مواجهة الإرهاب على رأس جدول أعمال القمة فى ظل تهديدات «داعش» الرئيس يلتقى مستشار الأمن القومى ووزير الدفاع وأعضاء الكونجرس فى ديسمبر الماضى انفردت «الصباح »على لسان مصادر دبلوماسية بأن الرئيس سيزور البيت الأبيض فى مارس 2017 لمناقشة ملفات المعونة وسيكون السيسى أول رئيس عربى فى البيت الأبيض فى عهد ترامب. وتأكيدًا لانفرادنا تم إعلان موعد الزيارة التى ستكون خلال أيام وتمثل«زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى واشنطن، تمثل عودة لدورها كلاعب رئيسى فى الشرق الأوسط الجديد، خاصة أنها تعد أول زيارة رسمية لرئيس مصرى إلى أمريكا فى الإطار الثنائى، منذ عام 2004، حيث كانت زيارة الرئيس الأسبق حسنى مبارك للولايات المتحدة عام 2010 ضمن وفد رسمى، لذلك فالمحادثات المشتركة التى سيجريها الرئيسان المصرى والأمريكى سوف توفر منصة مثالية لتقوية العلاقات المصرية الأمريكية وبناء استراتيجية جديدة للتحالف»، هذا ما صرح به مصدر مطلع قبل انطلاق زيارة الرئيس إلى أمريكا. وأضاف المصدر، أن القمة ستتناول عددًا من الملفات الاستراتيجية والأمنية والسياسية والإقليمية، بحضور عدد من وزراء البلدين، كما سيتم بحث تعزيز سبل التعاون الاقتصادى والعسكرى، بينما تأتى مواجهة الإرهاب على رأس جدول الأعمال، خاصة فى ظل التهديد الذى يمثله تنظيم «داعش» الإرهابى على الدول العربية والمجتمع الدولى. ووفقًا للمصدر، فجدول زيارة «السيسى» سيشمل عقد قمة مع الرئيس دونالد ترامب، ولقاءات مع نائب الرئيس الأمريكى مايك بينس، ومستشار الأمن القومى، ووزير الدفاع، وعددًا من أعضاء الكونجرس من الحزبين الجمهورى والديمقراطى، فضلًا عن لقاءات مع عدد من وسائل الإعلام الأمريكية، ومن المقرر أن يلتقى أيضًا أفراد الجالية المصرية بالولايات المتحدة ورجال الأعمال والمستثمرين المصريين هناك، وستختتم الزيارة بمؤتمر صحفى للرئيسين المصرى والأمريكى، لعرض ما تم الاتفاق عليه، وما تمت مناقشته من استراتيجيات أمنية وعسكرية وملفات إقليمية، مع توضيح كامل لوجهة النظر المصرية والأمريكية تجاه كل ملف على حدة. كما ستشهد القمة وضع استراتيجية للحرب على الإرهاب وتعزيز، لاسيما مع الصراع القائم سوريا وليبيا والعراق واليمن، وهناك تكهنات قوية بالاعلان عن وضع الإخوان على قائمة الإرهاب، وهو ما يمثل تحولًا واضحًا عن سياسة أمريكا فى عهد «أوباما». المصدر أكد أيضًا أن العلاقات المصرية الأمريكية على مشارف مرحلة جديدة، تتسم بتعزيز التعاون والعلاقات الثنائية، بعد فتح قنوات اتصال مباشرة مع الإدارة الأمريكية، خاصة أن أهمية اللقاءات تكمن فى طرح مصر لرؤيتها حول شكل العلاقة مع الإدارة الجديدة والعلاقات الثنائية بكل جوانبها، ورؤية مصر للأوضاع الإقليمية وقضايا المنطقة. وأوضح أن القضية الفلسطينية ستكون فى مقدمة المباحثات، خاصة أن الرئيس الأمريكى ترامب حينما نجح فى الانتخابات الرئاسية أكد على ضرورة وضع حل جذرى لتلك القضية، ووضع خطط سريعة لاستئناف مفاوضات السلام بين فلسطين وإسرائيل، والتأكيد على أنه لا سبيل لتحقيق السلام إلا بحل الدولتين، والإيقاف الفورى لعملية الاستيطان الإسرائيلى التى تعوق الوصول إلى هذا الحل، مع الاعتراف بدعم الدولة المصرية للقضية الفلسطينية، دون المساس بحقوق الآخرين أو التفريط فى سيادة دولة من دول الجوار. وأضاف المصدر أن هناك حديثًا عن انضمام الملف السورى والليبى إلى الأجندة الدبلوماسية التى يشملها جدول أعمال الزيارة، خاصة أن مصر بدت مشغولة بإعادة بناء وفاق سياسى لحماية وحدة الدولة الليبية، وذلك باستضافة محادثات دبلوماسية جادة تضم العديد من الفصائل السياسية الليبية، مع تحديد رؤية مصر وموقفها من دعم الحكومات الحالية وحل أى نزاع أو اختلافات سياسية بين جميع الفصائل الموجودة دون رحيل أو حل أى من الحكومات لتفويت الفرصة على الجماعات الإرهابية فى السيطرة. وأشار إلى أن الأجندة تتضمن أيضًا بناء تحالف استراتيجى بين البلدين على المستوى الأمنى والسياسى والاقتصادى، واحتمالية مطالبة مصر بزيادة المعونة العسكرية وضمانات لاستمراريتها، أسوة بما قدمته أمريكا كمعونة لإسرائيل لمدة 3 سنوات بواقع 38 مليار دولار، وستتطرق الزيارة أيضًا إلى بحث سبل زيادة الاستثمار وموقف السياحة الأمريكية على الخريطة المصرية، بالإضافة إلى مناقشة ملف الحريات ومنظمات المجتمع المدنى. وعن الشخصيات التى سترافق الرئيس، أكد المصدر أن الأمر لم يحسم بشكل نهائى، ولكن المؤكد اصطحاب بعض الوزراء الذين يحملون حقائب معنية بعقد اتفاقات وإبرام معاهدات، أما أمر اصطحاب بعض من نواب مجلس البرلمان فتم التراجع عنه لأنه ليس هناك ما يقدمونه خلال تلك الزيارة، بالإضافة لاصطحاب بعض رجال الأعمال المصريين لجذب مزيد من الاستثمار وتوطيد العلاقات، بجانب وفد من الإعلاميين.