كشفت وثيقة مسربة من بريد "هيلاري كلينتون" نشرها موقع "ويكيليكس" عن أن المشير طنطاوي رئيس المجلس العسكري ووزير الدفاع آنذاك أرسل تهديدات إلى الدكتور محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين باتخاذ إجراءات ضد الجماعة في حال إصرارها على تشكيل وقيادة الحكومة بعد انتهاء الجولة الثانية والثالثة من الإنتخابات البرلمانية، ويعود تاريخ الوثيقة الإستخباراتية إلى السادس من ديسمبر عام 2011 . وقالت الوثيقة إنه في يوم الرابع من ديسمبر أرسل المشير محمد حسين طنطاوي ضباط جيش رفيعي المستوى في سرية لإيصال رسالة واضحة إلى المرشد العام للإخوان المسلمين محمد بديع فيما يتعلق بنتائج الإنتخابات ، وتذكيره بالإتفاق السري بينه وبين طنطاوي بالعمل مع المجلس العسكري لضمان انتقال الحكم إلى حكومة منتخبة، حيث أكد "طنطاوي" على ألا يكون هناك أي سوء فهم من جانب "بديع" مؤكداً على أن الجيش سيعمل بكل القوة الضرورية للإحتفاظ بالسيطرة على الحكومة المؤقتة ، وضمان الإستقرار في أرجاء البلاد . ووفقاً لمصادر شديدة الحساسية فإن "طنطاوي" ومستشاريه، كانوا قلقين من أن بعض قيادة الإخوان المسلمين لديهم رغبة كبيرة في العمل مع حزب النور السلفي المحافظ في مسعى للإنتقال إلى حكم مدني بخطى أسرع ، وهذه الخطوة ستضع الإخوان في موضع قوة كاسحة إذ سيطر الحزبان على أغلبية المقاعد كما حدث في الجولة الأولى من الإنتخابات ;وكما تبدو الأمور فإن هذا التحالف الإسلامي سيكون في موقف يمكنه بالحق في المطالبة بتشكيل الحكومة في الحال تحت قيادة رئيس وزراء من اختيارهم ، ويعد عماد عبدالغفور رئيس حزب النور من المعروفين لدى مصادر المجلس العسكري بأنه من المؤيدين لإتباع هذا النهج ، وبالرغم من إبتعاد محمد مرسي رئيس حزب الحربة والعدالة عن "النور" بقدر بسيط إلا أنه قال في مناسبات عدة أن البرلمان الجديد يجب أن يشكل الحكومة الجديدة بدلاً من المجلس العسكري . وبحسب الوثيقة فإن "طنطاوي" ليس متشائما تجاه الإخوان المسلمين مثل بعض مستشاريه بما في ذلك مديري المخابرات العامة والعسكرية، والشرطة العسكرية ، ولا يزال طنطاوي يعتقد أن المرشد العام للإخوان المسلمين يفهم أن المجلس العسكري لن يتخلى عن نيته إدارة البلاد إلا بعد الإنتهاء من الإنتخابات الرئاسية ، كما أنه يعتقد أن هذه ترتيبات للمواءمة مع الإخوان المسلمين ، وفي نقطة معينة سيصل الجانبان إلى درجة من الصراع، كما أنه يؤمن أن"بديع" ومستشاريه المقربين سياسيون مهرة ، وهو يدرك- أي طنطاوي- أن المجلس العسكري لن يتردد في استخدام القوة المفرطة للحفاظ على استقرار البلاد، كما أضاف "طنطاوي" أن الإخوان المسلمين منظمة كبيرة ومن غير المعتاد ألا يبحثوا عن جميع الخيارات الممكنة ، وأكد أنه لا يحب أن يكون هناك التباس لدى "بديع" من أن المجلس العسكري سيتحرك ضد الإخوان في حال دعمهم أي جهود للنور أو أي حزب آخر لإزاحة المجلس العسكري من وضعه الحالي ، ووفقاً لذلك فقد أمر طنطاوي أن يستخدم ضباط المجلس العسكري اتصالاتهم مع الإخوان المسلمين لتذكيرهم بعواقب أي خطوات متهورة وغير محسوبة ، كما أنه رفض تصريحات "مرسي" عن الإنتقال السريع إلى حكم مدني . وأضافت الوثيقة: "في نفس الوقت فإن مصادر لدبها القدرة على الوصول إلى قيادة الإخوان المسلمين أكدت بثقة على أن "بديع " وقادة الإخوان المسلمين الآخرين لا يشعرون بالراحة تجاه النور، وبالأخص تجاه "عبدالغفور" ، وتدور مخاوفهم حول تصرف الجيش تجاه كل الأحزاب الإسلامية في حال شعور المجلس العسكري بتهديد موقعه، وفي نفس الوقت فقد أكد "مرسي" على أن حكومة الإخوان ستعمل على خلق بيئة جيدة للمؤسسات الأجنبية ،بما في ذلك تطبيق مبادىء بنكية متوافقة مع الشريعة الإسلامية تعمل بالتوازي مع نظام يستوعب التعاون مع البنوك الغربية، وأخبر مرسي قيادات الإخوان أن "النور" يدعم تطبيق الشريعة بشكل غير مرن ، وأي إشارة إلى تطبيق هذا النموذج سيستفز الجيش للرد، ويخوف الأعمال التجارية الأجنبية ،وأشار "مرسي" إلى أن هناك مساحة للاتفاق بين جميع الأحزاب ، وهي الحاجة إلى تبني سياسة أمنية وخارجية لا تدعم إسرائيل" . لمطالعة النص الأصي للوثيقة برجاء الضغط على الرابط التالي https://wikileaks.org/clinton-emails/emailid/12538