أزمة دبلوماسية عنيفة ضربت الوطن العربى، هذا الأسبوع، بقرار قطع العلاقات السياسية مع دولة قطر من قبل دول عربية كبرى، مثل مصر والسعودية والإمارات والبحرين، بالإضافة لليمن وليبيا وموريتانيا وتخفيض التمثيل الدبلوماسى الأردنى. لكن الأزمة لديها بعد آخر يتعلق بالرياضة، وتحديدًا بقنوات «بى إن سبورت» القطرية الأكبر والأشهر فى المنطقة، والتى يعمل بها عدد غير قليل من المحللين المصريين والعرب. وأعلن الاتحاد المصرى لكرة القدم، بالإضافة لأندية مصرية عدة، منها الأهلى والزمالك وسموحة التى تشارك فى البطولات الإفريقية المنقولة على قنوات بى إن سبورت، مقاطعة شبكة القنوات القطرية، ومنع لاعبيها وإدارييها من التحدث إليها أو دخولها للأندية والمباريات، وهو ما يهدد بأزمة عنيفة فى المباريات المقبلة. ومن بين الشخصيات المصرية التى انضمت لقافلة المستقيلين، المهاجم الدولى السابق أحمد حسام ميدو، الذى يعد أحد أبرز محللى بى إن سبورت، والذى كان أول من أعلن عن استقالته فور قرار قطع العلاقات المصرية القطرية. الأزمة لم تكن الأولى حيث سبق للمحللين والمعلقين السعوديين والإماراتيين الرحيل عن بى إن سبورت على خلفية أزمة مشابهة فى 2014. لكن وقتها مرت الأزمة بسلام، وعاد بعض من استقالوا من نجومها إلى عملهم. ولكن هذه المرة تبدو الأمور أشد وطأة على القناة الأشهر عربيًا، مع موجة الاستقالات التى بدأت عقب قرار مقاطعة قطر. استقالات متتالية لنجوم معروفين فى عالم التحليل الكروى، والتعليق الرياضى، من أبرزهم المعلق السعودى فهد العتيبى، وزميله حماد العنزى، إضافة لمواطنهما اللاعب الدولى السابق نواف التمياط، الذى يعمل منذ 2009 كمحلل رياضى فى الجزيرة. كما ترددت أنباء عن استقالة المحلل السعودى الآخر، واللاعب الدولى السابق محيسن الجمعان، من العمل مع القناة القطرية، كما ينتظر أن تتأكد استقالة معلقين ومراسلين ومحللين سعوديين آخرين، من أمثال عبدالله الحربى، نبيل نقشبندى وصالح الداود. وذكرت وسائل إعلام أن الاتحاد السعودى لكرة القدم، حظر على كل اللاعبين والجهاز الفنى، من الحديث مع شبكة قنوات «بى إن سبورت» و«الكأس» القطرية، مع استعداد لدفع الغرامة المترتبة على ذلك، كون «بى إن سبورت» تمتلك حقوق حصرية لنقل مباريات بعض البطولات القارية. من ناحية أخرى قرر نادى أهلى جدة السعودى فسخ عقد الرعاية الذى كان يربطه مع شركة الخطوط الجوية القطرية. الخطوة نفسها اتخذها عدد من المعلقين والمذيعين الإماراتيين العاملين فى قناتى «بى إن» والكأس، حيث استقال المعلق المخضرم على سعيد الكعبى من القناة للمرة الثانية، عقب استقالته الأولى فى 2014، إثر الخلاف الإماراتى مع قطر، قبل أن يعود للتعليق مجددًا. والأمر لا يقتصر بالتأكيد على النجوم فقط، فهناك الكثير من الصحفيين والفنيين العاملين فى «بى إن سبورت» الذين قد يضطرون لترك عملهم بسبب القرارات السياسية الأخيرة. التنافس بين القنوات الرياضية الخليجية، كان دائمًا محتدمًا على امتلاك حقوق بث أبرز الدوريات الأوروبية والبطولات العالمية، ولعل أبرز محطات الصراع تجسدت فى «ابتلاع» القناة القطرية لشبكة قنوات art الرياضية فى 2009، ومع الصفقة انتقلت حقوق نقل بطولات دورى أبطال أوروبا، والدورى الإسبانى وكذلك الإيطالى للقناة القطرية. وفى 2013 تمكنت القناة التى كانت تعرف وقتها باسم الجزيرة الرياضية، من انتزاع حقوق بث الدورى الإنجليزى. قنوات خليجية عدة، أبرزها أبو ظبى ودبى الإماراتيتين، وكذلك قناة «إم بى سى» الرياضية السعودية، وجدت نفسها شبه مفلسة مع الهيمنة القطرية على حقوق بث أهم البطولات حول العالم، بما فيها معظم بطولات المنتخبات والأندية فى قارة آسيا، والتى تشارك بها الفرق الخليجية. وعلى خلفية هذه التطورات الأخيرة، قامت شركتا البث عبر الكابل فى الإمارات، وهما اتصالات وdu، بحذف قنوات «بى إن» من الشبكة، والأمر قد يمتد للسعودية.