تخرج "هدى" مع إشراقه شمس يوم جديد من بيتها قاصدة أقرب فرن لبيع الخبز المدعم بمنطقة الزاوية ، تحمل في يدها البطاقة الذكية الخاصة بها التي لطالما تعودت علي أن تصرف بها حصة أسرتها من الخبز كل يوم، وكل ما تتمناه "هدي" أن تعود لبيتها ومعها 15 رغيف حتى تعد فطورا لأولادها ، ومن بعدها يذهب كل منهم إلي مدرسته . وقفت " هدي" كغيرها من السيدات في ذلك الطابور الطويل ، تنتظر دورها ، ولكن فوجئت بأن صاحب الفرن يقول لها أن البطاقة الذكية غير نشطة ، وبالتالي لا يحق لها أن تصرف صحتها اليومية من منظومة الخبز إلا بعد أن تتوجه لمكتب تموين الزاوية أول التابع لمحل إقامتها لتنشيط البطاقة التموينية . ومن هنا بدأت "هدى" رحلتها ببن مكاتب التموين وشركة سمارت المسئولة عن طبع البطاقات الذكية للمواطنين ، هذه الرحلة استمرت حوالي 6 أشهر، قامت خلالها بتحويل ثلاث حوالات بريدية لشركة سمارت نظير تنشيط البطاقة الذكية بواقع 20 جنيه لكل حوالة ، ولكن لم تتمكن من تنشيط بطاقتها مما دفعها بأن تذهب لمقر شركة سمارت لتعرف سبب التأخير، ولكن فوجئت بأن البطاقة الذكية نشطة وأنه يتم صرف حصتها التموينية كل شهر، نصحها أحد الموظفين بالشركة بأن تتوجه لمكتب التموين التابع لدائرتها للاستفسار، وبالفعل ذهبت لمدير الكتب مطالبة بحق أسرتها في رغيف العيش والسلع التموينية، ولكن سرعان ما غرقت وسط أوراق الروتين الحكومي، وتقول هدي: بأن مدير المكتب قال لها نصا " المشكلة دي مش من عندنا، روحي شركة سمارت " . الأمر جعلها تتوجه لقسم الزاوية أول ، حيث قامت بتحرير بلاغ تضررها من مدير مكتب تموين الزاوية الحمرا أول لعدم قيامه بتسليمها البطاقة الذكية الخاصة بها أنها استعلمت من الشركة حيث تبين صدور بطاقتها منذ فترة كبيرة وأنه بالفعل يتم صرف حصتها ، وهناك اكتشفت أن عدد من المواطنين قاموا بتحرير عدة بلاغات ضد هذا مدير المكتب . الصباح.. تحصل علي نسخة من محضر أقوال مدير مكتب تموين الزاوية الحمرا أول فيما هو منسوب إليه قام المقدم علاء شلش ضابط بوحدة مكافحة جرائم غسل الأموال بالإدارة العامة لشرطة التموين والتجارة ، بناء علي الأذن الصادر من النيابة العامة بضبط وإحضار المدعو حسني عبد الونيس صبيحة مدير مكتب تموين الزاوية وذلك بتاريخ 28/3/2016، حيث ودرت عدة بلاغات من المواطنين تفيد بتضررهم من مدير مكتب الزاوية الحمرا أول ، وذلك لعدم تسليم المواطنين البطاقات الذكية التموينية الخاصة بهم وإصدار أذونات صرف ورقي لعدد من البدالين التموينيين، وإجراء عمليات تعليات للمستفيدين علي البطاقة دون علمهم . حيث جاء نصا في المحضر أنه بفحص البلاغات تبين قيامه بتسهيل استيلاء البدالين التموينيين علي المال العام مع علمه بحيازة البدالين للبطاقات الخاصة بالمواطنين وقيامهم بإثبات أسماؤهم بكشوف الصرف الورقي وانه يقوم بالاشتراك مع البدالين باستخدام تلك البطاقات لديهم ولدي أصحاب المخابز عقب إجراء عمليات زيادة وتزوير لأعداد المواطنين المقيدين علي البطاقة بتغيير الأعداد فقط ، حيث تبين إضافته لأعداد وهميه علي البطاقات ن والمحرر عنها المحضر رقم 1739 لسنة 2016 جنح الزاوية . وبمواجهته بشكاوى المواطنين أقر بأنه قام باستلام عدد اربعمائه سبعة وثمانون بطاقة بالرقم السري الخاص بها ، وأنها خاصة بمواطنين لم يحضروا لاستلامها وأنها صدرت منذ فترة طويلة، وبفحص عدد من تلك البطاقات تبين سابقة استخدام 290 بطاقة منها ويتم الصرف بها علي الرغم من أن المواطنين لم يستلموا البطاقات علي حد قوله . وقال مدير مكتب تموين الزاوية أول في نص أقواله بالمحضر عن حيازته لبطاقات تموينية خاصة بعدد من المواطنين . س/ ما قولك في ما تبين من تواجد عدد ستة عشر بطاقة بدون أرقام سريه تبين سابقة استخدامهم وكذا عدد تسعة أرقام سرية بدون بطاقات ؟ ج/ البطاقات دي تابعة للزاوية ثان وأنا لم أقم باستخدامها وفيه بطاقات بتيجي من الشركة بدون أرقام سرية . س/ بفحص كشوفات الصرف الورقي الخاصة بالبدال التمويني / هاني ذكري القمص تبين وجود عدد مائه وأربعة أسماء لمواطنين صادر لهم بطاقة تموينية ذكية ويتم الصرف بها لدي ذات البدال التمويني في نفس الشهر " ازدواج صرف " ؟ ج/ الكلام دا البقال غلطان فيه وهو يتحمل مسئوليه ذلك وسوف أقوم باتخاذ الإجراءات القانونية لتحصيل فارق الدعم منه بس أنا مال كنتش اعرف الكلام دا علشان لا يوجد لدينا جهاز يكشف التلاعب . س/ منسوب إليك تسهيل الاستيلاء للبدال التمويني / جنات عبد الهادي عبد الحفيظ علي المال العام من خلال قيامك بالموافقة علي تسليمه بضائع من مخزن الجملة التابعة للشركة العامة لتجارة الجملة التابعة لوزارة التموين خلال شهر أبريل لسنة 2015 بقيمة مائتان خمسة وسبعون ألف ستمائة ثلاثة وعشرون جنيها ،وأيضا تسهيل الاستيلاء للبدال / هاني ذكري القمص علي بضائع بقيمة مائتان سبعة وسبعون ألف ستمائة وخمسمائة واحد وثمانون جنيها للبطاقات الذكية والورقية بناء علي مستندات صرف مزوره؟ ج/ أنا مليش دعوه بحاجة ... البدال هو المسئول عن الكلام دا وهو المسئول يدفع الفول سدى للدولة. كما جاءت باقي أقوال حسني عبد الونيس صبيحة مدير مكتب تموين الزاوية متضاربة ، والقي المسئولية علي بدالين التموين بمنطقة الزاوية ، وأيضا علي شركة سمارت ، حيث ذكر في نص التحقيقات أنها لا تلتزم بموعد تسليم البطاقات للمواطنين ، كما يوجد خلل في نظام (السيستم ) وأن هناك بطاقات تخرج من الشركة بدون أرقام سرية . وهذا ما دفع المحامي محمد حامد المحلاوي بتقديم بلاغ برقم ضد الهيئة المتعاقدة مع شركة سمارت ، حيث أكد أن شركة سمارت هي السبب الرئيسي وراء أغلب المخالفات التي تعكر صفو منظومة الخبز، وأضاف أنها تقوم بالاستيلاء علي مبالغ مقابل تنشيط البطاقات الذكية لأكثر من مرة وفي النهاية لا يتم تنشيط البطاقات . أكد المحلاوي: أن تجميع الكروت موجود بالفعل وسط أصحاب المخابز والدليل علي ذلك القضية رقم 1115 لسنة 2015 جنح دمياط متهم فيها عشرة من أصحاب المخابز بالإضافة إلي مدير الإدارة أضاعوا علي لدولة حوالي 4.5 مليون جنيه في السنة . قال المحلاوي أن دعم الحكومة لصالح منظومة الخبز يقدر بحوالي 22 مليار جنيه سنويا ، حيث يكون نصيب شركة سمارت حوالي 18مليون جنيه مقابل طبع الكروت طبقا لتعاقدها مع وزارة التموين ، بالإضافة إلي 20 جنيه يدفعها المواطن بحوالة بواقع 20 مليون أسرة علي مستوي الجمهورية مقابل تنشيط البطاقات الذكية . وأضاف أن شركة سمارت تقوم مع مكاتب التموين بتنشيط البطاقات الذكية علي الرغم من أن المواطنين لم يستلموا البطاقات بعد . وهذا ما أثبته التحقيقات في قضايا رقم 773 لسنة 2015 ،و 8436 لسنة 2015 جنح روض الفرج ، حيث تؤكد التحقيقات استغلال ماكينات الصرف عن طريق الكارت الذكي ، وإجراء عمليات وهمية لبيع السلع التموينية . الصباح حصلت علي صورة من محضر بتاريخ 21/6/2016 يفيد بقيام بعض البدالين التموينيين بالتلاعب في أنظمة الماكينات من خلال تعديل نظام التشغيل الخاص بالماكينة الخاصة بصرف للسلع التموينية يتمكن من خلالها من استخدام الكارت الذكي أكثر من مرة نتيجة وجود خطأ في نظام تشغيل شركة فرست داتا المسئولة عن نظام المنظومة التموينية بالقاهرة وعدد من المحافظات ، وتوصلت التحريات إلي وجود إهمال من كل من المدعو/ هشام فؤاد زكريا مسئول البطاقات التموينية بوزارة التنمية الإدارية ومدير إدارة الرقابة والتوزيع بوزارة التموين . حيث تفيد تحريات النيابة قيام المدعو / أحمد عبد السلام عطية عبد العزيز بالتلاعب بنظام الصرف عن طريق إعادة استخدام البطاقات الذكية الخاصة بالمواطنين أكثر من مرة من خلال استخدام برنامج يقوم بمسح بيانات البطاقة ليتمكن من إعادة استخدامها بالاشتراك مع عدد من أصحاب المخابز مستوليا لحسابه الشخصي علي بضائع من الشركة بقيمة خمسمائة ثلاثة وثلاثون ألف جنيه ومائه وسبعة وتسعون جنيها . وجاءت نص أقواله كالتالي : س/ ما قولك فيما أسفر عنه فحص شركة فرست داتا للماكينة الخاصة بمحل البدال التمويني علي نظام من قيامك باختراق نظام الشركة واثبات صرف السلع للمواطنين عن طريق تمرير الكروت الذكية وإعادة استخدامها مرة أخري ؟ ج/ التسويات بتتطلع من الشركة وأنا مستعد لسداد كافة المبالغ والبالغ قيمتها حوالي خمسمائة ثلاثة وثلاثون ألف جنيه ومائه وسبعة وتسعون جنيها .
ومن جانبه أكد محمود دياب المتحدث باسم وزارة التموين أن مخالفات شركة سمارت تحدث دون قصد ، حيث أن الشركات تقوم بجهد كبير من أجل خدمة المواطنين ، أنه هناك ضغط شديد علي هذه الشركات مما قد يؤدي إلي حدوث بعض الكسور علي المقصودة منها .