سيناريو مكرر تحول إلى قصيدة محفوظة داخل أروقة قناة «الحياة» التى تعانى منذ فترة طويلة من عملية تجريف ممنهجة تتم ضدها بسحب معظم نجومها إلى قنوات أخرى وتحديدًا قناة MBC مصر بعد رحيل رئيس القناة محمد عبد المتعال وشغله منصب مدير قناة MBC مصر بهدف تطويرها؛ ليقوم عبد المتعال منذ خروجه من القناة على مهمة تجريفها من المذيعين والاتفاق معهم على الانتقال للقناة الجديدة وعلى رأسهم شريف عامر ودعاء فاروق ورامز جلال الذى عرض برامجه لعدة سنوات على الحياة قبل أن يستطع عبد المتعال إقناعه بعرض برامجه على MBC مصر وقت انتقاله لها؛ ثم العروض المسرحية ل«تياترو مصر» التى قدمها أشرف عبد الباقى على قناة الحياة قبل أن يتلقى عرضًا من عبد المتعال بتغيير اسمها إلى «مسرح مصر» وعرضها على قناته.. منذ ذلك الحين وتعانى قناة الحياة من أزمة مادية كبيرة كادت أن تعصف بها أكثر من مرة وتجمهر العديد من موظفيها وقاموا بمظاهرات ضد القناة من أجل الحصول على رواتبهم المتأخرة لأكثر من ثلاثة أشهر متتالية.. ورغم حصولهم على جزء من رواتبهم المتأخرة بعد انسحاب شركة «بروموميديا» الوكيل الإعلانى للقناة من تولى المسئولية؛ إلا أن الأمر عاد من جديد خلال الأيام القليلة الماضية رغم دخول شركة «دى ميديا» كوكيل إعلانى جديد للقناة، ومع دخول الشركة الجديدة تجددت الآمال لدى العاملين فى القناة بانتظام صرف رواتبهم وانتعاش القناة من جديد خاصة بعد تأكيد المسئولين فيها نيتهم بإنتاج عدد كبير من البرامج خلال الفترة القادمة، لكن يبدو أن رياح «دى ميديا» جاءت بما لا تشتهى سفن العاملين فى القناة حيث استمر الوضع على ما هو عليه وعادت من جديد الأزمات المادية تلوح فى الأفق ليعانى العاملون فى المحطة أزمة جديدة تتلخص فى عدم قدرة القناة على صرف رواتبهم وتأخيرها لأكثر من شهر؛ وهو الأمر نفسه الذى أدى إلى رحيل عدد من مذيعى القناة بسبب التأخر فى صرف مستحقاتهم المادية مما اضطرهم فى النهاية إلى الرحيل ومنهم معتز الدمرداش و دعاء فاروق وإيمان عز الدين وشريف بركات ونوران سلام، وتردد أن مالك القناة دخل أكثر من مرة فى مفاوضات لبيع القناة إلا أنه لم يتمم الصفقة لأنه لم يصل للعرض الذى يتناسب مع قيمة وحجم ونجاح القناة منذ نشأتها. وعلمنا أن الأزمة المادية الجديدة التى تعانى منها الحياة والتى تسبب فيها عملية تجريفها من نجومها والتى قادها محمد عبد المتعال قبل عامين تقريبًا؛ تعود إلى قيام القناة بتوجيه معظم ميزانيتها لإنتاج برامج جديدة بتكلفة إنتاجية عالية، وأشار مصدر من داخل القناة أن هناك ثلاثة برامج فى الخطة البرامجية الجديدة تعول عليهم إدارة القناة فى إنقاذها من عثرتها، بالإضافة إلى أن شركة «دى ميديا» قررت عدم سداد الديون الموجودة بالفعل على القناة قبل تاريخ تعاقدها معها سواء من مستحقات متأخرة للعاملين أو مديونيات لمدينة الإنتاج الإعلامى، وذلك فى ظل انشغالها بخريطة البرامج الجديدة وتوجيه معظم دخلها الإعلانى لها من أجل ضمان تحقيق النجاح لتلك البرامج ومنه «فحص شامل» و«تياترو مصر» و«ضربة حظ».