تحاليل العينات أثبتت اختلاط مياه الشرب بمياه الصرف الصحى وغير صالحة للاستهلاك الآدمى حصلت «الصباح» على مستندات تؤكد تلوث مياه الشرب فى أكثر من مكان فى جمهورية مصر العربية، والغريب أن تلوث المياة طال عدد من المدن العمرانية الجديدة التابعة لإدارة هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة والتى تخضع لوزارة الإسكان والمرافق. البداية كانت من خطاب حصلت عليه «الصباح» صادر من جهاز مدينة الشيخ زايد إلى قطاع المدن العمرانية الجديدة، جاء فيه أنه تم تحليل عينات من المياه فى أبريل الماضى وتم الكشف عن عدم مطابقتها للمواصفات الصحية المصرية التى وضعتها وزارة الصحة طبقًا لقرار وزير الصحة والسكان رقم 105 لعام 2007. ووفقاً للمستندات فإن هذا الخطاب كان بتاريخ 21 أبريل لعام 2016 صادرًا عن جهاز مدينة الشيخ زايد برقم 1021، وكشفت التحاليل أن عينة المياه تم سحبها من «حنفية» بإحدى الكافيتريات الشهيرة فى الحى السادس عشر بمدينة الشيخ زايد، وكانت النتيجة النهائية للتقرير أنها غير صالحة للاستهلاك الآدمى لعدم مطابقتها للمعايير البيولوجية لوجود بكتيريا تسمى «بروتوزوا» حية بالمياه بالإضافة إلى وجود مجاميع ستربتوفليكس (بكتيريا) مما أخل بالمعايير البكترويولوجية. عينة أخرى تم سحبها من «حنفية» مياه بمستشفى الشيخ زايد التخصصى، وكانت أيضًا غير مطابقة للمواصفات الصحية وغير صالحة للاستهلاك الآدمى، ومخالفة لقرار وزير الصحة رقم 458 لعام 2007 بسبب احتوائها على بكتيريا المجموعة القولونية، بالإضافة إلى عينة أخرى تم سحبها من «حنفية» محل دواجن وجزارة واتضح أنها غير صالحة للاستهلاك الآدمى. وحصلت «الصباح» على خطاب صادر من هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة الى الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى، أكد أن مياه الشرب غير صالحة للاستهلاك الآدمى، وطالبت فيه بضرورة الالتزام بالمواصفات الصحية المصرية، وأنه تم أخذ عينات من أربعة مواقع منها مستشفى ومدرسة وتأكد من وجود أخطاء جسيمة تؤثر على صحة المواطنين وحمّلت هيئة المجتمعات العمرانية الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى المسئولية الكاملة القانونية الناجمة عن التراخى فى حل الأزمة. خطاب آخر مدون عليه «هام وعاجل» من المهندس عادل فهمى نائب رئيس هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، بخصوص الحالة الفنية بوجود المياه بالخزان رقم 16 بالشيخ زايد، وتم سحب عينات من الخزانات رقم 1-2، وقامت الشركة بتغيير جميع الهوايات بالخزانات وتم إجراء نظافة عامة للمواقع وتم التعاقد مع شركة لتطهير وتعقيم الخزانات، وفى مدينة السادس من أكتوبر تم عمل مشروع المأخذ والروافع والخطوط الناقلة للمياه العكرة بطاقة 1.7 مليون متر مكعب فى اليوم بتكلفة 2 مليون جنيه بالرغم من ان وزارة الصحة والسكان لم توافق على المشروع لعدم مطابقة الموقع للاشتراطات الورادة بقرار وزير الصحة 3.1 لسنة 1995، وكان جهاز مدينة السادس من أكتوبر قد خاطب الإدارة المركزية لشئون البيئة ورئيس اللجنة العليا للمياه، لسرعة الموافقة على مشروع محطة المياه باعتباره أحد المشروعات القومية. وقامت لجنة من الإدارة العامة لصحة البيئة بزيارة لمكان المشروع، ومحطة المياه فى عزبة الحلوانى فى قرية التابوت بمركز العياط، وكان قرار اللجنة بعدم الموافقة على الموقع المزمع إقامة مأخذ محطة المياه فيه لعدم مطابقته للاشتراطات. واللافت للنظر أن جهاز حماية البيئة رد على أكثر من خطاب بتواريخ مختلفة برفض إقامة المشروع فى المكان المحدد لكن وزارة الإسكان كانت تصر وتطلب الموافقة من حين للآخر. فيما ردت وزارة الموارد المائية على خطاب للجهاز التنفيذى لمياه الشرب والصرف الصحى بشأن الموافقة على المشروع باعتبار الوزارة أحد الأطراف لأن المأخذ مكانه بجانب النيل وطلبت من الجهاز التنسيق مع قطاع جماية النيل. وحصلت «الصباح» على خطاب صادر من مكتب الدكور مصطفى مدبولى وزير الإسكان إلى الدكتور عادل العدوى وزير الصحة الأسبق، طلب منه التوجيه لجهات الاختصاص بالموافقة على الموقع المقترح لمأخذ المياه المغذية لمحطة تنقية مياه الشرب بمدينة السادس من أكتوبر، وكان ذلك فى سبتمبر 2014 بالرغم من رد الوزير فى يونيو قبلها بشهرين بعدم الموافقة على المشروع بسبب عدم توافر الاشتراطات، فى خطاب رقم 4247، وأكد خطاب وزير الصحة أنه قد سبق وتم عرض المشروع على اللجنة العليا فى اجتماع انتهى إلى عدم موافقة اللجنة وبناء على رغبة وزير الإسكان قام وزير الصحة بإعادة معاينة الموقع وتبين أن الموقع لا يزال غير مطابق للاشتراطات، مما أجبر وزارة الصحة على تمسكها بالرفض حفاظًا على الصحة العامة للمواطنين. وأكد خطاب وارد إلى مكتب وزير الصحة أن مكان مأخذ المياه على النيل يوجد به صرف صحى على النيل مباشرة، لقرى كفر رفاعى وعزب التابوت، وترتب على ذلك رفض الإدارة المركزية للبيئة وهو ما يؤدى إلى اختلاط مياه الشرب بمياه الصرف الصحى، لكن جهاز مدينة السادس من أكتوبر قام بالبدء فى المشروع. المكان الثالث فى مدينة برج العرب بمحافظة الاسكندرية وبحسب خطاب رسمى من الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى أكد اختلاط مأخذ المياه، وبعد إجراء التحاليل تأكد اختلاط مياه الشرب بمياه الصرف الصحى نتيجة أن هناك مصرفًا موازيًا، وأكد التقرير أن هذه المشكلة متكررة.