لا يمكن أن نترك شيئًا جميلًا على حاله، هذا ما حدث فى كفر وهب بالمنوفية، فمن قرية تنافس على أجمل قرية فى مسابقة لليونسكو إلى قرية تملأها تلال القمامة والسبب كسل المسئولين والفساد الإدارى والغريب أن محافظ المنوفية الدكتور هشام عبدالباسط يتجاهل شكاوى المواطنين. قرية «كفر وهب» أو كما يصفها البعض «باريسالمنوفية» والتابعة لمركز قويسنا بالمنوفية، كانت حديث الساعة حينما اختارتها منظمة اليونسكو العالمية، فى 2013، أفضل قرية نموذجية على مستوى العالم، لما تتمتع به من مبان وشوارع تضاهى شوارع أوروبا، وكل هذا بالجهود الذاتية للمواطنين، واستمر الوضع لسنوات، حتى قررت الوحدة المحلية بكفر وهب تولى زمام الأمور وتطبيق منظومة النظافة، تلك المنظومة التى كانت بداية النهاية لكل جميل ونظيف داخل القرية، لتتحول الشوارع الرئيسية إلى مقلب قمامة. فتحى سيد عمران أحد الأهالى قال إن منظمة اليونسكو أرسلت وفدًا إلى كفر وهب لتقييمها وقد حازت القرية على إعجاب الوفد خاصة أن جوها صحى لا يوجد مثيل له فى العالم، حيث تتمتع بالرقى والحضارة وروعة البيئة وشوارعها النظيفة واختارتها المنظمة العالمية أجمل ريف فى المنطقة العربية فى مؤتمر مناقشة الاقتصاد الأخضر وكيفية تأثيره على الاقتصاد الوطنى، وأشادت بها فى المؤتمرات الدولية عن حماية البيئة وأبحاث متخصصة بمجال البيئة والإنسان. وتدخل محمد إبراهيم عبد العزيز أحد الأهالى قائلًا إن كفر وهب أخذت شهرة عالمية لعدة سنوات متتالية حيث يبلغ عدد سكانها 6 آلاف نسمة ولم يعد داخل القرية «أُمى» واحد، حيث بدأت رحلة الكفاح بالجهود الذاتية من 1985. كما يوجد بها مسجد كبير بقبة عالية على طراز حديث ومبدع، بجانب دار مناسبات وضيافة مجهزة بأحدث الأجهزة ويُعقد بها كل المؤتمرات المحلية والإقليمية، وبها مستشفى نموذجى، ومكتب بريد متطور، ومدرسة ابتدائى حصلت على درع الجودة على مستوى الجمهورية، ومدرسة إعدادية، وتحتوى أيضًا على كنيسة ذات طابع مميز وتراث دينى قديم، وتتميز بوجود شبكة إنارة كاملة بالجهود الذاتية، كما أنشأ الأهالى محطة للتنقية بالجهود الذاتية وفق أحدث تقنيات الفلترة، وتضم المحطة وحدة تعقيم بأشعة فوق البنفسجية لقتل البكتيريا بعيدًا عن المياه الملوثة التى توفرها شركات المياه الحكومية. بداية الأزمة أحمد حسين رئيس مجلس إدارة جمعية تنمية المجتمع المحلى، قال ل«الصباح»، إن كل شىء كان يسير على ما يرام، حيث تكفل مجموعة من شباب القرية بجمع القمامة وإعادة تدويرها دون انتظار تدخل من المسئولين، حتى تم إجبار الأهالى من قبل الوحدة المحلية على الاشتراك فى منظومة النظافة، وبدلًا من جمعها فى المكان المخصص تحولت كبرى الشوارع إلى ساحات لجمع «الزبالة». وتابع حسين: كل شىء بدأ فى الانهيار، فمشكلة توزيع الغاز من خلال منظومة توزيع تقوم على الجهود الذاتية حيث تم وضع كارت ذهبى يستطيع من خلاله المواطن أن يحصل على أسطوانة الغاز بعد أربع ساعات من طلبها وبأسعارها الرسمية، وانهارت تلك المنظومة، كما تسبب عمليات الحفر التى قامت بها شركة المياه لتوصيل الصرف الصحى كانت فوق إمكانات القرية فتم توصيل المواسير دون إعادة ترميم الطرق مرة أخرى. فيما أوضح، الكابتن صلاح وهب مدرب وحكم دولى وأحد أهالى القرية إنه بدء الحفر منذ ستة شهور وأدخلت شركة المياه والصرف الصحى الخدمة، لكن سرعان ما انتهى عمال الشركة بعد شهرين ومنذ شهر مارس وأصبحت الشوارع مكسرة واختفت كل معانى الجمال بالقرية. وأشار وهب إلى أن الصرف الصحى متوقف عن العمل وتم حفر الشوارع للتوصيل ولم يتم إرجاع الشىء إلى أصله وتواصلت مع رئيس هيئة الصرف الصحى دون جدوى. واستطرد وهب، كيف يعقل أن قرية نموذجية بشهادة اليونسكو تدخل مسابقة أجمل قرية على مستوى المحافظة وتحصل على المركز الأخير، والسبب تدخل المسئولين، لنرسل بعدها استغاثات لمحافظ المنوفية والرئاسة دون جدوى.