«سيد» يخجل من أسرته: أصبت بالمرض والمستشفى طالب اهلي بأخذي لان ايامي معدودة. «م»: ماتت امي لاننا لم نستطع تحمل تكاليف علاجها ولكنها حظيت برعاية طبية من مؤسسة جوساب قبل وفاتها. «سلمى»: دخلت مستشفى الاورام وقالوا ان حالتها لا امل فيها .. «فاتن وزوجها»: لا احد لهم .. المتطوعون من مؤسسة جوساب رعوهم 4 اشهر الى ان توفى كلاهما. معهد الاورام : المريض الذي لا امل في شفاء يفضل ان يعيش ما تبقى له مع اسرته ولا شيء في ايدينا. « متطوعوا جوساب : من حق كل مريض مهما كانت نسب شفائه معدودمه ان يحصل على نهاية كريمة.
المرضى التي لم تعد تريدهم المستشفيات، رصدتهم «الصباح» لتتعايش مع آلامهم ومعاناتهم التي وصفوها بإنهم ما كانوا ليفقدوا الامل لو كان هناك من يشاركهم الامل، وهو ما تفعله مؤسسة جوساب لرعاية المرضى المشرفين على الموت، بعد ان قامت المستشفيات بصرفهم، ولم يجدوا سوى الرعاية الطبية ولا القدرة المالية لذلك. فى غرفة صغيرة على احد اسطح مباني منطقة الوراق بالجيزة، يعيش مدحت.م »، 49 عامًا، حيث يعانى من البطالة والالم، يعيش وهو أب ل3 بنات،اكبرهن أرملة ولديها 3 أبناء ومرتبطة بوالدها نفسيا حيث يمثل لها ولابنائها الثلاث السند على حد وصفها، قالت ميادة وهي اكبر بنات الحج مدحت ان اسرتهم تعاني الفقر منذ كانوا صغاراً، قائلة " مرض ابي اتى ليقسم ضهر البعير، بعنا كل شيء ونحن لا نملك شيئاً من الاساس، ذهبنا الى مستشفيات عدة حتى معهد الاورام الذي ترددنا عليه اياماً لا تحصى"، حتى استئصلوا اجزاء كبيرة من اعضائه من كبده ومعدته واحشائه، للتابع : الطبيب طالبنا بأن نأخذه للمنزل ونعيش معه ما تبقى من ايامه المعدوده. واستمرت ميادة في حديثها: اتذكر حينها خرجت ابكي على سلالم معهد الاورام فنحن لا نعرف ما الذي يجب ان نفعله، وحينها اتت وحدثتني فتاة في عمر ال 25 تقريبا وكانت تدعى منى، وقالت ان هناك مؤسسة تدعى جوساب تساعد المرضى المشرفين على الموت عبر رعايتهم في منازلهم. واستطردت: اتصلت بالرقم الذي حصلت عليه من تلك الفتاة ووصفت لهم حالة ابي وحالتنا وفي خلال ايام قليلة كان هناك من يطرق بابا غرفة ابي ومعهم طبيب وكانوا على هذا الحال يعتنون بأبي ويوفرون له العلاج والراحه ويقرأون له القران كما يحب، الى ان توفى بعدها بشهرين تقريبا، مات وهناك من حاول ان يجعل موته كريماً بلا معاناة كالتي كان سيخوضها ان كنا بلا معين. المتطوع محمود عادل 29 عاماً طبيباً عاماً في مستشفى القصر العيني، انضم لمؤسسات رعاية كبار السن منذ كان طالباً في كلية الطب، الى ان عرف عن مؤسسة جوساب وتطوع فيها، قال محمود ان اول حالة كان يراعيها كان يدعى (ع.ب) وكان يعاني من سرطان في الكبد، قدم خلالها محمود عبر مؤسسة جوساب الرعاية المتنقلة حيث يقوم الدعم الطبي بإحضار الاطباء بصفة دورية لمتابعة الحالة وشراء الأدوية وإحضار المحاليل المطلوبة والأدوية اللازمة وتقديم الرعاية الكاملة اللازمة، واصفا المريض انه عانى من إمساك مزمن أدي به الي شبه فقدان للوعي وتوفى بعد ذلك بيومين، واشار محمود ان ما تفعله جوساب ليس فقط رعاية طبية للمرضى الذي تتوقف المستشفيات عن استقبالهم لانهم على مشارف الموت، بل تقوم المؤسسة ايضاً بإحد اهم اركان العلاج وهو الدعم النفسي للحالة ولاسرة المريض بعد وفاته: وتكون اليات هذا الدعم عبر تهيئة المريض نفسياً وبدنياً، وبعد وفاته تقوم المؤسسة بتهيئة الأسرة تدريجياً بعد رحيل الاب من خلال الجلسات المشورية النفسية في إرسال الابنه الي إحدي الجمعيات الأهلية ومساعدتهم في الحصول على عمل، فيكون الدعم نفسياً ومالياً واجتماعيا. سلمى محمد ارملة و أم لشاب في ال19 عاماً وفتاة في ال 17، توفت العام الماضي اثر انتشار مرض السرطان في انحاء جسدها، حكى نجلها للصباح عبر الهاتف اخر ايامها قائلاً: " كانت تعاني امي من سرطان في الثدي الى ان انتشر في مناطق عديدة بالجسم وفي أيامها الآخيرة تم صرفها من مستشفى معهد الاورام، حيث قال الطبيب انه يجب علينا ان نأخذها لتقضي ما تبقى لها من ايام بين اسرتها وفي منزلها، مؤكداً ان لا شيء في ايديهم لفعله مع حالتها الان، ووصف (م.م)اخر ايام والدته : استلمناها وذهبنا للمنزل، لم نكن نعلم ما الذي علينا فعله، ذهبت لمعهد الاورام لاسأل الطبيب وانا في حال يرثى لها من الهم فقال لي عن مؤسسة جوساب التي بالفعل كانت كما سمعنا عنهم، اتوا وامي في حالة اعياء شديد وقدموا الدعم الطبي لها وعندما غابت عن الوعي ذهبنا بها الى المستشفى وقاموا بدفع تكلفة العلاج الكيماوي، وإعطاءها مسكنات للالم التي وصفها لها الاطباء، ولكن الامر لم يتوقف عند هذا فقط " لن ننسى ابداً ما فعلوه من اجل امي، جعلوا اخر ايامها ليست بنفس العذاب التي كانت لتكون فيه. في حالة اخرى علمنا عنها من مؤسسة جوساب السيدة (فاتن .ش) التي كانت تعاني من سرطان الثدي ولم تذهب للعلاج لمدة 4 سنوات الى ان انتشر المرض في جسدها، وذكرت المؤسسة ان "فاتن" لم تتعالج لان ظروف تلك الاسرة كانت سيئة جداً نظراً لان زوجها كان يعاني من فشل كلوي مزمن جعله يتوقف عن العمل، ويصبح مداناً لعدة اشخاص من اجل العلاج والدواء، تبرع احد الجيران بالتواصل مع جوساب نظراً لان الزوجين لم يكن لديهم ابناء، قامت المؤسسة بالتواصل مع الجار ومعرفة العنوان وزيارة الحالتين والذي تبين أن ليس لديهم أولاد وأنهم من افقر الفقراء ويعيشان في منزل متواضع جداً( حجرة وحمام مشترك) في منطقة حكر الوراق بإمبابة. قدم الجوساب المتنقل الدعم الطبي والاجتماعي والنفسي للحالتين من خلال: الدعم الطبي وإحضار طبيب متخصص للحالتين، نقل الزوج حينها الي إحدي المستشفيات القريبة لعمل التحاليل اللازمة وتم إعطاء المسكنات اللازمة للزوجة ونقلها إلي المستوصف الصحي المسئول عن رعاية حالات مرضي السرطان، ووفقاً لموظف المؤسسة اشار الى انهم قاموا برعايتها لمدة 4 اشهر عبر الدعم الاجتماعي والنفسي عبر استقطاب متطوعيين لنقل الحالتين الي المستشفي ومتابعتهما، و تهيئة البنية التحتية للمكان و دهان الحوائط وإحضار مراتب جديدة، وتجهيز أوراق لعمل معاش من التضامن الاجتماعي للزوج، ولكن الامر لم يتم حيث توفي الزوج بعد وفاة زوجته بيومان. تشارك مؤسسة "جوساب" لتنمية المجتمع عبر رعاية المرضى الميئوس من شفائهم كالمشرفين على الموت هذا ما قالته الدكتورة تنديار سمير مديرة المؤسسة، مشيرة الى ان مؤسسة جوساب تهدف إلى نشر التوعية بحقوق المرضى الميئوس من شفائهم او (المشرفين على الموت)، من خلال تحسين نوعية الحياة لتلك الحالات المرضية عن طريق توفير الرعاية الكريمة لهم، مع التركيز على الجوانب النفسية والاجتماعية لتخفيف آلامهم ومعاناتهم بشكل عام والعمل على توعية ذويهم بما يناسب حالة المريض، وقالت الدكتورة تنديار إن مؤسسة جوساب لتنمية المجتمع هى مؤسسة مصرية خيرية مشهرة برقم 7800 منذ عام 2010 بموافقة وزارة الشئون الاجتماعية، مشيرة الى ان المؤسسة تعمل فى مجال خدمة الحالات المرضية الميئوس من شفائها بالمجان، واكدت ان الخدمة التي كانت عبر رعاية المرضى في منازلهم سيضاف اليها خدمة ثابتة قريباً حيث يتم انشاء دارا لرعاية ومستشفى المرضى الذين لا يجدون مكاناً لعلاجهم قبل وفاتهم. الدكتور خالد أبو العين، أستاذ أمراض الدم والتحاليل، بمعهد الاورام بالقصر العيني، وصف ان صرف بعض المرضى ليس امراً لا إنسانياً ولكنه يتم بعد التأكد بإن المريض تبقى على حياته اياماً معدودات ونخبر اسرته، من اجل ان يلتفوا حوله في ايامه الاخيرة بالاضافة الى انه يتم وصف ادوية مسكنه للمريض، والامر يتم لان المعهد كان ستقبل ما يقرب 1000 حالة لمرضى السرطان سنويًا، بينما اصبحنا نستقبل الان حالات بين 20 ألفًا و25 ألفًا سنويًا، ومن اجل انقاذ هؤلاء علينا توفير اسرة من اجل المرضى القادمين، وعدم تعريضهم للوصول الى ما وصل اليه من انتشر السرطان في اجسادهم وفُقد الامل في شفائهم.