- مسئولو الزراعة غضبوا لأن الفكرة لم تخرج من مركز البحوث.. وأقول لهم: أين كنتم منذ 50 عامًا - لدينا 5 تجارب أخرى لم نعلنها بعد.. وننفق عليها من نفقاتنا الشخصية - هددت بالقتل بسبب الفكرة.. ونقلتها إلى آخرين ليكتب لها البقاء والخروج للنور تعرضت تجربة القمح بالتبريد، التى تهدف إلى الاكتفاء الذاتي من القمح والحد من استيراد الأقماح من الخارج من خلال زراعته مرتين فى العام بدلا من مرة واحدة إلى هجوم شديد خلال الأيام الماضية من المسئولين بوزارة الزراعة.. «التحرير» أجرت حوارًا مع صاحب الفكرة الدكتورعلى فرج، المنسق العام لمعهد بحوث إدارة المياه والأستاذ بالمركز القومى لبحوث المياه التابع لوزارة الرى، الذى كشف عن أنه تعرض لتهديدات وصلت إلى التهديد بقتله وضربه بالنار.. وإلى نص الحوار روسيا.. البداية - حدثنا عن فكرة القمح بالتبريد، وما الهدف منها؟ من خلال وجودي بإحدي الدورات التجريبية في روسيا، وتزامن توقيت البعثة مع بداية ظهور الثلوج على قمم الجبال، وجدت أن المزارعين بدأوا في حرث الأرض تمهيدًا لزراعتها ووضع تقاوي القمح بها، فكانت مفاجأة بالنسبة لي، خاصة أن القمح لا تصلح زراعته وسط الثلوج، وبسؤال المزارعين أكدوا أنهم يقومون بوضع بذور القمح في التربة كمرحلة أولية قبل أن يطمرها الثلج تمامًا، وبعد ذوبانه تبدأ بذور القمح في الإنبات بصورة قوية، وهو ما تأكد لديّ من خلال متابعتي نمو محصول القمح، حيث وجدت أن معدلات الاستطالة لديه قياسية، وتصل إلى 2 سم يوميًا، ما شجعني على نقل التجربة إلي مصر بعد عودتي من البعثة، التى تتم من خلال عملية تبريد صناعي تضاهي نفس درجات الحرارة الموجودة في بيئة الدول الباردة، وذلك من خلال أخذ عينات من بذور القمح ووضعها في ثلاجات، وتعريضها لمستويات مختلفة من البرودة، حتي يتم الوصول إلي درجة الحرارة المثلي التي يمكن حفظ البذور بها، وبعد إخراج البذور من الثلاجات وزرعها في التربة تتم متابعة درجة نموها، فلاحظت أن البادرة الأولي خرجت من حبوب القمح بعد ثلاثة أيام، وهذا يعتبر معدلًا سريعًا مقارنة بأسلوب الزراعة التقليدي، الذي تستغرق فيه البادرة الأولي لحبوب القمح فترة نمو تتراوح ما بين ثمانية أيام إلي عشرة أيام، حتي تظهر علي سطح الأرض، وباحتساب فترات نمو القمح المختلفة بدءًا من التفريع والاستطالة تم حصاد المحصول خلال تسعين يومًا. مصالح شخصية - إذن لماذا الهجوم على الفكرة؟ تجربتي أنا والفريق البحثي الذى يتكون من 13 باحثا تعرضت إلى الهجوم من أشخاص قالوا إنهم أخذوا عينات من الحقل، رغم أنهم أخذوا هذه العينات بشكل خاطئ، إذ قاموا بسحبها بعد حصاد المحصول، وكان من المفترض سحبها قبل الحصاد، وهناك محاولة لوأد وقتل فكرتي وبحثي العلمي لتحقيق مصالح شخصية ولصالح مافيا استيراد الأقماح من الخارج. غضب الزراعة - المسئولون بوزارة الزراعة كانوا أول من هاجموا الفكرة ما تفسيرك لذلك؟ اسأل هؤلاء أين كنتم منذ 50 عامًا، ونحن نستورد القمح من الخارج، ولم تحاولوا وضع بدائل للاستيراد وللاكتفاء الذاتي من القمح وتوفير رغيف الخبز للمصريين، كما أنهم غضبوا لأن التجربة لم تخرج من مركز البحوث الزراعية، رغم أننا أرسلنا لهم فى بداية التجربة للاشتراك معنا، لكنهم رفضوا وقالوا لنا هناك أوامر صدرت لنا بعدم الاشتراك معكم فى هذه التجربة، فتجربتي توفر زراعة القمح مرتين فى العام، كما أنها يمكن تطبيقها على محاصيل أخرى لتقليل الفجوة الغذائية والاستيراد من الخارج خاصة من الذرة الصفراء والقمح. 5 تجارب - هل ستتخلى عن فكرتك وبحثك بعد هذا الهجوم؟ نحن والفريق البحثى نعمل لصالح البلاد، ونرغب فى أن يتم توفير رغيف الخبز للمصريين دون اللجوء إلى الخارج أو الخضوع لضغوط الاستيراد من الخارج، وهناك جهات كثيرة لها مصلحة فى عدم تطبيق التجربة على كل المحافظات المصرية، ونحن لنا 5 تجارب أخرى لم نعلنها بعد، وننفق على تجاربنا من نفقاتنا الشخصية. مصالح شخصية - هل تعرضت لضغوط للتراجع عن البحث العلمي الذى أجريته؟ بالفعل تم تهديدى بالقتل ضربًا بالنار من خلال بعض الأشخاص، لكنني نقلت فكرتي إلى جميع زملائي العاملين وعددهم 13 باحثًا، ولو قتلوني هناك من سيكمل البحث بدلا مني، وإذا كانت تهمتنا إننا نحب مصر فهذا شرف لنا، وأطالب الرئيس عبد الفتاح السيسي بإعطاء الفكرة والبحث حقه ومتابعته، لأن هناك أشخاصًا لهم مصالح شخصية فى عدم نجاح التجربة، وأن قمة سعادتي ستتحقق عندما تصبح مصر غير مستوردة للقمح. ننتظر الحصاد - ما آخر تطورات التجربة حاليا؟ لقد بدأنا بالفعل أنا والفريق البحثي فى العروة الثانية لمحصول القمح فى أول هذا الشهر فبراير، وننتظر الحصاد فى 15 مايو المقبل، وسنظل مدافعين عن فكرتنا، وبحثنا الذى لم تظهر كل نتائجه بعد. مع المزارعين - ما المناطق التى تم تطبيق التجربة فيها؟ نحن نندمج في منظومة واحدة مع المزارعين من خلال اثنتي عشرة محطة بحثية علي مستوي الجمهورية، وهناك تواصل مباشر معهم ما يتيح لهم فرصة التعلم من التجارب التي نقوم بإجرائها، فبعد نجاح تجربة الزراعة بالتبريد في مزارع الشرقية والتل الكبير طلب منا بعض المزارعين تطبيقها علي مساحات واسعة في مناطق مثل وادي النطرون وفي مزارع بالإسكندرية، وكذلك في مدينة سنديون بالقليوبية، ونحن من جانبنا قمنا بإمدادهم بالمعلومات العامة لتجربة الزراعة بالتبريد، وهناك توجيهات حاليا من قيادات المعهد بالتوسع في المساحات المزروعة، وسنغطي هذا العام مساحات كبيرة تقارب المائة فدان موزعة علي عدة مناطق منها مزارع في مدينة النوبارية ومزارع أخري في محافظة الشرقية.