يشهد يوم 26 يناير الشهر الجاري لأول مرة في تاريخ الزراعة المصرية ميلاد حصاد أول مساحة من محصول القمح علي مستوي الجمهورية بنظام التبريد بمحطة البحوث الزراعية بقرية الزنكلون مركز الزقازيق بمحافظة الشرقية وسط احتفالية كبري بحضور عدد من الوزراء واللواء خالد سعيد محافظ الشرقية والمزارعين المهتمين بزراعة المحصول الجديد والذي يعد اضافة بحثية جديدة ستؤدي الي سد احتياجات مصر بنسبة 50% وتوفير المليارات من الدولارات التي تدفع في الاستيراد الي جانب أنها آمنة وذلك بعد نجاح التجربة التي نفذها المركز القومي لبحوث المياه من خلال معهد إدارة الموارد المائية والتي تسمح بزراعة المحصول مرتين في العام بدلا من مرة واحدة. الباحثون خلال زيارتهم للموقع للاطمئنان علي المحصول الجديد ابهرتهم النتائج وكتبوا الله اكبر بحبات القمح. المساء عاشت علي الطبيعة مع المختصين قصة النجاح بحقل القمح بمحطة البحوث. يقول د. هشام مصطفي مدير المعهد القومي لبحوث إدارة المياه ان الفكرة تولدت من خلال زيارة د. علي فراج صاحب التجربة لاحدي الدول الأوروبية ومشاهدته القاء بذور القمح علي الارض وبعد نزول الجليد عليه واذابته يتم نمو الحبوب ويتم حصاد القمح بعد ثلاثة أشهر وبالتالي تم وضع الحبوب في الثلاجة لمدة معينة وبعدها تتم الزراعة وكانت النتيجة مذهلة فنمو السنبلة أطول ويستغرق المحصول في الارض مدة ثلاثة أشهر مما يحقق فائدة للدول والفلاح عن طريق سد الفجوة في نقص القمح وتحقيق ربح للفلاح الطاق طاقين من خلال بيع المحصول والتبن لاستخدامه للمواشي والبذور التي تتم زراعته هي نفس الاصناف التي بمصر ولكن الاختراع كله في عملية التبريد الي جانب استخدام الاسمدة وكل المستلزمات من رش وخلافه. أضاف د.مصطفي ان نجاح التجربة سيؤدي الي احداث نقلة نوعية وتحقيق الاكتفاء الذاتي في محصول القمح بل والتصدير لافتا الي أنه في عهد سيدنا يوسف كنا نعطي القمح للدول الفقيرة ومصر ستظل أرض الخير ومحروسة بأمر ربها كما ان طريقة الزراعة الجديدة توفير كميات كبيرة من المياه والابراج في السنبلة 18 برجا بينما في القمح العادي 15 برجا مما يؤكد أن التجربة عالية الانتاجية علي كبر حجم الحبة. دعا د. مصطفي جموع المزارعين علي مستوي الجمهورية للاطلاع علي التجربة الجديدة للزراعة وتنفيذها بأراضيهم لزيادة المساحات المنزرعة لضخ كميات أكبر من محصول القمح لتوفير احتياجاتنا منه وتحقيق أرباح كبيرة خاصة وأن نجاح التجربة جاء بعد 3 سنوات من الأبحاث وسيتم مضاعفة المساحات المنزرعة لتصل الي 103 أفدنة علي مستوي الجمهورية بواقع 40 فداناً بنجع حمادي و20 فداناً بانشاص و30 فداناً بشرق العوينات و5 بالنوبارية و5 بالتل الكبير و3 بالقليوبية. قال د. عماد فوزي الباحث بالمعهد بعد رؤية التركيبة المحصولية الجديدة والتي تم محاكاتها ومشاهدة نمو البذور بطريقة سريعة كان لابد من تنفيذ التجربة بالاراضي التابعة لنا في عدد 12 محطة علي مستوي الجمهورية والحمد لله النتائج مبشرة بالخير كما تشهد محطة الزنكلون ايضا تجربة جديدة لزراعة ذرة الفشار والتي تبشر بالخير أيضا من اجل التوسع في زراعة مساحات كبيرة تعوضنا عن استيرادها من الخارج بعملات صعبة نحن احوج اليها لافتا إلي أن تجربة القمح ثبت نجاحها وجدواها الاقتصادية للمزارعين حيث انها تتيح لهم الفرصة لزراعة محصول القمح في الموسم الشتوي خلال 3 شهور فقط في حين تحتاج زراعته بالطريقة العادية لستة أشهر كما انها ستحافظ علي الصحة العامة للمواطنين بعدم استيراد اقماح مصابة بأمراض الي جانب توفير كمية من مياه الري بمتوسط 1000 متر مكعب للفدان بما يساوي 3 ريات من أراضي الدلتا والمساهمة بنسبة 30% في الوقت الحالي لسد الفجوة الغذائية لمصر من استيراد الاقماح. اشار د. فوزي الي أن التجربة ونتائجها في الوقت الحالي تبث روح الأمل لدي المواطنين في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها البلاد كما أن تطبيق التجربة في المواعيد الجديدة يجنبنا الاصابة ببعض الأمراض التي تصيب محصول القمح في فترة زراعته التقليدية من نوفمبر حتي مايو والبعد عن الحشائش التي تظهر في الشتاء وتؤثر علي الانتاجية. قال د. علي فرج رئيس فريق العمل والباحث بالمعهد وصاحب التجربة انه من خلال رحلته العملية لاحدي الدول الأوروبية شاهد عملية زرع القمح بعد تغطيته بالجليد وحصاده بعد ثلاثة أشهر ففكر في نقل التجربة وتنفيذها علي ارض الواقع بالاراضي الرملية والطينية والحمد لله حققت نتائج طيبة ستؤدي الي مضاعفة العائد القومي من القمح بعد التوسع في زراعته متوقعا أن يحقق القمح 13 أردباً في الاراضي الرميلة و17 بالاراضي الطينية لافتا الي أن الطريقة المبتكرة تتلخص في معالحة بذور القمح قبل الزراعة بالتبريد لمدة زمنية مختلفة تترتب عليها زراعة القمح في مواعيد عديدة ومن ثم اختصار مدة بقاء المحصول في التربة الي النصف تقريبا كما ان الباحثين درسوا بعمق كيفية اكتساب بذور القمح لكميات معينة من البرودة والتي تضمن مستوي معينا من الانبات عند زراعتها في كمية الرطوبة المطلوبة التي تضمن الانبات عن الزراعة ونجحنا في الوصول ببذور القمح الي درجة معينة من الرطوبة يمكن معها الحفاظ علي الخصائص الفسيولوجية لها بما يضمن زراعتها في مواعيد مختلفة عن تلك المواعيد المحددة. أشار د.فرج إلي أنه لوحظ أثر معاملة البذور بالتبريد عبر تحويل الغذاء الموجود حول الجنين بذرة القمح والمتمثل في كميات من النشا ومكوناتها من سكريات وكربوهيدرات معقدة التركيب إلي سكريات أحادية عن طريق عمليات الهضم داخل البذرة نفسها مما أدي لزيادة سرعة النمو وقصر عمر النبات في الأرض كما أنه لوحظ أن العامل الأكثر تأثيرا علي النمو اختيار مواعيد زراعة جديدة تناسب مرحلة التقليح وتكوين الحبوب داخل السنابل ومع التغيرات المناخية الجديدة تم التوصل الي أفضل مواعيد يتناسب معها زراعة محصول القمح بالطريقة الجديدة بالتبريد وكان ذلك من خلال تجارب استمرت سنوات وهي في منتصف شهر سبتمبر للميعاد الأول وأول فبراير للميعاد الثاني مطالبا بزراعة المحصول الجديد في الحقول الارشادية والتوسع في زراعته من اجل مستقبل افضل لمصرنا الحبيبة.