فى تفاصيل حياة المصريين كثير من الحكايات، يروونها جيلاً وراء الآخر حول أولياء الله الصالحين، بل وينسجون أشياء كثيرة من خيالهم عن القدرات الخارقة لهؤلاء الأولياء حتى لو كانوا من يتبركون بهم غير معروف أصولهم أو مجهولى الهوية. فى محافظات مصر وقراها ونجوعها لا يختلف المشهد ولا تختلف الروايات عن هؤلاء الأولياء، قد تجد سيدة تتمسح فى مقامٍ محاطٍ بحواجز خشبية وإضاءة خضراء، طالبة أن يفك كربها أو أن يتوسل إلى الله كى يساعدها فى زواج ابنتها أو شفاء ابنها. رجل خمسينى يتمسح بالحواجز الخشبية، ثم يمسح رأسه وثيابه ووجهه بيده، رافعًا يديه لأعلى، داعيًا الله بكلمات، يلحقها بعبارة «بحق هذا الولى » أو «بحق أوليائك .» مشاهد عدة لا تقتصر على مقامات القاهرة الشهيرة، بل تنتشر بكثرة فى المحافظات، وأصحاب معظم هذه المقامات مجهولون وبعضها قيل إنه ليهودى، وثان لمسيحى، وثالث اختلفوا عليه.. «الصباح » خاضت جولة فى عدد كبير من المقامات، مجهولة الهوية. راكب الحجر الضريح الطائر هذا الضريح الموجود فى شمال القاهرة بجوار بئر يدعى الأهالى أنها تعالج العقم، هو لشخص اسمه الحقيقى محمد راتب الحجر، توارث أهالى المنطقة قصته، وهى باختصار أن الشيخ كان يسكن فى قرية مجاورة للمكان الحالى ثم توفى ودُفن وفى صباح اليوم التالى حدثت المعجزة حين فوجئ الأهالى بأنه طار بقبره واستقر فى هذا المكان فأطلقوا عليه راكب الحجر غريب وطيب فى محافظة المنوفية بشبين الكوم تحديدًا،يردد الأهالى اسم الشيخ غريب، وتخصصه علاج أمراض وآلام العظام.، إلا أن داخله جثة لشاب لا يتعدى 15 عامًا مجهول الهوية، وجده الأهالى فدفنوه وكثرت المقابر حوله، فأصبح القديسون واليهود قبل المسلمين يذهبون لما أشيع عنه من شفاء الأمراض والآلام، ووفق خادم الضريح يفد أكثر من 100 ألف زائر لهذا الضريح سنويًا. الشيخ اليهودي ضريح الشيخ محمد اليعقوبى يقع فى قرية أبو صير مركز إطسا بالفيوم أيضًا، روايات الأهالى تؤكد أنه يهودى، إلا أن البعض الآخر يشكك فيها بسبب النصف الأول من الاسم، وحاول اليهود تحويله إلى أبو حصيرة آخر إلا أن الأهالى تصدوا لهم. الشيخ غراب بالطبع مدينة الألف مئذنة لم تخلُ من الأضرحة مجهولة الهوية، فالشيخ غراب فى منطقة حدائق القبة خير دليل على ذلك، وبسؤال أهالى المنطقة عن ماهية الشيخ غراب رجح البعض وجود شيخ صالح توفى فى هذا المكان وجاء غراب وأخذ ينبش فى الأرض فتم بناء المسجد ودفن فيه، وأرجع البعض الآخر وجود عسكرى انجليزى قتل فيه وتم دفنه، على الرغم من تغيير اسم المسجد من قبل الحى إلى«مسجد الرحمن » لعدم ثبوت من هو الشيخ غراب من الأساس. اللصان والحمار بما أن الفيوم من أكثر المحافظات التى انتشرت فيها الأضرحة المجهولة، يبقى سعد وسعيد «الضريح الثنائى هو الأكثر غرابة، لعدم علم الأهالى قصتهما، لكنهم يعتبرونهما أولياء صالحين يتباركون بهما، لكن بعض الأهالى أكدوا أنه كان هناك لصان مات حمارهما فقاما بدفنه وأشاعوا أن له كرامات، للاستفادة من النذور. لغز مريم ضريح الشيخة مريم من أشهر الأضرحة مجهولة الهوية فى الفيوم، يقع فى وسط البلد، معظم الأهالى لا يعرفون شيئًا عن ديانتها فالبعض يؤكد أنها قبطية والبعض الآخر يرى أنها مسلمة، ولا يعرفون حتى سبب بناء هذا الضريح، إلا أنهم يتداولون الأخبار عن كراماتها وقدرتها على شفاء المرضى وحل العنوسة.