خبراء: محمد بن سلمان الكنز الاستراتيجى ل «إسرائيل » فى المنطقة السعودية اعتمدت إسرائيل حليفًا استراتيجياً عشقى: السعوديون لا يعُارضون التطبيع..وخبير إسرائيلى:إيران عدونا المشترك تسعى السعودية حاليًا لتعزيز علاقات التطبيع مع إسرائيل، والتى بدأتها مبكرًا منذ مبادرة الملك عبدالله بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين السابق، للسلام فى الشرق الأوسط بين إسرائيل والفلسطينيين، والتى أُطلقت فى 2002 وتنص على إنشاء دولة فلسطينية معترفًا بها دوليًا على حدود 1967 وعودة اللاجئين والانسحاب من هضبة الجولان المحتلة، مقابل اعتراف وتطبيع العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل. مهندس التطبيع بعدما اقتنعت الرياض بالتطبيع وآمنت به جعلت له مهندسًا يرسم خريطته ويحدد انطلاقته، ويكون همزة وصل بين البلدين واختارت لتلك المهمة الجنرال المتقاعد ومدير مركز الدراسات الاستراتيجية فى جدة «أنور عشقى»، والذى رسم خريطة العلاقات واللقاءات لمحمد بن سلمان ولى العهد السعودى مع مسئولين إسرائيليين، قالت تقارير صحفية إن آخرهم رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، وربما يكون التمثيل الدبلوماسى فى مرحلة قادمة لا محالة بين البلدين. مبادرة الملك عبدالله، كانت البداية نحو اقتناع السعوديين أن التطبيع مع تل أبيب لم يعد مستحيلًا، انطلاقًا من مبدأ أنه لا ثوابت فى السياسة والتى رفضوها فى سبعينيات القرن الماضى فى اتفاقية كامب ديفيد. ورغم التطبيع المعلن والزيارات السرية لمسئولين سعوديين إلى تل أبيب وإسرائيليين إلى الرياض، إلا أن السعودية ترفض مجرد التلميح إلى اعتذار عن قطيعتها للقاهرة بسبب اتفاقية كامب ديفيد بعدما أقدمت على نفس الفعل. العلاقات السرية بين إسرائيل والسعودية ليست وليدة العام بل يمكن القول إن النتائج شبه العلنية حتى الآن بين الجانبين حصيلة سنوات من التعاون السرى خلال الفترة الماضية خاصة فيما بعد 2011 وتوحش الإرهاب بالمنطقة وحرب اليمن ليزداد الأمر بشكل أكبر بعد تولى دونالد ترامب الرئاسة الأمريكية، والذى انطلقت رحلته مباشرة من الرياض إلى تل أبيب لتكون افتتاحًا غير رسمى لخطوط جوية ربما قد تدشن مستقبلًا بين البلدين. منذ سنوات يُجرى تجهيز محمد بن سلمان لتولى السلطة فى المملكة انطلاقًا من كونه أحد الضلوع البارزة فى هندسة العلاقات السعودية الإسرائيلية، وربما يكون ذلك أحد أسباب الصعود السريع ل«بن سلمان» من ولى لولى العهد إلى ولى العهد، ومازال صعوده مستمرًا. أحد الوزراء فى حكومة الاحتلال الإسرائيلى قال فى تصريحات صحفية ل«يديعوت أحرونوت» إن تعيين محمد سلمان وليًا للعهد يوطد علاقاتها، وسيؤثر إيجابًا على التجارة والاقتصاد، وسيكون سببًا للتفاؤل والخير على كل المنطقة. وذكرت صحف عبرية أنه سبق ل«بن سلمان» أن التقى إسرائيليين كثيرًا، وأن تعيينه يشكل أملًا لهم. ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن مصادر استخباراتيّة، قولها إن لقاءات جرت بين محمد بن سلمان ومسئولين إسرائيليين، وإنهم أطلقوا عليه الرمز السرىّ «الولد»، دون تحديد عدد أو مكان هذه اللقاءات. وأوضحت أن لإسرائيل والسعوديّة أعداء مشتركين، وأصدقاء مشتركين ومصالح مشتركة أيضًا. التخلى عن غزة عند شن هجمات إسرائيلية على أى من البلدان العربية، كانت حملات التضامن من الشعوب العربية لا تتوقف، وتنطلق حملات التنديد على المستويين الرسمى وغير الرسمى، وتحاول الجهود الدبلوماسية وقف إطلاق النار، إلا أنه فى قصف غزة الأخير جاءت الأمور على غير المعتاد، خاصة من الجانب السعودى، بعدما دشن مغردون سعوديون على تويتر هاشتاج «سعوديون مع التطبيع»، والذى قارب الهاشتاج الذى أخذ التريند العالمى وهو «غزة تحت القصف»، ليبدو أن غزة فى وادٍ والسعوديون فى وادٍ آخر. المغردون السعوديون برروا الهاشتاج بأن بعض الدول العربية تقيم علاقات كاملة مع إسرائيل وأن هناك دولًا إسلامية لها علاقات اقتصادية وثقافية وأن الأمر لم يعد بحاجة للمقاطعة. الغريب أن بعض المغردين تحدثوا عن أن الفلسطينيين باعوا أرضهم، كما غرد البعض بأن إسرائيل أفضل من إيران، وذهب بعضهم إلى أن تأييدهم للتطبيع نابعًا من عدائهم لإيران. إسرائيل قالت إن لديها علاقات سرية مع دول عربية وأنها تتمنى لو تتحدث عنها فى العلن وهو ما يتماشى مع ما نشرته صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية التى أشارت إلى أن الاتفاق المصرى– السعودى حول جزيرتى تيران وصنافير، وموافقة تل أبيب عليه، يشير على الأرجح إلى «استمرار الاتصالات السرية والمصالح المشتركة ما بين السعودية وإسرائيل وإتمام صفقة القرن. تقارير صحفية تحدثت مؤخرًا عن التوصل لاتفاق سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وأنه على أساسه سيكون هناك تطبيع كامل بين الدول العربية والإسلامية وإسرائيل، والذى يتبناه محمد بن سلمان الذى يسعى لتهيئة الشارع السعودى لأى اتفاق مع إسرائيل الفترة المقبلة خاصة أن ابن سلمان يتبنى فى رؤيته الاقتصادية 2030 الكثير من الجوانب التى تعتمد على إقامة علاقات اقتصادية مع إسرائيل خاصة أن بعض المعلومات أكدت أن السعودية طلبت من إسرائيل وضع قبة حديدية على حدودها لتفادى الصواريخ التى قد تبعث بها إيران إلى الحوثيين فى اليمن الفترة المقبلة، ويضاف إلى ذلك ما يتم العمل عليه الآن من تبادل اقتصادى واستثمارى بين البلدين خاصة أن الرياض تسعى لتغيير مصادر دخلها بحيث لا يكون اعتمادها الرئيسى على البترول. الدكتور أنور عشقى رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والقانونية قال فى تصريحات لصحف عالمية «لمست تغيرًا فى موقف الشارع السعودى، الآن ولو نظرنا إلى التغريدات والتعليقات التى تظهر من أبناء المملكة، نجد أنهم يقولون إن إسرائيل لم يسجل منها عدوان واحد على المملكة، خاصة مع تزايد العداء والتنافس بين السعودية وإيران، فيما قال المحلل الاسرائيلى إيلى نيسان «ربما يشكل تعرض السعودية وإسرائيل للتهديد الإيرانى قاسمًا مشتركًا بينهما، غير أنى لا أعتقد أن التهديد الإيرانى لدول المنطقة يلعب أى دور فى موضوع السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل. لقاءات سرية الصحافة الإسرائيلية رحبت باللقاءات السرية لحكومتها مع محمد بن سلمان، فصحيفة «إسرائيل هيوم» المقربة من رئيس الحكومة الإسرائيليّة، بنيامين نتنياهو قالت إن «بن سلمان» يمكن أن يكون حليفًا فى مواجهة الخطر الإيرانى، إلا أنه قد لا يسرع بإعلان العلاقات مع إسرائيل. يأتى ذلك فيما ذكرته صحيفة «هاآرتس»، أن لقاءات سعوديّة إسرائيليّة دوريّة عقدت خلال العامين الماضيين فى مدينة إيلات على ساحل البحر الأحمر وأضافت مصادر مطلعة بأن بن سلمان، مهندس العمليات بين إسرائيل والسعودية وأنه أجرى العديد من المباحثات خلال العامين الماضيين بشكل سرى منها مع رئيس الوزراء الإسرائيلى بشأن الحرب على إيران وأنها يجب أن تكون فى عقر دارها، جاء ذلك بعد طمأنة من إسرائيل بأنها قادرة على وصول صواريخها إلى طهران وأن الأمر يسير نحو إعلان التحالف الذى يتزعمه ترامب بما يضمن تسوية القضية الفلسطينية مقابل الحرب على إيران. وعن التقارب السعودى الإسرائيلى فى ظل الحديث عن صفقة القرن قال الدكتور جهاد عودة أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان إن صفقة القرن ما زالت غامضة بشكل كبير حتى الآن ولم تتضح مساراتها الكلية بعد، وفيما يتعلق بما يجرى بين السعودية وإسرائيل فوصفه «عودة» بالتطبيع العلنى. وأضاف «التطبيع من الناحية الاقتصادية أكبر من الناحية السياسية، والسعودية أصبحت طرفًا أصيلًا فى اتفاقية كامب ديفيد بعد تسلمها جزيرتى تيران وصنافير وأصبح لزامًا عليها التعامل مع إسرائيل خاصة أن تسوية القضية الفلسطينية التى يسعى إليها ترامب خلقت مسارات مختلفة وسيتضمن عملية تبادل أراضى وبحث مكان لعودة اللاجئين غير الذى تم الحديث عنه فى الوقت السابق أى أن إقامة اللاجئين فى مكان مجاور لفلسطين مطروح ضمن الخيارات قد يكون من بينها سيناء أو غير ذلك فهى كلها خيارات لم يكشف عنها بشكل مباشر حتى الآن. وتابع: الأمر يفرض عدة أسئلة بشأن استعدادات الدول العربية لهذا التطبيع وهل سيتم على أسس عادلة وتضمن حق الشعب الفلسطينى أم أنها ستكون غير مرضية وتتم دون توافق وطنى؟ وأنه فى الحالة الأخيرة سيكون رد الفعل عنيف من الشأن الداخلى للدول العربية