«بديع » ل «الكتاتنى »: طنطاوى ارتكب نفس الخطأ الذى وقعنا فيه وصدق أن مرسى شخص وديع مرسى تعهد بعدم ملاحقة طنطاوى وعنان قضائياً بعد إحالتهما للتقاعد وتعيينهما مستشارين له مرسى وعد بديع بالتشاور معه بعد السيطرة على الحكم فى كل القرارات ثم تراجع عن وعده سامى عنان كان يقبل بعمر سليمان رئيساً ولم يرغب فى خطوة خلع مبارك تاريخ من التنافس بين «طنطاوى » و «شفيق »وعلاقتهما الشخصية لم تكن جيدة جماعة الإخوان المسلمين فى مصر لها نصيبها هى الأخرى من الرسائل وقد ذكر اسم الجماعة كاملًا فى 366 وثيقة، وذكر مختصرًا للأحرف الأولى فى 208 وثائق، وذكر اسم المرشد العام للجماعة محمد بديع مصحوبًا بتسمية منصبه فى 91 وثيقة ودون المنصب فى 4 وثائق أخرى، بينما نوه له باسم بديع فقط فى 10 وثائق إضافية. بينما ذكر اسم المعزول محمد مرسى 43 مرة كان اسمه مصحوبًا فيها جميعًا بمنصب الرئيس، بينما ذكر فى 111 وثيقة ك«مرسى» فقط. ومن أبرز تلك الوثائق هى الوثيقة التى عنونت ب«مذكرتان عن تحركات مرسى» والتى أرسلها سيدنى بلومنثال إلى هيلارى يوم 14 أغسطس 2012، وتنقسم إلى شطرين الأول نصت فيه على أنه «خلال الأسبوع الذى بدأ يوم 6 أغسطس تحدث محمد بديع المرشد الأعلى لجماعة الإخوان المسلمين مع كبار مستشاريه وأعضاء مكتب الإرشاد، وقال لهم إنهم قد قللوا من تقدير الرئيس المنتخب محمد مرسى، ولاسيما طموحاته الشخصية. وأضاف بديع فى نقاشه بالأخص مع الكتاتنى أن قائد المجلس الأعلى للقوات المسلحة محمد حسين طنطاوى قد ارتكب نفس الخطأ الذى وقعوا فيه، فهم جميعًا كانوا يعتقدون أن مرسى سياسى وديع ينصب انشغاله الأول على الأعمال الداخلية للجماعة والحزب. وتابع بديع أنه بدلًا من ذلك فإن مرسى بدا كالإستراتيجيين المحنكين حين أدرك قبل غيره الرغبة القوية للغالبية العظمى من الشعب المصرى لفترة من الهدوء والاستقرار بعد 18 شهرًا من الثورة والاضطرابات السياسية، ووفقًا لذلك فى رأى بديع هزم مرسى كلا من مكتب الإرشاد والمجلس العسكرى ناصبًا نفسه أقوى شخصية فى مصر. بديع والكتاتنى عقدا عدة اجتماعات ساخنة مع مرسى فى أواخر يونيو وأوائل يوليو 2012 بعد أن أدركا أن محمد مرسى أنشأ قناة سرية للتواصل بينه وبين المجلس الأعلى للقوات المسلحة، مستبدلًا بذلك سلسلة المحادثات بين معاونى بديع ومستشارى طنطاوى طيلة العامين الماضيين، ضيقهما بالأساس كان من تبنى مرسى لنهج الجيش بشأن الدستور الجديد، وبوجه خاص أن يكون الرئيس رأسًا للدولة ورأسًا للحكومة، بينما نهج الإخوان فى خطتهم بشأن الدستور منذ أبريل 2012 أن يتمتع رئيس الوزراء بسلطة حقيقية من خلال البرلمان الذى تسيطر عليه الجماعة. وفى أواخر يوليو كان بديع قد سمح لمرسى بأن يأخذ فى يديه زمام الأمور فى كل من الجماعة والحزب، بعد أن وعده مرسى بأن يتشاور معه قبل اتخاذ أى قرار هام، وهو الوعد الذى يقتنع بديع اليوم أن مرسى لن يفى به. ويقتنع بديع أيضًا أن تعامل مرسى مع الزعماء الأجانب سيعزز من إمساك مرسى بالسلطة فى قبضته، ونوه بديع أنه على الرغم من ذلك فإن مرسى سيواجه أوقاتًا عصيبة فى الحفاظ على البنية السياسية الحاكمة، ومكتب الإرشاد سيراقب بعناية أى دلائل على أى تعثر من جانب مرسى. ووفقًا للمصدر فإن مرسى سيركز الآن على التعامل مع الوضع الفوضوى للاقتصاد المصرى محاولًا طمأنة الأجانب من رجال أعمال ومستثمرين وحتى حكومات بأن فترة الثورة انتهت، وبدأت الحياة تعود إلى طبيعتها، ولهذا السبب سيقلع عن بياناته الشكلية حول السياسة الإسلامية وسيتوقف عن انتقاد كل من الولاياتالمتحدة وإسرائيل. ومن خلال قادته العسكريين الجدد سيشرع مرسى فى تأسيس علاقة فاعلة مع إسرائيل، ترتكز فى البداية على الوضع الأمنى فى شبه جزيرة سيناء. كما أن مرسى يتابع الوضع فى ليبيا، وهو مقتنع أن هناك فرصًا حقيقية للشركات المصرية والخبرات الفنية لملء الفراغ بعد أن غادر ليبيا العمال والمتخصصون فى مجال النفط والخدمات النفطية. ووفقًا لمصدر نافذ ومطلع فإن مرسى المتقلب عادة لم يبالغ فى تقدير جهود العسكريين فى تأسيس دور لهم فى الحياة السياسية حتى يونيو 2012، وبدلًا من ذلك راح يتواصل مع اللواءات الأصغر سنًا فى المجلس الأعلى للقوات المسلحة وفى المخابرات الحربية، نتج عن ذلك علاقة عمل فاعلة بينه وبين اللواء عبد الفتاح السيسى رئيس شعبة الاستخبارات الحربية، فى نفس الوقت الذى ألقى باللوم على كل من المخابرات العامة وجهاز الأمن عما حدث فى سيناء بما فى ذلك الكمين الذى راح فيه 16 من حرس الحدود على يد مسلحين قبليين. وحسب هذا المصدر فإنه فى أوائل أغسطس أومأ اللواء عبد الفتاح السيسى لمرسى ومستشاريه أنه على استعداد للتدخل وأن يحل محل طنطاوى ليصبح المسئول الأول فى البلاد عن الجيش بصفته وزيرًا للدفاع، كما سمى اللواء العصار نائبًا له، وفى مقابل هذا الدعم طالب السيسى بضمانات ملموسة من مرسى بأن الجيش وقادته سيحتفظون بمكانتهم المميزة فى المجتمع المصرى، وقد وعده الرئيس أيضًا بحماية طنطاوى وعنان وغيرهم من كبار الضباط من أن يحاكموا بتهمة الفساد أو على أى إجراءات اتخذوها ضد المتظاهرين حتى 2012. مرسى أيضًا قال للسيسى إنه سيواصل اللجوء إلى كل من طنطاوى وعنان كمستشارين كما هو الحال بالنسبة له مع محمد بديع، على الرغم من أن السيسى اقتنع أنه سيفعل، وأكد المصدر الخاص أن مرسى رغب فى أن يستغل كل من السيسى والعصار للحفاظ على علاقات إيجابية مع كل من الولاياتالمتحدة وإسرائيل من خلال قنوات اتصال سرية عسكرية. فى رأى المصدر فإن كلًا من طنطاوى وعنان لم يعطيا إشعارًا مسبقًا من مكتب الرئيس بشأن قسرهما على التقاعد، ولكن هذه الخطوة لم تفاجئ المشير طنطاوى، والذى كان على علم مسبق بكل التفاصيل من السيسى كدليل على الاحترام، كما أن طنطاوى والمجلس العسكرى لم يكن لديهما نية فى حكم البلاد وإنما فقط الرغبة فى حماية أنفسهم من المصير الذى لحق بمبارك، وهو ما طمأنهم السيسى بخصوصه. الشطر الثانى من الوثيقة/الرسالة يقول إن «مصدرًا آخر على درجة عالية من السرية أبلغه أن مرسى يرى فى حادث الكمين الذى تعرض له جنود حرس الحدود فى شبه جزيرة سيناء بمثابة نقطة تحول لحكمه، وعلى الرغم من أن الرئيس سيظل ملتزمًا بفكرة مصر كدولة إسلامية إلا أنه يرى أنه لابد من إخضاع الجماعات المنشقة أيًا ما كانت. فى الوقت ذاته سيستغل مرسى الحادث ضد القيادات العسكرية الحالية ليستعيض عنها بقيادات عسكرية شابة، مع صياغة علاقات عمل جديدة وجيدة مع إسرائيل والولاياتالمتحدة وأوروبا الغربية، كما سيستغل ضعف جهاز الأمن والمخابرات العامة ليحدث إحلالًا فى قيادتيهما ويعيد هيكلة نظاميهما، خاصة أن مرسى يرى فيهما تهديدًا محتملاً لنظامه ويخشى أن يعملا على تقويض سلطته، ومن ثم فالاستخبارات العسكرية هى جهاز الأمن الذى يسود حاليًا خاصة أن قائده السابق اللواء السيسى هو وزير الدفاع الجديد. وأضاف المصدر أن الهجوم الذى وقع فى سيناء، والذى قام به مجموعة من المعارضين الراديكاليين من قبيلة السواركة البدوية الفقيرة، والذين لا يدينون بأى ولاء للقاهرة فى الوقت ذاته الذى يعادون فيه إسرائيل للغاية، وهم أهداف سهلة للجماعات المتطرفة لكى تقوم بتجنيدهم والتى تبحث دائمًا عن وسيلة لتعقيد العلاقة بين مصر وإسرائيل، ويعتقد المصدر أن السيسى والمخابرات الحربية سيعملان لمعالجة هذه المشكلة، ولكن السواركة الذين كانوا قطاع طرق لألف عام لن يكون من السهل هزيمتهم أو ردعهم، فى حين أن مرسى قلق من تدهور الأوضاع فى سيناء فى ظل استمرار المشاكل الاقتصادية فى البلاد، وقد يؤدى لوضع هناك إلى خلق مشاكل له فى علاقته بإسرائيل. محمد البرادعى بالتأكيد كان أحد رموز تلك الفترة وقد ورد اسمه فى 70 وثيقة أهمها تلك المتبادلة بين كل من هيلارى كلينتون وسيدنى بلومنثال وجاك سوليفان فى 23 نوفمبر 2011 وتقول «فى صباح يوم 21 ديسمبر فإن محمد بديع اجتمع بكبار معاونيه بما فيهم محمد مرسى، لإعداد خطط طارئة للتعامل مع أى محاولة قد يبذلها المجلس العسكرى لاستغلال المظاهرات لتأخير نقل السلطة إلى إدارة مدنية فى 2012، فى الوقت ذاته فإن بديع كان يحافظ على التواصل مع المشير طنطاوى فى محاولة لحماية الموقف الحالى للجماعة. على جانب آخر فإن بديع ومستشاريه على تواصل مع القيادات السياسية المدنية وخاصة الاشتراكيين الثوريين المصريين، رغم أن هذه الاتصالات لم تجدٍ فى الحد من مستوى الضغط والعنف فى ميدان التحرير وفى نواحى مختلفة من البلاد، وحذر مسئولون فى جماعة الإخوان القادة الليبراليين والمدنيين من أن الضغط المتواصل سوف يضطر المجلس العسكرى إلى استخدام القوة لتخفيف العنف فى التحرير وغيره من المواقع التى يحاصرها المتظاهرون. وتتوقع قيادة الإخوان استمرار حالة العنف حتى الانتهاء من العملية الانتخابية برمتها فى منتصف 2012 والجدل حول الدستور الجديد. ويرى بديع أن الصراع بين قوات الأمن والمتظاهرين سيرفع من أعداد الوفيات، ولكنه فى النهاية سيصب لصالح جماعة الإخوان المسلمين والأحزاب الإسلامية الموالية، متوقعًا أن تسيطر الجماعة والأحزاب الإسلامية الحليفة على أكثر من 75 فى المائة من مقاعد البرلمان الجديد بمجلسيه مما يتيح لهم السيطرة على صياغة الدستور الجديد والحكومة التى ستنتج عنه.