قطر مجبرة على تحسين علاقتها مع دول الخليج ومصر لتجنب مصير العزل الخليج لا يعترف بسياسة «صديق الكل» التى اختارها «تميم» مع إيران بين ليلة وضحاها انقلب الخليج رأسًا على عقب، بعد قرار أغلب أعضاء مجلس التعاون الخليجى بقطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، لأول مرة منذ تأسيس المجلس عام 1981، حيث اعتادت الدول الست الأعضاء، وهى السعودية والإمارات والكويت وسلطنة عُمان وقطر والبحرين، على معالجة كل الخلافات مهما كانت داخل أروقة المجلس، لكن تلك هى الأزمة الأولى التى تنتهى بقطع العلاقات، نتيجة لسياسة الأمير القطرى تميم بن حمد، وتقاربه مع إيران التى تعد عدو دول الخليج الأكبر. المعارض القطرى خالد الهيل، الذى يعيش فى لندن بعد مطاردته من قبل الأسرة الحاكمة فى قطر، نتيجة مواقفه المعارضة لسياساتها، كان له تحليل حول الأزمة، وتصور للحلول التى يمكن أن يلجأ إليها «تميم» لمواجهة الأزمة، يطرحه بحواره ل«الصباح»، فى السطور القادمة: * كيف ترى ما يحدث فى قطر الآن؟ - ما يحدث فى قطر هو نتاج فوضى سياسة «خالف تعرف»، التى بدأت مع تولى حمد بن جاسم ملف العلاقات الخارجية لدولة قطر، حيث قام بتحويل تركيز قطر خارجيًا على تأجيج الفوضى والنزاعات بين الدول، ليلعب دور «لكل جرح طبيب»، واختار أن يكون هو الطبيب، وذلك حتى يقوم بتحقيق أطماعه الشخصية. * وماذا عن آثار قرار المقاطعة على السياسة القطرية؟ - لأول مرة قطر تصبح بين خيارين لا ثالث لهما، فإما الانضمام للصف العربى فى مواجهة النفوذ الإيرانى المتصاعد فى المنطقة، وإما الخروج من الصف والمراهنة على الفرس وحلفائها، فقطر دائما تروج إلى أنها تربطها علاقات استراتيجية واقتصادية كبيرة مع إيران، والآن قطر بين خيارات صعبة ومأزق كبير تحاول الخروج منه بأى طريقة، ولكن وجهة نظر الأشقاء فى الخليج بأن صديق الكل عدو الكل. * وما علاقة الإخوان بما يحدث على الساحة الخليجية؟ - مما لا شك فيه أن اعتماد النظام القطرى على دعم الإسلام السياسى بكل أنواعه، ومنهم جماعة الإخوان الإرهابية، وكل ذلك تسبب فى الهجمة الخليجية على الدوحة، بعد أن تحولت إلى معقل للإرهابيين، ووسط هذا لم تحقق قطر أى مصالح سياسية، بل على العكس أثبت فشل توجهها بكل المقاييس والأصعدة، لأنها تدعم من لا يملك قاعدة شعبية، وتحاول فرضه على الشعوب، كما يحدث فى ليبيا. * كيف سيتحرك النظام القطرى خلال الفترة المقبلة؟ - الفترة المقبلة حاسمة، حيث لا توجد خيارات أمام قطر إلا حل الأمور، وتثبيت أركان النظام أو أن الأمور ستتجه إلى أبعد مما يستطيع النظام تحمله، لذلك يجب أن تلتزم بالمواثيق والعهود التى قطعتها قولاً وعملًا مع دول الخليج ومصر، أما إذا اختارت العناد وتمسكت بعلاقتها مع إيران فسوف تدفع الثمن، وهو العزلة التامة وزوال النظام القطرى. * ما موقفك من المقاطعة؟ - هذا الموقف سيؤثر على المواطن القطرى، خاصة أن قطر دولة مستهلكة وليست منتجة، لذلك سيدفع المواطن الثمن دون ذنب له، لكن هذا الأمر ينعكس على دور قوى للمواطنين، لإجبار النظام على تغيير سياساته. * وماذا عن تحركات المعارضة فى الفترة المقبلة؟ - المعارضة سوف تعمل فى العديد من الاتجاهات، وسيتم التركيز على العمل من الداخل حيث إنه هو الحل، وتصحيح المسار يأتى بالفعل والحركة، لذلك سوف تكون هناك تغييرات جذرية فى الشكل العام خلال الأيام المقبلة، كما سيتم التركيز على المواطن القطرى، وحقوقه وواجباته وموقفه من الأوضاع الحالية، وضرورة تحركه لأن الحل يأتى من الداخل.