المتهم: قدمنا للمجنى عليه مشروباً به مادة مخدرة لاستدراجه.. وحرمته من حياته كما حرمنى من «إيدى » فى واقعة لا نشاهدها سوى فى أفلام السينما، ففى مركز قليوب بمحافظة القليوبية، عثر على جثة متفحمة لمجهول فى العقد الرابع من عمره، وملقاة بجوار مشروع الصرف الصحى، الجريمة كانت غامضة، ما جعل رجال البحث الجنائى يكثفون من جهودهم لحل لغز الجريمة ومعرفة الجناة. التحريات كشفت أن المجنى عليه يدعى «إبراهيم شعبان إبراهيم» عاطل، ومسجل خطر، سبق اتهامه فى العديد من القضايا، وقد اختلف مع حلاق شهرته «فطوطة»، وتشاجرا سويًا بسبب سيجارة حشيش، فانهال عليه الضحية بسنجة فبتر يده وتدخل الكثير من كبار العائلات لإنهاء الخلافات والصلح بينهما، وبالفعل ترك «فطوطة» القانون يأخذ مجراه، لكنه كان يبيت النية للانتقام دون أن يخبر أحد ولم يعرف ذلك سوى صديقاه «الأبيض» و«المحاسب» الذى اتفق معهما على الانتقام بعد هدوء الأوضاع. «فطوطة» قال فى اعترافاته: «شعرت بأننى أصبحت عاجزًا، وأن الحياة أصبحت شبه مستحيلة، وكنت أشعر بحزن فى عيون الناس على بعدما قام «ميت القلب» عديم الإنسانية ببتر يدى بسنجته، فكرامتى ورد حقى فوق كل اعتبار، الصلح لم يخطر ببالى نهائيًا، لكنى وافقت عليه حتى أبعد أى شبهة عن طريقى، وبالفعل تركت الموضوع لشهور وبعدها اتفقت مع صديقى على الانتقام منه. وأضاف: «أصدقائى عرضوا أن يقطعوا يده وتبقى واحدة قصاد واحدة، لكننى رفضت، وقررت أن أحرمه من الحياة عقابًا له على حرمانى من ذراعى، وقمت باستدراجه إلى منزلى بحجة السهر سويًا وتعاطى الحشيش، وهو لم يعط خوانة بعد الصلح، وبالفعل جاء وأعطيناه المخدر وطعناه عدة طعنات وأشعلنا فى جثته النار حتى تفحمت، ودفناه بمشروع الصرف الصحى. اللواء أنور سعيد مدير أمن القليوبية، كان قد تلقى إخطارًا يفيد بورود بلاغ من الأهالى بالعثور على جثة متفحمة لشخص فى العقد الرابع من العمر موجودة داخل شيكارة، ولا يوجد معه إثبات شخصيته، وعلى الفور تم وضع خطة بحث لكشف غموض الحادث وتم تشكيل فريق بحث برئاسة اللواء علاء الدين سمير مدير إدارة البحث الجنائى ومشاركة العميد محمد الألفى رئيس المباحث الجنائية ورئيس فرع الأمن العام ورئيس فرع البحث الجنائى بشبرا الخيمة، حيث أسفرت الجهود إلى تحديد شخصية المجنى عليه والذى تبين إنه «إبراهيم. ش» 36عامًا، عاطل ومقيم سنديون – دائرة مركز قليوب، والسابق اتهامه فى 9 قضايا «إحداث عاهة - حريق عمد – جرح نافذ – مخدرات – سرقة»، وباستدعاء والده «شعبان. إ» تعرف على الجثة وقرر إنها لنجله المتغيب عن المنزل منذ فترة. وتبين من التحريات أن وراء ارتكاب الحادث كل من «محمد.ا» وشهرته «فطوطة» 37 عامًا، حلاق، و«محمود.س» وشهرته «محمود الأبيض» 25 عامًا، سائق توك توك، و «أحمد. إ» 35 عامًا، محاسب. عقب تقنين الإجراءات تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط المتهمين، وبمواجهتهم اعترفوا بارتكابهم الواقعة، وذلك لقيام المجنى عليه بالتسبب فى بتر ذراع المتهم الأول، حيث اتفق والمتهم الثانى على استدراج المجنى عليه لمنزله، ثم قام بدس مادة مخدرة بأحد المشروبات وقدمها له، وعقب فقده وعيه إنهال عليه طعنًا بسلاح أبيض «سكين»، ثم قاموا بنقل الجثة لمكان العثور عليها وسكبوا عليها البنزين وأشعلوا بها النار، وفروا هاربين، تحرر محضر بالواقعة وأخطرت النيابة التى تولت التحقيقات.