مسئول أمريكى سابقل «الصباح »: هيلارى وترامب سيحصلان على معلومات عالية السرية الولاياتالمتحدة لديها عملاء فى كل أنحاء العالم تحت غطاء دبلوماسى ترامب لايستطيع حفظ لسانه عن نشر الشائعات وترويج المؤامرات بعد أن صار دونالد ترامب هو المرشح الرسمى لرئاسة الولاياتالمتحدة عن الحزب الجمهورى، أصبح بإمكانه تلقى إفادات استخباراتية أمريكية سرية، تشتمل على بعض المعلومات الحساسة التى تقدم للرئيس باراك أوباما، فى المكتب البيضاوى. هذه الحقيقة جعلت العديد من جواسيس الولاياتالمتحدةالأمريكية وعملائها حول العالم يتصببون عرقًا، فالمرشح الجمهورى المتطرف الذى لا يستطيع حفظ لسانه عن نشر شائعات والترويج لنظريات المؤامرة طول الوقت سواء على «تويتر» أو على شاشات التليفزيون الرسمى، فما بالك بأسرار أثبت بالفعل مسبقًا أنه غير قادر على كتمانها؟ وعبر مسئول كبير سابق بالمخابرات الأمريكية كان قد شارك فى عملية إطلاع المرشحين للرئاسة عن قلقه الشديد ف«ترامب، حسب كلامه، يتحدث بارتجالية ومن المتوقع منه أن يقول أيًا من المعلومات التى سيطلع عليها فى أى وقت أو مؤتمر». وعلى عكس منافسته، وزيرة الخارجية السابقة هيلارى كلينتون، التى من المتوقع أن تحصل على نفس الإفادات قريبًا بعد أن اقتربت من حسم ترشحها رسميًا عن الحزب الديمقراطى، فإن ترامب لم يجلس أبدًا فى اجتماعات خاصة مع عدد من محللى الاستخبارات الأمريكية من قبل، كما لم يطلع بشكل سرى على آخر مكائد داعش أو القاعدة، أو الجهود التى تبذلها دول صديقة لكشف عملاء واشنطن لديها أو محاولات حكومات أجنبية لاختراق الولاياتالمتحدة. كما أن فريق مستشارى ومعاونى ترامب غير معروفين إلى حد كبير وقد لا يمكنهم مساعدته لتأطير ما يعرفه وكتم ما يطلع عليه، كما أن ترامب أيضًا ليس قيد تحقيق فيدرالى بسبب احتمال تسرب أسرار من بريده الإلكترونى، كما يحدث مع منافسته «الديمقراطية». وبينما قال مسئول استخباراتى بارز سابق «الأمر ليس مقلقًا، فمن غير المعقول أن يتحدث ترامب علنًا عما يفترض أن يبقى فى الغرف المغلقة»، قال مسئول حالى آخر «الأمر مخيف بالفعل» متسائلًا عما إذا كان ترامب سيحترم الأسرار الوطنية ولن يستخدمها لمصلحته الانتخابية؟ وبينما رفض مسئولو الحملتين التعليق على الأمر، كان عدد من المسئولين الاستخباراتيين السابقين والحاليين يعبرون عن قلقهم. ومنذ عام 1952 بدأ المرشحون للرئاسة فى تلقى إفادات استخباراتية سرية، بعدما أذن الرئيس هارى ترومان لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية بتقديم إفادات بمعلومات سرية لكل من دوايت أيزنهاور وأدلاى ستيفنسون المرشحين وقتها للرئاسة. هارى ترومان، الذى تولى رئاسة الولاياتالمتحدة عام 1945 بعد وفاة فرانكلين روزفلت، تفاجأ بعدد من التفاصيل المهمة حول الأمن القومى، كانت قد أخفيت عنه وقتما كان نائبًا للرئيس. السيناتور الأمريكى آدم شيف كبير الديمقراطيين فى لجنة الاستخبارات فى مجلس النواب، فى اتصال مع «الصباح» أكد أن «عملية تقديم إفادات استخباراتية إلى كلا المرشحين الرئاسيين هى إجراء مهم»، مؤكدا أنه «من السابق لأوانه فى حالة دونالد ترامب أن نعرف هل هناك شىء آخر أفضل يمكن فعله؟». من جانبه صرح مدير الاستخبارات جيمس كلابر بأن «هناك بالفعل خطة موضوعة لإحاطة كلا المرشحين بالمعلومات المهمة بالأمن القومى الأمريكى، وبعد نوفمبر القادم عندما يعرف من هو الرئيس المنتخب ستكون الإحاطات أكثر تفصيلًا وأكثر كثافة»، وأكد أن «هذه العملية ستتم فى منشآت آمنة بالتنسيق مع ما يلائم المرشحين». وكان أوباما، قد تلقى فى 2008 من مدير الاستخبارات وقتها مايك ماكونيل، الإحاطات الخاصة بالأسرار القومية فى مبنى مكتب التحقيقات الفيدرالى فى شيكاغو. وأضاف كلابر أن «مكتبه قام بالفعل بالإعداد للأمر، والمسألة تخضع لإشراف على أعلى مستوى للتأكد من أن الجميع يحصل على نفس القدر من المعلومات، وكل شىء يتم بما يضمن الحماية الأمنية الكاملة للمصادر وأساليب الحصول على المعلومات». ووفقًا لأحد المصادر الخاصة ب«الصباح» والمطلعة على هذا الشأن، فإنه «نسخة مختصرة تقدم لكلا المرشحين من الملخص الذى يقدم للرئيس الأمريكى باراك أوباما والتى توضح العديد من التهديدات الحالية والمحتملة للأمن القومى، وأيضًا ما يتعلق بالقضايا أو المناطق محل الاهتمام أو القلق الأمريكى، ولكن هذه النسخة ستكون مجردة من المعلومات الأكثر حساسية عن العمليات الجارية والمسئولين عنها ومصادر المعلومات، سواء الجواسيس أو العملاء». المصدر أكد أنه من الممكن عدم تقديم إفادات عن شئون بعينها ولكن فى حال إخفائها عن أحد المرشحين، فبالتأكيد سيتم إخفاؤها عن الآخر، مضيفًا «بالفعل هناك مسئولون بارزون داخل الدوائر الأمنية والاستخباراتية العليا، قلقون إزاء إطلاع ترامب على تفاصيل تتعلق بالمسلمين أو العرب، يمكن أن يسىء التصرف بها أو يسىء بها للولايات المتحدة». وحين سؤاله عن: ما الذى من الممكن أن يطلع عليه كلا المرشحين فيما يخص مصر، أجاب «القاهرة هى نقطة التقاء مركزية لعدد من القضايا المهمة، مع الاهتمامات الأمريكية، وخاصة فى قضايا الإرهاب والشرق الأوسط، ومن المؤكد أنه سيجرى إطلاع المرشحين على أن هناك قضايا لا يمكن المساس بها، وخاصة تلك المتعلقة بالتعاون فى مكافحة الإرهاب، وأيضا هناك الملفات الخاصة بالفصائل الفلسطينية، التى تضطلع القاهرة بقدرات أكبر فى التواصل معها»، مضيفًا أن للولايات المتحدة فى كل دول العالم تقريبًا عددًا من العملاء يعملون تحت مظلات أخرى، منها الدبلوماسى، وهناك أيضًا مصادر المعلومات الخاصة بواشنطن، سواء فى دوائر السلطة فى بعض البلدان أو فى دوائر محورية تتعلق بشئون تمثل مصدر اهتمام لأمن الولاياتالمتحدة القومى واستراتيجياتها حول العالم. بينما أكد تيم نفتالى خبير الاستخبارات وأستاذ فى جامعة نيويورك ل«الصباح» أن هيلارى وترامب سيحصلان بالأساس على ملخص عالى السرية، لكنه فى نفس الوقت لن يحتوى على مفاتيح تلك الأسرار Code Word Information. وأضاف أنه يشك فى إمكانية حصولهما على أى معلومات عن الأسلحة النووية، لكنها ستكون مناقشات مفتوحة عن الشئون العالمية والتهديدات التى توجه للأمة الأمريكية». يذكر أنه بعد الانتخابات الأمريكية مباشرة، سيتم إطلاع الرئيس المنتخب بشكل كامل على نفس المعلومات التى يطلع عليها الرئيس الحالى وسيبدأ هو وفريق من موظفيه ومعاونيه فى الانتقال لمكاتب خاصة ومجهزة وآمنة داخل البيت الأبيض. وأفاد نفتالى بأنه بشكل شخصى يرى من الناحية السياسية أنه من الأفضل ألا يعرفوا شيئًا، و«بمجرد حصول المرشحين على المعلومات الرئيسية سيدركون أنه لا توجد إجابة لكل مشكلة، وستفند معرفتهم ببواطن الأمور الكثير من مواقفهم فيما يتعلق بالقضايا الداخلية أو الشئون الدولية».