طريقة جديدة بدأت تلوح في أفق المسئولين بوزارة الري، في محاولة منهم لسد احتياجات القمح في ظل استمرار عجزه، واتجاه وزارة التموين دائمًا لاستيراده من الخارج بمليارات الجنيهات، هي زراعة القمح بالتبريد. طريقة ابتكرها عدد من الباحثين بالمركز القومي لبحوث المياه، لتحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح، وزيادة إنتاجية الفدان من المحصول وتوفير مياه الري من خلال زراعة القمح مرتين، الأولى في سبتمبر يتم حصادها في منتصف يناير، والثانية في شهر فبراير يتم حصادها خلال الموسم الشتوي في مايو. فعلى الرغم من تطبيق الفكرة بالتل الكبير في الإسماعيلية، إلا أن نتائجها لم تحصد حتى الآن، مثلما أكد عبد المنعم البنا رئيس مركز البحوث الزراعية. وآليات تطبيق التبريد ومدى سلامته صحيا للاستخدام، نقاط غائبة ذكرها رائف تمراز وكيل لجنة الزراعة بمجلس النواب، وطالب باستدعاء وزير الري لجلسة خاصة لبحث الفكرة. وتابع وكيل اللجنة، أنهم يستدعون وزير الري محمد عبد العاطى الأسبوع القادم لمعرفة آليات نظام زراعة القمح بالتبريد وتحديد الأماكن الصالحة في المحافظات. واتفق تمراز في تصريحات ل«المصريون» مع فكرة تبريد بذور القمح التي اقترحها مركز بحوث المياه لزراعة القمح مرتين سنويا، لكن اعترض على جودة المنتج، موضحا أنه لم يتم تحديد صلاحيته صحيًا حتى الآن. "متى ميعاد الحصاد، وما هي كمية الإنتاج, كميات التقاوي والأسمدة هل كافية للتبريد؟، وهل تم تثقيف الفلاحين عن كيفية استخدام الآلات الخاصة بالتبريد؟، هل تصلح التربة لزراعتها مرتين ؟"، تساؤلات وجهها تمراز للوزارة. واختلف معه وليد حقيقي المتحدث باسم وزارة الري والموارد المائية، قائلاً إن تبريد بذور القمح فكرة جديدة على الزراعة المصرية، فيتم تبريد البذور بمبردات التي تسرع معدل نموها ونضجها. وأكد حقيقي في تصريحات ل«المصريون»، أن التجربة حققت حتى الآن ايجابيات بأن مدة زراعة القمح بدلاً من 6 أشهر أصبحت 3 شهور فقط، وسيتم زراعة القمح مرتين في نوفمبر ويحصد في يناير وفى فبراير ويحصد في مايو. وأضاف المتحدث أن الفكرة، ستزيد من دخل الفلاح نظرًا لزيادة إنتاجه وبدلا من إنتاج قومي 35 % قد يصل إلى 70%، و سيتم توفير المياه بكمية 40%. فيما أوضح عبد المنعم البنا مدير مركز البحوث الزراعية، أن فكرة زراعة القمح بالتبريد تتطلب تربة معينة ووقت مناسب للمزارع وتحديد كميات الإنتاج. وأضاف البنا في تصريحات ل «المصريون»، أن الفكرة تم تجربتها منذ 25 سنة في مصر واستحداثها يتطلب التقييم خاصة أن تجربة التل الكبير لم تحصد وعمرها 120 يوما.