السوريون يتهمون «المفوضية السامية» بسرقة أموالهم.. و«المفوضية» تعد بدراسة الشكاوى وفحصها من جديد مئات الحالات يتهمون مؤسسة سوريا الغد للإغاثة بالتجارة باسم اللاجئين آلاف الحالات قُطعت عنهم المعونة عشوائيا إصابة الأطفال بالأمراض نتيجة نقص التغذية عشرات المرضى لا يجدون الدواء خرجت من ديارها مشردة خشية القصف والدمار الدائر. لملمت أخر ما تبقى من ملابس أطفالها بعد أن اشتعلت النار بالمنزل إثر سقوط الشظايا المتطايرة من برميل متفجر سقط كالصاعقة في وسط إحدى شوارع حمص،. ما بين الهروب من نيران الحرب الدائرة بين المعارضة والنظام ونيران أخرى تبدو أكثر شراسة هي نيران تنظيم الدولة الداعشية ظلت تختبئ تارة وتعاود السير تارة أخرى لعدة أيام في غياهب الصحراء للوصول إلى الحدود اللبنانية ، حتى تدبر أجر السفر إلى مصر، كانت الآمال معلقة بأن تكون الأوضاع أفضل، إلا أن ما آلات إليه الأوضاع بعد مكوثها هي وأربعة أطفال دون عائل في مصر أصبحت تشبه الموت البطيء ، خاصة بعدما قطعت المفوضية السامية أموال الإغاثة التي تصرف لهم شهريا من سلة غذائية أو مرتب كي يعيشوا منه في ظل عدم قدرتها على العمل أو فتياتها الأربعة الذين لم يكملوا تعليمهم بسبب الظروف المادية، هي وفاء الحمصي سيدة أربعينية استشهد زوجها إثر القصف فقررت أن تنجو بفتياتها إلى مصر التي قالت انها الأقرب إلى قلب الشعب السوري. قصة وفاء لم تكن الوحيدة ولم تكن المعاناة الوحيدة، خاصة أن هناك آلاف الأسر السورية شردت فضلا عن مئات الآلاف من الأطفال الذين يتموا ، إلا أن هذه الأسر عند وصولها إلى أي بلد تقوم بالتسجيل في المفوضية السامية للاجئين وذلك من أجل الحصول على راتب شهري حسب تقييم الحالة يتراوح ما بين 800و 1200جنيه، وكذلك سلة غذائية مقدارها 150جنيه للفرد. جوع تحت حصار الفقر عشرات التقارير الطبية الخاصة بالأطفال والكبار تؤكد إصابتهم بنقص المناعة ونقص الحديد والعديد من الأمراض نتيجة عدم تناول الغذاء، هذا المشهد لم يكن بأي من المدن المحاصرة في الداخل السوري، بل أنه موجود على أرض مصر وسط تجاهل من المفوضية السامية للاجئين ومؤسسات الإغاثة الأخرى الموجودة بمصر والتي تتلقى ملايين الدولارات بزعم مساعدة اللاجئين. من يسرق أموال السوريين: إحدى الشكاوى من العائلات السورية تلقيناها على موقع التواصل الاجتماعي قادتنا إلى التحقيق في كارثة إنسانية تهدد حياة الآلاف من السوريين الذين يعيشون في مصر وهو ما دفعنا لزيارة الأماكن التي يتجمع فيها السوريين ، والتقينا بمئات العائلات التي أكدت لنا أن هناك عمليات مشبوهة تتم بحقهم في المعونات المادية والغذائية التي يتسلمونها من المفوضية السامية للأمم المتحدة. يقول يحيى غيث وهو يعول خمسة أطفال ولديه أمراض مزمنة ولا يستطيع العمل أنه كان يتلقى معونة مادية وسلة غذائية من الأممالمتحدة ومن ثم تم قطعها عنه منذ عام وثلاثة أشهر دون أي تفسير من المفوضية السامية، وأنه ذهب أكثر من مرة إلى المفوضية لكنه لم يتحصل على أي رد من المفوضية سوى بأنهم سيعيدون عملية التقييم مرة أخرى، إلا أنه لم يتلقى اي من المساعدات التي انقطعت خلال أكثر من عام، وهو ما أدى إلى أنه أصبح مدان بمبلغ كبير من المال ليطعم أبناءه. مضيفا أن الأسر التي تم قطع المعونة عنها هي في أمس الحاجة لها، وأنها مقرة من قبل الأممالمتحدة، وهو ما يشير إلى موضوعية اتهام اللاجئين للمفوضية وتساؤلهم حول الأموال المستحقة لهم التي لا يعرفون إلى أين تذهب، هو ما أكده بشير الكردي الذي انقطعت عنه المعونة لمدة تسعة أشهر ومن ثم أرسلت له المفوضية لتخبره أن مبلغ التسعة أشهر موجود بالبوسطة وعليه أن يذهب لصرفه، إلا أنه رغم ذهابه اكثر من مرة لم يجد أي من هذه الأموال. الأمر لم يقتصر على بشير فتكرار الأمر مع السيدة مزنة ابراهيم التي تعول أسرة مكونة من 3 أفراد وانقطاع المعونة الغذائية عنها لفترة خمسة اشهر وإخبارها بنفس الأمر وذهابها لصرف المبلغ ولم تجده كان دليلا كافيا للتساؤل حول ماهية صرف أموال السوريين. في منطقة العاشر من رمضان يمكث مئات السوريين بعضهم في حالة مادية يرثى لها، عبر استطلاع قمنا به مع عشرات الحالات هناك، تأكد لنا ان المعونة قد انقطعت عنهم في نفس التوقيت منذ عام وثلاثة أشهر بشكل عشوائي دون أية تقييمات أو رجوع للحالات المرضية التي لا تستطيع شراء الدواء وتجلس تنتظر ما يجود عليهم به أهل الخير بين الحين والأخر. منير أحمد أحد السوريين يقول إن أموال السوريين هي مستحقة من الأممالمتحدة، وأن سريان الكارت الأصفر والملف هو استمرار لصرف المستحق لكل المسجلين من الأممالمتحدة، مشيرا إلى أن الموظفين بالمفوضية هم من يتحكمون في عملية الصرفٍ والمنع أيضا. ما أكده سامر محمد وهو رجل ستيني ويعول أسرة من 5 أفراد، أن أعضاء المفوضية يتصلون بهم لتجديد الكارت الأصفر عند انتهاءه " وهو الكارت الذي يسجل عليه عدد افراد الأسرة والمستحق لهم" وهو ما يؤكد حرصهم على استمرارية سريان الكارت. الأمر ذاته أكدته خديجة ربيع وهي تعول طفلة وحيدة وتجلس بمفردها لا تعمل ، إلا انه عندما تم قطع المعونة الغذائية عنها ذهبت إلى المفوضية وتلقت وعود كثيرة بحل المشكلة لكنها ظلت حتى جاء موعد تجديد الكارت الاصفر وتم تجديد الكارت على وعد بعودة المعونة الغذائية إلا أنها لم تتسلم اي من ذلك وهو ما يشير إلى موضوعية ما قالته ب "أن العاملين بالمفوضية ينفقون أموال اللاجئين حسب أهواءهم". الأمر ذاته أكدته عشرات الأسر المقيمة في السادس من أكتوبر، حيث يفترشون بلاط الشقق التي يقطنون فيها بالإيجار دون أية قطع أثاث واحدة سوى بعض البطاطين والمفارش التي تكسو الأرض، فيما تكسو تجاعيد الحزن وجوه الأطفال الذين لم يكملوا عامهم العاشر بعد. عملية الاستقصاء التي قمنا بها أكدت أن نحو 1000أسرة (وهو ما تم رصده فقط) يعانون من ذات المشكلة وهي قطع السلة الغذائية والمرتبات الخاصة ، علما بأن حالهم المادي في أمس الحاجة إلى تلك المساعدات، وهو ما يشير إلى موضوعية اتهامهم للمفوضية بأنها تستقطع أموال السوريين عشوائيا، حسب ما أكد أحمد محمد أحد النشطاء السوريين الذي أشار إلى أن المفوضية استقطعت العام الماضي عقب شهر رمضان آلاف السوريين من المعونة الغذائية والمرتبات وأنهم قاموا بتجديد الكروت الصفراء للغالبية دون أن يردوا أي من حقوق اللاجئين، غير انه أكد أنه عند تسجيل الفرد واعتماده رسميا ضمن المفوضية يصبح ضمن الحسابات المالية التي تأتي من الأممالمتحدة ولا ينقطع الدعم الخاص به من المصدر الأساسي حسب النظام المالي المعمول به بالمفوضية، وأن هذا حسب ما أكد له أحد العاملين بالمفوضية سابقا. مؤسسة سوريا الغد: شكوى السوريين لم تتوقف عند حد المفوضية السامية لحقوق الإنسان، كذلك مؤسسة سوريا الغد للإغاثة التي تتلقى ملايين الدولارات من حول العالم وتعمل في إطار الإغاثة، حيث أكد عدد كبير من الذين تم الحديث معهم ان المؤسسة باتت تغلق ابوابها في وجه كل من يذهب إليهان فتقول آلاء المصري من حمص، أن المؤسسة كانت في البداية تعطي اللاجئين الذين لا يحصلون على أموال من المفوضية حتى يستطيعوا العيش والانفاق على ابناءهم، إلا أن المفوضية قطعت المساعدات، والمؤسسة هي الأخرى قطعت مساعداتها على مئات الأسر وقد تصل إلى الآلاف. يستلم طرف الحديث منها عبد الرحمن بسام، موجها اتهامه لمؤسسة سوريا الغد بأنها تتلقى ملايين الجنيهات من حول العالم تحت بند رعاية اللاجئين إلا أنها تعطي لمن لديه معارف أو وساطة داخل المؤسسة وتغلق الباب في وجه النسبة الأكبر من السوريين الذين هم في أمس الحاجة إلى المساعدات. المفوضية: من جانبه قال المسئول الإعلامي بالمفوضية طارق أركاز، أنه لا يعلم بأبعاد تلك القضية وتفاصيلها، إلا أن انخفاض نسبة الدعم التي تأتي من الدول المانحة تكون السبب في نقص الدعم المالي المقدم للاجئين، إلا أنه أكد أنه سيقوم بفحص الحالات المستبعدة مع المسؤولين بالمفوضية لمعرفة الأسباب التي تقف وراء الأمر.