مبارك دمر العلاقة بإفريقيا بعد محاولة اغتياله والسيسى يؤمن بإفريقيا عدد كبير من رجال الأعمال والمستثمرين المصريين موجودون بنيروبى وممباسا تحظى دولة كينيا بأهمية عامة بين دول شرق إفريقيا كونها واحدة من أكثر البلاد تقدمًا وتطورًا بين جيرانها، كما أن لها أهمية خاصة لمصر فهى تقع ضمن دول حوض النيل نشترك معها فى نبع واحد للرخاء وشريان واحد للحياة. كينيا تتمتع بثقل كبير فى القارة الإفريقية فى الوقت الراهن وخاصة لما تحظى به من تقدير دول شرق إفريقيا وعلاقات طيبة مع دول الجوار مثل أوغندا وتنزانيا وإثيوبيا وجنوب السودان والصومال. التقت «الصباح» بسعادة «أوتينو جوف ماكوينجا» سفير دولة كينيا بمصر لتناقش معه العديد من الموضوعات حول مستقبل العلاقات بين القاهرة ونيروبى والمشروعات المشتركة بين البلدين، كما سألناه عن الشعب الكينى وعاداته وكانت البداية.. * كيف هو حال العلاقات المصرية الكينية؟ - علاقتنا بدولة مصر بدأت أيام حكم الزعيم الراحل جمال عبد الناصر حيث كان صديقًا عزيزًا للأب الروحى لنا، الزعيم جومو كينياتا، وعندما حصلنا على الاستقلال عام 1963 بدأنا بفتح سفارات ومكاتب تمثيل لنا بكل البلدان حول العالم، فكانت مصر ثانى دولة تعترف بنا وتفتح لنا أبوابها للتعاون بعد أول سفارة فتحت باسم كينيا فى لندن عام 1964، وهذا يعكس العلاقات القوية والعميقة والتى لا يمكن أن ينساها الشعب الكينى. وبعد فترة من ازدهار ونمو العلاقات بين الزعيمين التى انعكست على شعبى الدولتين قطعت تمامًا العلاقات بين الفترة منذ 1985 وحتى ثورة يناير عام 2011 وخاصة بعد تعرض الرئيس السابق حسنى مبارك لمحاولة اغتيال فى أديس أبابا، حيث بدأ يتجاهل إفريقيا تمامًا وتم قطع كل علاقات مصر بدول القارة السمراء التى كانت قوية فى وقت سابق. ولكن الحال الآن مختلف تمامًا لأن الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى بدأ فى إعادة العلاقات والاهتمام بإفريقيا مجددًا ودور مصر الرائد بها بعد فترة من التجاهل والغياب دامت لسنوات عدة، وبدأ الآن فى تشجيع الحكومة المصرية والمستثمرين لاكتشاف إفريقيا من جديد حيث قال إنه يُؤمن أن إفريقيا هى المستقبل. وأنا أرى حاليًا العديد من جوانب الاهتمام من قبل مصر بدول إفريقيا عامة وكينيا خاصة، حيث إن مصر دائمًا تقول إن نيروبى هى مركز الريادة لدول شرق إفريقيا. * هل يوجد مستثمرون مصريون فى كينيا وما هى مجالات عملهم ؟ - لدينا عدد كبير من رجال الأعمال والمستثمرين المصريين بنيروبى وممباسا فمنهم الذى أسس لمشروعاته هناك ومنهم من يأتى بغرض التجارة وشراء البضائع أو استخدام موانئ ممباسا بغرض النقل وخلافه. ومن أكبر وأهم الشركات التى تعمل حاليًا فى كينيا شركة القلعة، فهى لديها أكبر مشروع للسكة الحديد، وهناك أيضًا شركة وادى دجلة والتى بدأت فى التحضير لافتتاح نادى رياضى بمدينة نيروبى لتكون البداية. وأيضًا لدينا عدد كبير من رجال الأعمال فى مختلف القطاعات حيث زاد معدل الاستثمار المصرى بكينيا آخر عامين بعد توقف وركود عقب الوضع السيئ لمصر فى مجالات الاقتصاد والاستثمار فى السنوات الأخيرة. * ماذا عن مجالات الاستثمار المتاحة والتى يحتاجها الشعب الكينى ؟ - نحتاج إلى المزيد من المستثمرين فى مجالات القطاع الطبى والأدوية، حيث إن مصر تنعم بتطوير مذهل فى هذا القطاع مع وجود الأطباء الأكفاء وأفضل شركات الأدوية. إضافة إلى ذلك نركز على مشروعات البلاستيك لحاجة السوق الكينى إليها ونشجع المستثمرين فى هذا القطاع لمنافسة الشركات متعددة الجنسيات الأخرى بكينيا. * ماذا عن أهم مجالات التعاون الاقتصادى والتجارى بين مصر وكينيا؟ - لدينا علاقات متميزة فى مجال التجارة بيننا وبين مصر الشقيقة، حيث إن مصر تعد ثانى مستورد للشاى الكينى بعد باكستان نظرًا لاستخداماته بكثرة فى مصر ونأمل أن تصبح أكبر وأول مستورد لنا حيث يعتبر الشاى الكينى من أجود أنواع الشاى فى العالم. أما القهوة فيتم أيضًا تصديرها لمصر ولكن ليست بإعداد كبيرة مثل الشاى حيث إننا نمتلك أفضل وأنقى أنواع القهوة فى العالم. كما توجد مجالات أخرى للتجارة مثل استيراد «المكسرات» بأنواعها المختلفة، وأيضًا نعمل حاليًا من أجل تصدير اللحوم لمصر فلدينا أعداد كبيرة جدًا من الأبقار صالحة للتصدير. * حدثنا عن الجالية الكينية فى مصر ؟ - لدينا أعداد كبيرة جدًا من الكينيين تقدر بحوالى خمسة عشر ألفًا فى مصر فى مختلف الأعمار والمجالات، فمنهم من يعملون فى منظمات أجنبية مختلفة ومنهم طلاب يدرسون فى مراحل عمرية متفاوتة ومدارس وجامعات أجنبية ومصرية ولدينا أيضًا عمال متخصصين ورجال أعمال وأصحاب مشروعات بمصر. وهذا نظرًا لسهولة الحصول على تأشيرة دخول بين البلدين بغرض السياحة أو الإقامة وغيرها. * هل يوجد خطة حكومية للنهوض بالدولة ؟ - يوجد لدينا خطة طويلة الأجل تقوم بها الحكومة، وتسمى رؤية عام 2030 وهى خطة تنفذ على مراحل وتأتى أولى اهتماماتها وتركيزها على تحسين مستوى المعيشة ودخول الأفراد، خاصة الطبقة الوسطى ومحدودى الدخل للحصول على دخول وخدمات أفضل وتأتى أهمية تحسين البنية التحتية والخدمات ولدينا أيضًا خطة لخط سكة حديد سريع لنقل الركاب والبضائع أيضًا من ممباسا إلى نيروبى ونيفاشا لربط كل المقاطعات بالدولة، وأيضًا سيصل إلى دولة أوغندا قريبًا ضمن خطة التطوير. كما يوجد بالخطة مشروع ميناء لامو، وهو مشروع بدولة جنوب السودان لربطها بكينيا حيث إننا الآن نمتلك ميناءً واحدًا وهو ممباسا لاحقًا سيتم تشغيل ميناء لامو وإلحاق كل الخدمات به من طرق وبنية تحتية وسكة حديد للبضائع. والركاب أيضًا. وحيث إن هذه الخطة لتحسين الاقتصاد حتى عام 2030 فقد بدأنا بالفعل منذ فترة ونسير بخطوات سريعة وناجحة حتى الآن فى تحسين الخدمات الصحية والتعليم والمطارات وأيضًا الطرق وغيرها من أنابيب نقل البترول والغاز. * علاقة كينيا بدول الجوار ؟ - تعد كينيا من أفضل وأكثر الدول تقدمًا وتطورًا بين هذه الدول كما أنها بمثابة المركز بين دول شرق إفريقيا وتحظى بأهمية كبيرة فى المنطقة وبكل سهولة يمكنك التواصل مع دول العالم عبر الخطوط الجوية الكينية وكل الخطوط العالمية الأخرى. * ما هى اللغة الرسمية وأهم القبائل وأشهر الأكلات ؟ - بما أننا كنا تحت الاستعمار البريطانى فاللغة الرسمية للبلاد هى الإنجليزية ولدينا أيضًا لغة محلية هى السواحيلية التى هى خليط بين العربية وبعض اللهجات الإفريقية ولدينا 42 قبيلة مختلفة الثقافات واللهجات والعقيدة وعدد السكان الآن يصل إلى 45 مليون نسمة وفق آخر الإحصاءات للسكان حيث يستخدمون مختلف اللهجات ولكن اللغتين الرئيسيتين هما اللتان يتم استخدامهما بالمدارس والجهات الحكومية والرسمية للدولة. أما عن الطعام الشهير أو المفضل فيعتمد على الذرة، حيث يستخدمون دقيق الذرة بعد تجفيفه وعمل العجائن المفضلة. * ماذا عن مصادر الدخل الرئيسية للبلاد ؟ - السياحة تمثل أكبر نشاط اقتصادى هام فى كينيا حيث السفارى والحيوانات البرية النادرة والتى يزورها أكثر من مليون سائح سنويًا، وتدر دخلًا للدولة يتخطى ال200 مليون دولار سنويًا وتوفر أكثر من 50 ألف فرصة عمل للمواطنين، وبالإضافة إلى السياحة يوجد التصدير والزراعة للزهور والشاى والقهوة.