«رمضان» هو شهر العبادات، يتسابق فيه الجميع لفعل الخير، كما يشهد الشهر أنواعًا كثيرة من صور التكافل الاجتماعى، يأتى على رأسها موائد الرحمن، والتى يتسابق على إقامتها العديد من رجال الأعمال والمسئولين، لكن نتيجة الظروف الاقتصادية التى تمر بها البلاد، اختفت موائد رجال الأعمال، إلا أن بعض الوزراء تصدروا المشهد وأقاموا العديد من موائد الرحمن، يأتى على رأسهم وزير الإسكان مصطفى مدبولى، ووزير السياحة يحيى راشد. الوزيران أقاما الموائد كنوع من تكفير الذنوب تجاه المواطنين، أو للتباهى، «الصباح» زارت موائد للوزراء، لتكتشف أن الحالة الاقتصادية أثرت على أنواع الطعام المقدم لضيوف المائدة. مائدة الزمالك البداية كانت من الزمالك، حيث تقع فيلا يحيى راشد وزير السياحة، بجانب نادى الجزيرة، إذ أقام الوزير مائدة تكفى ل200فرد فقط، علاوة على أن مظهرها العام يشير إلى أن صاحب المائدة رجل متوسط الحال، وليس وزيرًا. محمد فتحى، أحد زوار المائدة، أكد أنه يتناول إفطاره يوميًا على المائدة، بسبب عمله كحارس لأحد العقارات بالمنطقة، مضيفًا أن وجبة الإفطار تشمل عصائر، وحافظة طعام تحتوى على ملعقتى أرز، وملعقتى خضار، وقطعتين من اللحم أو الفراخ. وأوضح أن هذه الوجبة لم تتغير منذ بداية الشهر، مشيرًا إلى أن الوزير لم يزر المائدة حتى الآن، علاوة على أن هناك 15 بودى جارد مسئولين عن تأمين المائدة، مؤكدًا أن وزير السياحة هدفه الأساسى هو «الشو الإعلامى». ولفت «فتحى» إلى أنه يتناول إفطاره فى موائد الرحمن منذ 5 أعوام، مؤكدًا أنه لا ينسى مائدة رئيس مجلس الشعب الأسبق د. أحمد فتحى سرور، والتى كانت تتسع لنحو 2000 فرد، ومائدة وزير الإسكان الأسبق أحمد المغربى، والتى تتسع ل 1000فرد، لكن وزير السياحة، اقتصر مائدته على فقراء المنطقة. وأضاف مطاوع على، أحد منظمى مائدة وزير السياحة، أن دوره يقتصر فقط على تقديم العصائر، مشيرًا إلى أن جميع زوار المائدة يقولون إن المائدة تقدم عدد وجبات محدودًا، مؤكدًا أن هذا أمر طبيعى نتيجة ارتفاع الأسعار، فتكلفة العصائر يوميًا تتجاوز ال 10 آلاف جنيه، فى حين تصل تكلفة الطعام فى الشهر إلى نحو ال 10 ملايين جنيه، بالإضافة لثمن تأجير الكراسى والترابيزات والتى بلغت 20 ألف جنيه فى الشهر، علاوة على ثمن إيجار الفراشة، والتى بلغ سعر المتر فيها 2500 جنيه. وبكلمات ضاحكة، قالت صفاء السيد، إنها شعرت بالمأساة عن إفطارها بالمائدة، إذ كانت تعتقد أنها مائدة رجل متوسط الحال أو موظف، لكنها تفاجأت عندما علمت أنها مائدة وزير، مضيفة أنها كانت تقضى بعض مصالحها فى القاهرة، واضطرت للإفطار بها. وأوضحت أن مستوى الخدمة ب «مائدة راشد» سيئ جدًا، علاوة على تأخر الطعام والذى يأتى أحيانًا بعد رفع الأذان بنصف ساعة أو أكثر. مائدة أكتوبر أقام المهندس مصطفى مدبولى وزير الإسكان، مائدة رحمن بجانب مسجد الحصرى بمدينة 6 أكتوبر، إذ اعتاد الوزير على إقامتها منذ أن كان يعمل بشركة المقاولين العرب. المائدة يقوم على حراستها عدد كبير من «البودى جاردات»، بالإضافة إلى أنهم يمنعون أى فرد يحاول تصويرها، «مائدة مدبولى» تتسع لنحو 500 فرد، ويتم توزيع الوجبات فى علب مغلفة، وتتكون من نصف فرخة، وأرز، وخضار، وعصير، وتشهد المائدة إقبالًا كثيفًا، فعند تمام السادسة لا يوجد بها موضع قدم لشخص. وأكد عادل عبدالرحمن، أن مكان المائدة لا يتسع ل500 فرد، والكراسى ملاصقة لبعضها، ولا توجد مراوح رغم ارتفاع درجة الحرارة، بالإضافة إلا أن الوزير لم يستأجر فراشة كافية للمكان. وأضاف أن هناك 10 أشخاص فقط مسئولين عن توزيع الوجبات، ما يؤدى فى كثير من الأحيان لتأخر الإفطار، ففى بعض الأوقات نزلت الوجبات الساعة الثامنة، مشيرًا إلى أن الجميع توقع حضور الوزير، لكنه لم يزر المائدة منذ بداية رمضان حتى الآن. وأضاف محمود سعيد، أحد العاملين بالمائدة، أن المواطنين باتوا يعترضون على المائدة رغم أنها تتكلف نحو 15 مليون جنيه، مؤكدًا أن الوزير كان يسعى لتوفير وجبات جيدة تكفى جميع الحضور، رغم ارتفاع الأسعار، مؤكدًا أن المائدة لا تخلو من المواطنين وهو أهم من المراوح وسوء التنظيم.