رجع إلى مصر متلهفا بعد غربة 6 سنوات قضاها فى بلاد الله بدولة الخليج يعمل ليلا نهارا كمهندس إستشارى وحرم نفسه من اولاده وزوجته ومن ملذات الحياة من اجل ان يوفر لابنائه حياة كريمة ومن اجل ذلك اليوم الذى يرى فيه ابنته عروسة ولكنه لم يكن يعرف ان القدر قد رسم له كلمة النهاية فى ذلك اليوم الذى طال انتظاره وطالما حلم به ليتحول الفرح الى ماتم فعندما عرف بنبا زواج ابنته جاء اسرع بالقدوم الى القاهرة ليشرف بنفسه على ترتيبات زفاف نجلته واصبح يعد الأيام والليالى ليرى إبنته عروساً يبتهج بها قلبه ،واخذ يسارع الزمن فى انهاء تجهيزات الزواج ولكن الأقدار لم تشأ أن تكتمل الفرحة ، وأنهارت كل الأحلام على يد تشكيل عصابى مكون من 4 أفراد ، أستوقفوهما وقتلوه، ولم ترق قلوبهم لحاله وتوسلاته بعد أن رفضه تسليمهم السيارة ودفاعاً عن إبنته . توجه المجنى عليه المهندس " محمد .ن .س" 59 سنة بالإدارة الهندسية بجامعة الزقازيق إلى القاهرة بعد غربة اكثر من 6 سنوات لحضور حفل زفاف نجلته المعيدة بكلية الطب وقبيل موعد زفافها بأيام من أجل شراء فستان الزفاف ، وبعض إحتياجات العرس ، وبعد يوم من التسوق قررا العودة إلى بلبيس بمحافظة الشرقية ، وكان الموعد مع المشهد الأخير من حياة المجنى عليه الذى ظل يعد إبنته بليلة عرس لامثيل لها ، ويتمنى تلك اللحظة التى يزفها فيها إلى منزلها الجديد . وعند مدخل قرية عرب البياضين على طريق الزقازيق – بلبيس فوجئا بسيارة يستقلها ملثمون وبحوزتهم أسلحة نارية قطعت عليهم الطريق ، وطلبوا من المجنى عليه أن يترجل من السيارة ، ويتركها إلا أنه رفض الرضوخ لمطالبهم ، فأخرج أحدهم سلاحاً كان بحوزته وأطلق صوبه الرصاص ليلقى الأبُ مصرعه أمام أعين إبنته المكلومة ، التى حاولت الإستغاثة بأى من المارة لكن دون جدوى ، وشاءت الأقدار أن ترتدى الملابس السوداء بدلاً من الفستان الأبيض ، نفذ الجناة جريمتهم الشنعاء ولاذوا بالهرب ، ولفظ المجنى عليه أنفاسه الأخيرة ، وأستشهد قبل أن يشهد فرحته بزفاف إبنته . وجاء مسرعا شقيق المجنى عليه "د. زاهر سليمان" الأستاذ بجامعة الدمام بالسعودية ، والذى حضر إلى مصر عقب علمه بمقتل شقيقه ، واصابته حالة من الصدمة والزهول من هول ماحدث ، حيث كان متواجداً بمسكنه فى الدمام وفوجئ بإتصال من شقيقته تخبره بالحادث ، وتوجه إلى المطار وأستقل الطائرة المتجهة إلى القاهرة بصحبة نجله ، إلا أنه وصل بعد أن تم دفن الجثمان دون أن يلقى النظرة الأخيرة على شقيقه ، وقرر بيع كل مايملك والهجرة إلى كندا ، وقام بأرسال شكاوى إلى رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة ، ووزير الداخلية يعرض عليهما الفاجعة التى حلت به وبأسرته ، وطالب بالنظر فى قضية مقتل شقيقه والتى تكرر وقوعها بسبب الغياب الأمنى حتى لايضيع دم شقيقه هدراً . تعود أحداث الواقعة عندما تلقى اللواء محمد ناصر العنترى مساعد أول وزير الداخلية لأمن الشرقية بلاغاً من شرطة النجدة بمصرع مهندس إستشارى على يد مجهولين على طريق بلبيس – الزقازيق ، فأمر بتشكيل فريق بحث وتحر قاده العقيد محمود جمال مدير مباحث فرع الجنوب ، الذى أنتقل إلى مكان الحادث وتبين من الفحص أن المجنى عليه مصاب بطلق نارى فى الرأس ، وأشارت التحريات أن وراء الواقعة تشكيل عصابى من 4 أفراد ، قاموا بإرتكاب العديد من جرائم السطو والسرقة بالإكراه فى نفس المنطقة حيث تخلو من التواجد الأمنى ، كما اشارت التحريات أن السيارة التى كان يستقلها الجناه مبلغ بسرقتها من أحد أعضاء الهيئة القضائية ، وتم تحرير المحضر رقم 3842 لسنة 2012 إدارى قسم شرطة بلبيس ، وإخطار النيابة العامة التى صرحت بدفن الجثة بعد إنتداب الطب الشرعى ، و طلبت تحريات المباحث حول الواقعة ، وقد تمكنت الأجهزة الأمنية من القبض على أحد أفراد التشكيل وتكثف جهودها لضبط الجناة الهاربين