أظرف مغلقة لوفد من مربى الدواجن فى اجتماع بمكتب رئيس قطاع الإنتاج الحيوانى.. والوفد يرفضها لم يقتصر الفساد فى وزارة الزراعة على نظرية «العمل فى المنطقة المظلمة»، بالحصول على الرشاوى، فى الخفاء، بعيد عن الوزارة، بل امتد الأمر إلى تقديم الرشوة فى المكاتب الرسمية للوزارة، والمصيبة الأكبر أن الراشى مسؤولون ب»الزراعة»، حين ذهب إلى الوزارة وفد من «مربى الدواجن» لوضع حد لأزماتهم، وعلى رأسها الأمصال المستوردة «القاتلة للطيور». وفد مكون من 6 ممثلين عن مربى الدواجن، ضم هشام معبد رئيس الجمعية المصرية لمربى الدواجن، وعبد الخالق النويهى نائب الجمعية، وعبد العزيز إمام، موظف بالقطاع، باعتباره مربى دواجن وليس موظفا بالوزارة، وآخرين من مربى الدواجن، تحدد لهم موعد رسمى للقاء رئيس قطاع الإنتاج الحيوانى بالوزارة، ممثلا عن الوزير، لارتباط الوزير فى هذا اليوم بحضور حفل تخرج دفعة جديدة من كلية الشرطة مع الرئيس. فى الساعة 12.30 من ظهر ثلاثاء الأسبوع الماضى، وصل الوفد إلى مقر الوزارة، وصعد إلى الطابق الثانى بديوان الوزارة، حيث مكتب الدكتور خالد توفيق رئيس قطاع الإنتاج الحيوانى بالوزارة، الذى كان فى استقبالهم مع عدد من المسؤولين الآخرين بالوزارة، على رأسهم ممثلين عن معهد صحة الحيوان والخدمات البيطرية ورئيس غرفة الدواجن الدكتور سيد عبد العزيز؛ لمناقشة أزمات مربى الدواجن، ونفوق 90 فى المائة من الدواجن بالمزارع، على مستوى الجمهورية. بعد انتهاء الاجتماع الذى قارب 3 ساعات من الواحدة ظهرا إلى الساعة الرابعة عصرا، تفاجأ الوفد بتوزيع المسؤولين بوزارة الزراعة لأظرف بيضاء مغلقة عليهم، واكتشفوا أنها مبالغ مالية قدمها لهم المسؤولون باعتبار أنها «بدل تعب أو بدل عمل»، لكن مُربى الدواجن رفضوا هذه المبالغ المالية التى اختلفت من ظرف لظرف، ووصلت إلى 200 جنيها، بينما قبلها أحد نقباء الفلاحين، الذى حضر الاجتماع أيضا. التفاصيل وفقا لعبد الخالق النويهى نائب رئيس الجمعية المصرية لمربى الدواجن، وأحد أفراد الوفد، هى أن المسؤولين، أشاروا لهم بالانتظار لأن هناك شىء لهم، وبالفعل جاءت موظفة فى يدها قائمة بأسمائهم ليوقعوا أمامها، ليأخذ كل حاضر منهم ظرفا مغلقا بعد التوقيع، وخرج المربون بالفعل من مكتب رئيس القطاع ليفاجأوا بأن هذه الأظرف بها مبالغ مالية وليست أورقًا تخص الاجتماع، ليعدوا إلى المكتب، ليردوا الأظرف بما فيها من مال. واضاف نائب رئيس الجمعية المصرية لمربى الدواجن أن مسؤولى الوزارة لم يكتفوا بتقديم هذه الأظرف المغلقة التى اعتبرها أعضاء الوفد رشاوى لهم، لكنهم أيضا حاولوا استقطاب أعضاء الوفد، بقدرتهم على حل أزماتهم فى جو من السرية، فى سبيل ترك القضية، قائلا «مسؤول منهم قال لي: (تعالى على جنب وهنساعدك فى حل مشاكلك)، ورديت عليه (أنا قادم إلى هنا من أجل مطالب صناعة كاملة وليس لمطلب شخصى أو لمجموعة، ولا نريد منك شيئا إلا مطالبنا ولا نريد الخداع والمساومة، وإذا لم تخرج الوزارة بخطة لحل أزمات المربين سنشن هجوما عليها وعلى فسادها». تمثلت مطالب ممثلى الدواجن وفقا لمذكرة تقدم بها الوفد للوزارة، فى (حل أزمة الفيروسات والتحصينات المستوردة غير المطابقة للعترات الموجودة فى مصر، وإنتاج بديل مصرى مناسب، وحل ازمة ارتفاع أسعار العلف لكونه مستوردا، وخسارة هذه الأموال فى نفوق الدواجن، وفشل الطب البيطرى ودوره فى منظومة الأمان الحيوى، واكتشاف الأمراض والعترات الموجودة بالبلاد وعمل الأمصال المناسبة لها). وشملت المذكرة: تحسين العمل بصندوق التعويضات، طالبوا بتعديل بنود الصرف منه؛ لتعويض المرى فى حالة خسارته من الفيروسات وعمل آليه منظمة لطرق الصرف، وتفعيل دور قطاع الإنتاج الحيوانى والداجنى فى الرقابة على جميع مستلزمات الإنتاج من كتكوت وعلف وأدوية وإضافات أعلاف وترخيص المزارع. وأكد الدكتور عبدالجليل الجوهرى، رئيس قسم أمراض الدواجن بالطب البيطرى جامعة كفر الشيخ، نفوق ما يقرب من 80 فى المائة من الدواجن نتيجة الأمصال واللقاحات الفاسدة، التى توزعها الشركات الخاصة بغطاء من وزارة الزراعة، مضيفًا «هذه الأمصال غير مطابقة للمواصفات، وأدت إلى خراب ودمار مزارع صغار مربى الدواجن».