر لإسرائيل، ومكث هناك عدة أشهر، لكن فى ظل التعاون العلمى بين جامعته فى أمريكا وبين إسرائيل، أما ما يتردد بشأن تطوير سلاح الجو فى إسرائيل فهذا غير حقيقى، خاصة أن هذا ليس مجال تخصصه، وكون أن إسرائيل تستفيد بأبحاث أى عالم بعد نشرها فى تطوير بلدها فهذا يرجع لها، وليس لزويل شأن فى ذلك. * كان من الممكن أن يرفض الذهاب إلى إسرائيل؟ - رفض زويل الذهاب إلى إسرائيل كان من الممكن أن يضره، زويل يحمل الجنسية الأمريكية، وكان من الممكن أن يفصل من جامعته إذا اعترض على حضور مؤتمرات فى إطار التعاون بين الجامعات. * ماذا تعرف عن العالم الراحل أحمد زويل؟ - كان صديقى، وكنا نخرج مع بعض كثيرًا، وكان دائمًا متفقًا معى فى أن البحث العلمى قاطرة التنمية وطوق النجاة لمصر والخروج من أزماتها، وأن المستقبل سيكون فى البحث العلمى، كان حلمه مدينته العلمية، وأن تتحقق فى حياته فى مصر، والرئيس السيسى يدعم هذه الجامعة شخصيًا، وأتذكر أحد المواقف حينما التقينا على الغداء وقال لى نصًا: «دكتور هانى أنتم غير محتاجين باحثين وعلماء من الخارج.العلماء والباحثون المتواجدون حاليًا فى مصر يمكنهم النهوض بالبحث العلمى لأن العلماء فى الخارج يأتون إلى مصر من أجل المساعدة فقط فأنتم من ستنهضون بالبحث العلمى. * نزيف العلماء وهجرة العقول للخارج ما زال مستمرًا؟ - عام 2006 قمنا بعمل مشروع فى المركز القومى للبحوث اسمه «الطريق إلى نوبل»، وأخذت اسمه من تاريخ الدكتور زويل، كان الهدف وقف نزيف العقول للخارج وعودة علماء الخارج إلى مصر، وزويل قام بزيارته عام 2007، والتقى بالباحثين وكان يدعمهم، والمشروع ظل عامين، وخرج من المركز أول مصل لعلاج إنفلونزا الطيور، وهناك أبحاث علمية نشرت فى مجلات أبحاث دولية، وأهم شىء أننا استرجعنا الدكتور مصطفى السيد، وأنجز مشروعًا علميًا لعلاج السرطان بجزيئات الذهب. * هل هناك جديد فى علاج الأمراض الجلدية المزمنة؟ - حاليا أشرف على بحث لعلاج نوع من سرطانات الجلد ونتائجه مبشرة جدًا، ومع بداية موسم الحج هناك شركات أدوية كبرى تبنت فكرتى بتوفير حقائب طبية للحجاج، لتوزيعها هدايا مجانية للحجاج قبيل مغادرتهم مصر والتوجه لأداء مناسك الحج، تحتوى الحقيبة على واقٍ بدون رائحة يستعمل أثناء التعرض للشمس، ومطهر ومضاد للبكتيريا بدون رائحة لمعالجة الجروح وكريم للحروق ومحلول للتسلخات وصابونة بدون رائحة للاستحمام وكمامة للأنف والفم وجميع هذه المنتجات صناعة محلية وطنية. * كيف حال البحث العلمى مصر حاليًا ؟ - حاليًا هناك رؤية للبحث العلمى لدى القيادة السياسية الرئيس السيسى عندما جاء الحكم استعان بكبار العلماء من داخل وخارج مصر، وهذا شىء مبشر والبحث العلمى خلال الفترة المقبلة سيشهد خطوات جيدة. * هل هناك ميزانية لتطوير البحث العلمى؟ - إدارة البحث العلمى لن تسحب من موازنة الدولة أموالًا لتنفق على البحث العلمى، لكنها نجحت فى جذب أموال من القطاع الخاص من أجل تمويل الأبحاث، وفى كل دول العالم الشركات الخاصة تمول الأبحاث لأن العائد فى النهاية يعود عليها . * الاكتفاء الذاتى من القمح.. أحد أحلامك العلمية ما رؤيتك لتطبيقه ؟ - نستورد كل سنة قمح بمليارات الجنيهات. والمساحات المزروعة لا تكفى لاحتياجاتنا. فكرت فى دراسة لخلط الدقيق بالشعير لتوفير رغيف خبز أكثر فائدة صحيًا وقمنا بتجربة لصناعة رغيف خبز 75فى المائة من القمح و25فى المائة من الذرة الشامى ومواصفاته كالرغيف القمحى بنسبة 100فى المائة صحيًا وفى نفس الوقت تكلفته أقل، أيضًا طبقنا دراسة لزراعة الشعير فى أماكن غير مستغلة فى مصر، ونجحنا فى زراعته حول بحيرات وادى الريان، وتلك البحيرات منتشرة غرب محافظة الفيوم وبنى سويف، ومساحتها 135 ألف فدان مياه حلوة غير مستغلة، وهذه الأراضى رملية جيرية لا تصلح لزراعة أى نبات ماعدا الشعير، زرعنا 50 فدانًا، وكانت تجربة ناجحة جدًا، والإنتاج وافر جدًا، فإذا قمنا بتنفيذ هذه الدراسة وزرعنا آلاف الأفدنة بالشعير سننتج الرغيف 25فى المائة من الشعير، وهذا سيؤدى إلى تقليل 50فى المائة من استيراد القمح. رغيف الخبز فى مصر 50فى المائة قمح محلى و50فى المائة قمح مستورد، وما سيتم توفيره بزراعة الشعير يشكل نصف الاستيراد، أيضًا يمكن تصدير الشعير الفائض لأوروبا، سعر طن الشعير، هناك فى البورصة يساوى ثمن طن القمح لأنهم يستخدمونه فى صناعة الجعة، وفى هذه الحالة ممكن أصدر الشعير مقابل قمح بنفس الثمن وسنوفر 10 مليارات دولار. * كم عدد العلماء المصريين فى الخارج؟ - حوالى 36 ألفًا منهم 17 ألفًا فى أمريكا وكندا والباقون موزعون حول أوروبا وجنوب شرق آسيا ومنهم باحثون حققوا إنجازات كبيرة ومنهم علماء بعيدون عن الوطن، ولكن خبرتهم لابد من الاستفادة منها بالإضافة إلى علمائنا فى الداخل والذين يقارب عددهم 130 ألفًا وهناك كفاءات كبيرة داخل مصر. * كيف فسرت حصول مصر على قرض صندوق النقد الدولى؟ - نجاح مصر فى الاتفاق مع صندوق النقد الدولى على قرض بقيمة 12 مليار دولار مهم جدًا، وسيؤدى إلى انخفاض أسعار الدولار قريبًا، وأتوقع أن يصل سعر الدولار إلى 9.5، وهذا يعطى شهادة لمصر أن الصندوق واثق فى مستقبل الاقتصاد المصرى، كما أنه سيساهم أيضًا فى عودة السياحة الأجنبية، وجميع دول العالم تأخذ قروضًا وهذه ميزة وليس عيبًا.