ارتفعت أسعار الدواجن في الآونة الأخيرة نظرًا لموجة البرد الشديدة التي تشهدها البلاد، وأدت إلى نفوق عدد كبير من الدواجن داخل المزارع بنسبة تتعدى ال80% تقريبًا، إضافةَ إلى انخفاض المعروض في الأسواق بسبب تراجع الإنتاج، نتيجة انتشار الأوبئة ونشاط الفيروسات بين الطيور في المزارع. وفي هذا السياق رصدت «الفجر»، آراء بعض المتخصصين عن أسباب تلك الأزمة، والآثار المترتبة عليها. استيراد الطيور سبب انتشار العدوى أكد الدكتور عبد العزيز السيد، رئيس شعبة الثروة الداجنة بغرفة القاهرة التجارية، أن سعر الكيلو للدواجن البيضاء بلغ 15 جنيهاً بالمزرعة ووصل إلى 19 جنيه للكيلو بالأسواق، بينما ارتفع البلدي إلى 20 جنيهاَ بالمزرعة وفي السوق قفز إلى 25 جنيهاَ. وأضاف السيد، أن مرض سرطان الطيور متواجد منذ سنوات، بينما يظل السؤال في التعرف على أسبابه في هذا الوقت، الأمر الذي يرجع إلى استيراد أمهات الدواجن من أمريكا أو فرنسا مصابة بالمرض، مما جعله ينتشر مرة أخرى وينقل العدوى بين الطيور، موضحًا أهمية تعويض المربيين عند التوصل لتحديد القطعان المصابة المستوردة، لأن هذا الدور يقع على المعمل المركزي لصحة الحيوان الذي يختص بتحاليل الطيور المستوردة قبل دخولها للأسواق. الفيروس ضرب العديد من المزارع وقال محسن المنياوي، عضو اتحاد منتجي الدواجن، إن فيروس «إيدز الدواجن» ضرب العديد من مزارع مربي الدواجن، لافتاَ إلى أن المحافظة بها آلاف الدواجن المعرضة للهلاك بسبب انتشار الأوبئة وعدم القدرة على مواجهة الأزمات من جانب وزارة الزراعة. وأضاف المنياوي، أن الفيروس ظهر منذ عدة أيام وكافة الأعراض التي تظهر على الدواجن، تختلف كليًا عن أي من الأعراض الخاصة بفيروس أنفلونزا الطيور أو الخنازير، مشيرًا إلى أن مصر أصبحت منبعًا للأمراض الوبائية في ظل نقص الأمصال وغيرها من اللقاحات التي تساعد على زيادة معدل النمو، مطالبًا الطب البيطري التابع للوزارة بضرورة التدخل لحماية مليارات الاستثمارات. استغاثات يومية بلا جدوى وأشار علي الدهراوي، مدير الشركة العمومية للدواجن بالمنصورة، إلى أنه يوجد بالمزارع اليوم نسبة أكبر من مصابي الدواجن بالفيروسات، مؤكدًا أن أصحاب المزارع يوجهون استغاثات يومية منذ انتشار المرض، ولا يوجد أي تحرك من قبل المسؤولين والطب البيطري للتصدي لهذه الفيروسات حتى الآن. ويذكر أنه رغم إحصائيات وزارة الزراعة حول وجود حوالى 29 ألفًا و300 مزرعة قادرة على إنتاج مليار و300 مليون دجاجة، إلا أن تلك المزارع تعمل بنصف كفاءتها، حيث يصل الإنتاج الفعلي إلى 615 مليونًا، وهو ما يعني أن نصف تلك المزارع لا تعمل، ويرجع السبب في ذلك إلى خروج بعض هذه المزارع من المنظومة تخوفًا من الأمراض الوبائية وارتفاع تكلفة الإنتاج. وكانت قد وصلت حجم الخسائر لدى المربيين بنسبة 10%، بعد انتشار سرطان الطيور ومرض إيدز الدواجن، وهو ما يهدد قطاع الثروة الداجنة في مصر، التي يبلغ حجم إنتاجها نحو 6 مليارات جنيه.