أعاد الروح لقضية متداولة منذ 8 سنوات فى المحاكم.. وحضر عزاء «الجمل» و«شوشة» شهدت الأيام الماضية عودة الدكتور محمد فتحى سرور، رئيس مجلس الشعب الأسبق، وأحد رموز الحزب الوطنى «المنحل» للحياة العامة، مؤكدًا أن المحاماة هى عمله الرئيسى، وأنه مسجل كمحامى نقض وأنه «راجل بتاع قانون ملهوش دعوة بالسياسة»، وهو الخط الذى حدده ليسير عليه بعد ثورة 25 يناير. وتصدر «سرور» بالفعل للدفاع عن 8 متهمين بجريمة قتل فى مدينة «المحلة»، وهى القضية التى عمرها داخل أروقة المحاكم 8 أعوام، واستطاع أن يعيدها لنقطة الصفر فى محكمة النقض، وينتزع حكمًا بإعادة محاكمة موكليه. وظهر كذلك فى عزاء المستشار يحيى الجمل بمسجد عمر مكرم، وقبلها عزاء فاروق شوشة. ويؤكد مصدر مقرب من أستاذ القانون أنه استعاد نشاطه ولياقته من خلال ممارسته مهنة المحاماة داخل مصر وخارجها، وأنه سافر للترافع فى إحدى قضايا المخدرات بمحكمة قصر العدل بالكويت، بالتعاون مع المحامى فايز صنهات المطيرى بمكتب الرائدة بدولة الكويت. وشارك كذلك فى المؤتمر العلمى الدولى المشترك بين أكاديمية شرطة دبى وكلية الحقوق بجامعة القاهرة حول «السياسة الجنائية والأمنية المعاصرة لمواجهة تطور الجريمة»، وتمت إدارة الجلسات من خلاله إلى جانب الدكتور مفيد شهاب وزير الدولة للشئون النيابية الأسبق. ولم ينس «سرور» أن فريد الديب هو من ترافع عنه وأخرجه من السجن، لذلك وقف بجانب تلميذه وصديقه فى مرضه من خلال كتابة مذكرات الجلسات، وبرغم ترديد الكثيرين أن «سرور» هو من يكتب مذكرات الدفاع عن «مبارك» ونجليه، وفريد الديب هو من يتقدم بها للمحكمة، وبرغم تأكيد المعلومة من مصادر عدة إلا أن «سرور» ينكر وبشدة. وقالت مصادر إن «سرور» و«الديب» اجتمعا مع «مبارك» فى مستشفى المعادى العسكرى، لمناقشة مسار الجلسات، إلا أن «سرور» نفى تلك الأخبار وأكد عدم صحتها، وقال: «رفضى الدفاع عن مبارك نوع من الموائمة، فأنا كنت رئيسًا للسلطة التشريعية فى عهده»، لكن هذا لا ينفى عنه كتابة مذكرة المرافعة لتلميذه «الديب». ومؤخرًا، أعلنت الجمعية العمومية ل«الاتحاد العربى للتحكيم الدولى» تدشين أول محكمة عربية للتحكيم الدولى فى المنازعات التجارية والاستثمارية ومقرها القاهرة، برئاسة «سرور»، وتم اختيار الدكتور حسن حماد أمينًا عامًا للمحكمة، ومحمد أبو العينين نائبًا لرئيس المحكمة عن رجال الاقتصاد. وكان «سرور» قرر بعد خروجه من السجن الابتعاد عن المشهد السياسى والإعلامى بشكل تام وقت حكم جماعة الإخوان ورفض الانخراط فى الحياة العامة والإشراف على رسائل علمية بكلية الحقوق. ورغم المحاولات الحثيثة التى قام بها مقربون منه إلا أن الرد كان بالاعتذار والرفض. وقال مقربون من «سرور» إنه كان يقضى معظم وقته خلال فترة «الابتعاد عن الأضواء» داخل منزله، وعندما يشعر بالضيق يتردد على مكتبه للمحاماة الذى يقع فى حى «جاردن سيتى»، ويديره نجله «طارق»، حيث يشاركه إعداد مذكرات الدفاع فى القضايا المعروضة عليه، وإعداد مجموعة من الأبحاث والدراسات القانونية، تتعلق بالاقتصاد والسياسة والقانون. وراود الحنين للعودة إلى الحياة العامة «سرور» بعد ثورة 30 يونيو، وبالفعل ظهر فى مؤتمر عن الاستفتاء على الدستور عقدته «الجمعية المصرية للسياسة والاقتصاد والإحصاء والتشريع»، والتى يترأسها، وخرج حينها من يبشر بعودته من جديد فتصاعدت الاعتراضات على ذلك ودخلت رئاسة الجمهورية على الخط، واتصل به أحمد المسلمانى مستشار رئيس الجمهورية السابق للشئون الإعلامية حينئذ، وأبلغه رسالة من الرئيس المستشار عدلى منصور مفادها: «الزم بيتك». وفيما كون الموقف السابق لدى «سرور» قناعة بضرورة أن يتخذ موقفًا بشكل واضح باعتزاله الحياة السياسية نهائيًا، قال أحد المقربين من «سرور» إن نجله «طارق» أكثر حرصًا منه على عدم ظهور والده فى الحياة العامة من جديد، مضيفًا: «لكن نداهة السياسة أقوى بكثير من خوف طارق سرور وحرصه على بُعد أبيه عن المشهد». ويشير المصدر -الذى طلب عدم ذكر اسمه- إلى أن «سرور» يحرص على التواصل مع المحامى فريد الديب والاطمئنان على صحته ومقابلة رفقائه من أبناء «الحزب الوطنى»، وهناك جلسات تضم أصدقاء «زمن مبارك» ومنهم «مفيد شهاب، أحمد الزند، فريد الديب، فتحى سرور، محمد أبو العينين».