لم تقتصر الأزمات التي تواجه المواطن المصري على الأمات الداخلية، خاصة أن الأوضاع في المنطقة العربية باتت تهدد الكثير من الجاليات المصرية بالخارج في ظل عمل روتيني لوزارة الهجرة الحديثة التي لم تتمكن حتى الآن من الوصول إلى كافة الجاليات في الخارج ومعرفة الأزمات التي تواججهم ، إحدى تلك الأزمات تواجه الجالية المصرية بالكويت حيث قامت الخدمة المدنية في دولة الكويت يوم عيد المعلم بإصدار قرار تخفيض بدل السكن للوافدين من 150 دينار إلى 60 دينار، أي أنه تم خصم 90 دينار من الراتب بحجة أن الخفض سيوفر 23 مليون دينار سنوياً للدولة، وهو ما خلق حالة من الاستياء لدى المعلمين ، خاصة أنه تم رفعاسعار الوقود وبعض السلع وأصبحت المعيشة صعبة "على حد قولهم"، وأكدوا أن هذا القرار سيؤثر على أدائهم بسبب تشتت ذهنهم خصوصاً أنهم لم يلتقطوا أنفاسهم من عودة الإجازة وبدء العام الدراسي، متسائلين " هل سياسة التقشف ستسري على المعلم الوافد فقط وسيظل المواطن خطاً أحمر؟ وهل سيتم خفض الإيجارات بعد هذا القرار أم ستظل كما هي ؟" الصباح تحدثت مع عدد من المقيمين في الكويت حيث قالت رشا مصطفى نموذج بسيط لمعلمة مطلقة أن راتبها سيصل بعد خصم 90 دينار إلى 520 دينار، منهم إيجار شقة ب 220 دينار، ولديها 3 أبناء في مراحل تعليمية مختلفة، وأن ما سيتبقى يمثل 200 دينار لن تكفي مصروفات الشهر ، مطالبة بضرورة تخصيص سكن بأجر أقل، وأضافت سهير أحمد أن "بدل السكن عمره ما كان بيسد الإيجار"، وأن كل المعلمين مستائين من القرار خصوصاً أنه صدر يوم عيد المعلم بالكويت، فبدلاً من أن يتم تكريمنا تم خصم بدل السكن. قال أ.ع "ال 150 دينار لا تعتبر بدل سكن لأنه مش هيجيب شقة" وأن هناك حالة من الاستياء الكبيرة، وأنه سيقوم بترك شقته للبحث عن شقة اقل في سعر الايجار وأن البعض بدأوا بترحيل أسرهم إلى بلادهم . مضيفا " إلى الآن كله كلام جرائد فقط لكن لا يوجد تنفيذ فعلي على أرض الواقع.
واتفق خالد الديب مع الآراء السابقة وأضاف "أتمنى إن بلدنا ممثلة في شخص الوزيرة يكون ليها دور في موقف زي ده و نحس إن بلدنا بتساندنا و خصوصا إن مصر من ناحية بتستفيد من تحويلات المصريين في الخارج و كمان إحنا بوجودنا خارج البلد بنخفف الضغط بشكل عام عن الدولة سواء في الوظائف أو في الخدمات زي التعليم أو الصحة أو المواصلات أو غيرهم و طبعا قرار زي ده لو صدر في حق مواطنين أمريكان كانت السفارة الأمريكية قلبت الدنيا و كان هيبقى ليها موقف قوي عشان ترجع لمواطنيها حقهم مرة تانية". أما فردوس موسى فقالت أن وزيرة الهجرة لا دور لها لا بالسلب ولا بالإيجاب وأنهم ليسوا بحاجة لها ولا لأي شخص بالسفارة لأنهم جميعاً لا دور لهم إلا الوجاهة فقط وانهم غير معنيين سوى بالأقوال ، فنحن نحاول الدفاع عن حقوقنا بأنفسنا. وأضافت عن العديد من المعلمين قدموا استقالتهم لأن خصم بدل السكن أثر على حياتهم المعيشية. وأوضح م.ه أن القرار جاء في وسط العام الدراسي وكل ما فعله المعلمون هو تفكير بعضهم في الاستقالة وبعضهم بإنزال أسرهم لارتباطهم بديون وأقساط والبعض الآخر في رفع قضايا للحصول على حقهم ، وعلق على دور الوزيرة قائلاً :" الشعب المصري يهان في كل مكان وأنت ومن سبقك مشاهدون".