جلسة خاصة بين «هيكل» وأعضاء التكتل لتقريب وجهات النظر وحل الخلاف بشكل ودى النواب: لن نسمح بمعاقبة «الحريرى» ولو حرم من حضور جلسة واحدة.. وهنريحكوا مننا قريب اجتماع سرى جمع رئيس المجلس والنائب استمر 40 دقيقة برعاية «دعم مصر» «لن أمنحكم الكلمة بهذه الطريقة، هذا إرهاب لن أخضع له»، هكذا عنف رئيس مجلس النواب د. على عبد العال، أعضاء تكتل 25-30، قبل أن يكشر عن أنيابه بتحويل النائب هيثم الحريرى إلى لجنة القيم، بتهمة إهانة رئيس المجلس ومخالفة اللائحة الداخلية. أروقة المجلس شهدت حلقة نقاشية بين النواب حول ما حدث، جمعت خالد يوسف وأحمد طنطاوى وأحمد شرقاوى وضياء داوود، وأسامة هيكل رئيس لجنة الثقافة والإعلام والآثار بالبرلمان، والقيادى بائتلاف دعم مصر، حيث سرد «يوسف» تفاصيل ما حدث فى الجلسة العامة لمناقشة الهيئة الوطنية للانتخابات، قائلًا: «هل يجوز لرئيس المجلس أن يعطى الكلمة لزعيم الأغلبية النائب محمد السويدى أكثر من 5 مرات، ومن بعده النائب محمد أبو حامد، وكأن الثلاثة يبدون رأيهم فى تمرير مواد القانون دون سماع الرأى الآخر»، وتحدث ل«هيكل» قائلًا: «تجاوزات رئيس المجلس باتت كثيرة وغير مبررة، وتكتل 25-30 قام بتسجيل كلمته فى المضبطة ولم يمنح رئيس المجلس الكلمة لنا، وهذا تجاوز لن نصمت عليه». وهنا دخل النائب يوسف داوود، قائلًا ل«هيكل»: «نحن نعد مذكرة توضيحية لتجاوزات رئيس المجلس على مدار عمر انعقاد مجلس النواب فى دورتى الانعقاد، ولم نسمح بعقاب النائب هيثم الحريرى ولو حرمانه من جلسة واحدة». أما «هيكل» فأكد أن «عبد العال» اجتمع بعدد من النواب بعد الانتهاء من الجلسة العامة التى حدثت فيها الأزمة داخل مكتبه، ليشدد على حرصه على حماية المجلس وأعمال الجلسات العامة من إرهاب 25-30، مشيرًا إلى أن رئيس المجلس أكد للجميع أن أعضاء التكتل يلقون عليه الاتهامات ليلًا ونهارًا فى وسائل الإعلام وعلى صفحات الجرائد، واعتبر ذلك تجاوز فى حق رئيس المجلس لم يحدث على مر تاريخ البرلمانات المصرية. وهنا قاطع «يوسف» حديث «هيكل»، قائلًا: «هنريحكوا مننا قريب»، فى إشارة منه إلى تقديم استقالات جماعية من مجلس النواب إذا تقرر عقاب «الحريرى» بإسقاط عضويته أو حرمانه من دور انعقاد كامل، مؤكدًا أن تجاوزات رئيس المجلس يتم تدوينها كاملة تمهيدًا للتصعيد ضده، إلا أن «هيكل» طالب تكتل 25-30 بتهدئة الأجواء مع «عبد العال». وتدخل فى الحديث النائب أحمد شرقاوى، الذى أكد أن القاعة بأكملها أيدت حديث النائب هيثم الحريرى بعدم إعطاء تكتل 25-30 الكلمة فى مناقشة قانون الهيئة الوطنية للانتخابات، مشيرًا إلى أن ما يمارسه رئيس المجلس ضد التكتل يعد «إسقاطًا»، فى حين أنه منح الكلمة أكثر من 6 مرات للنائب محمد السويدى رئيس ائتلاف الأغلبية، موجهًا سؤاله ل«هيكل»: «ما ردك على ذلك ؟»، ليرد الأخير: «أن كل ذلك زوبعة فنجان وستمر، ولكن لا تبيتوا النية للتصعيد». وبعد انتهاء الحوار بين أعضاء التكتل و«هيكل»، توجه الأعضاء لقاعة 25 يناير مكانهم المفضل، ليتبادلوا الحديث فى حضور «الحريرى» بعد اطلاعه على ما دار مع «هيكل»، ليعلق النائب قائلًا: «لا تسمعوا لنصائح ائتلاف دعم مصر، نحن ماضون فى طريقنا لكشف تجاوزات رئيس المجلس ضد التكتل، وإخلاله باللائحة الداخلية، والتجهيز للمعارك القادمة فى مناقشات مشاريع القوانين»، واتفق الجميع على تسجيل الكلمات فى كل جلسة عامة لكشف تجاوزات «عبد العال» تجاههم، وجمعها فى ملف واحد. فيما أكدت مصادر برلمانية، أنه عقب المشادة التى نشبت بين رئيس المجلس والنائب، عقد اجتماع ضم عددًا من أعضاء التكتل وائتلاف دعم مصر بحضور أسامة هيكل، وتناقش «عبد العال» مع «الحريرى»، الذى أعاد حديثه عن عدم منحه حقه فى الحديث رغم طلبه الكلمة أكثر من مرة. وطالب رئيس المجلس خلال الجلسة المغلقة، «الحريرى» بعدم الاعتراض الدائم، وهو ما رفضه النائب معللًا ذلك بأنه لا يعترض إلا على حق، وأنه لن يفرط فى حقه الدستورى، وأن الأمر لا يمكن أن ينتهى بالصمت مقابل الرضا، وهو ما دفع «هيكل» إلى تهدئة الموقف بشكل ودى، بعدما طلب من «عبد العال» احتواء الموقف بعدم فتح تحقيق مع النائب، كإعلان عن رغبته فى عدم التصعيد، وهو ما قابله «الحريرى» بالتأكيد على أنه لم يكن يقصد إثارة الأزمة، وقصد فقط التمسك بحقه الدستورى، وحسب اللائحة فى طلب الكلمة، وانتهى اللقاء الذى استمر أكثر من 40 دقيقة بتصافح رئيس المجلس والنائب.