الشناوى: منة شلبى وهنا شيحة وناهد السباعى.. نجمات لا يمتلكن عوامل جذب الجمهور حنان شومان: وجود مخرج كبير على رأس العمل لا يعنى نجاحه لدى الجمهور تبقى دائمًا معادلة شباك التذاكر والقدرة على المواجهة والمنافسة للفوز بنصيب من كعكة إيرادات الموسم السينمائى هى المعادلة الأهم فى صناعة السينما، فبدون إيرادات يحدث الخلل فى الصناعة، ودائمًا وأبدًا يحكم شباك التذاكر عوامل لا يستطع أيًا من كان تجاهلها لتحقيق الربح بأعمال تجارية قادرة على جذب الجمهور، تلك العوامل تكوت عادة بعيدة عن ما يعرف بسينما «المهرجانات» أى الأفلام التى يسعى صناعها للفوز بجوائز فى مهرجانات دولية، تلك النوعية من السينما المهمة والمقدرة عالميًا بعيدة كل البعد فى مصر عن حلم المنافسة على شباك التذاكر لأنها لا تحمل للمشاهد عوامل الجذب التى يراها فى الأفلام التجارية فيعزف عن مشاهدتها ويذهب مسرعًا إلى الشباك المجاور لحجز مقعد لمشاهدة نجمه المفضل حتى لو كان هذا النجم يقدم شخصية «بلطجى» أو مغن شعبى.. وأفلام المهرجانات عادة لا تعتمد على هذا النجم الأوحد القادر على جذب الجمهور بينما تكون القصة والسيناريو وأداء الأبطال واسم المخرج هى العوامل الأهم لنجاح تلك الأعمال، وهو ما حدث بالفعل هذا الموسم مع ثلاثة أفلام نالت إحداها عدة جوائز من مهرجانات سينما دولية مثل جائزة أحسن ممثلة لمنة شلبى من مهرجان دبى السينمائى الدولى عن دورها فى فيلم «نوارة» للمخرجة هالة خليل، إلا أنه على الرغم من تلك الجوائز إلا أن الفيلم لم يحقق سوى مليون و700 ألف جنيه، وكذلك فيلم «حرام الجسد» لخالد الحجر وبطولة ناهد السباعى فلم تتجاوز إيراداته حاجز 300 ألف جنيه وهو الأمر الذى جعل منتجه جابى خورى يقرر رفعه من السينمات بعد أيام قليلة من عرضه، وكذلك لم يحقق فيلم «قبل زحمة الصيف» لمحمد خان وبطولة هنا شيحه سوى 400 ألف جنيه فقط فى شباك التذاكر منذ عرضه.. تلك الأزمة يعانى منها الكثيرون من صناع السينما الذين يحاولون فرض أسلوبهم الراقى فى التعامل مع السينما على الجمهور إلا أنهم لا يجدون إلا التجاهل الكبير من المشاهد الذى ذهب مباشرة إلى دور العرض لحضور أفلام تجارية أخرى هى «هيبتا» و«اللى اختشوا ماتوا» و «حسن وبقلظ» و«فص ملح وداخ» مما تسبب فى حالة انهيار إيرادات لتلك الأفلام على الرغم من جودة صناعتها وتفوق صناعها على أنفسهم مخرجين كانوا أو ممثلين. وعن تلك الظاهرة الأبدية يقول الناقد طارق الشناوى: الأزمة الحقيقية فى تلك الأفلام هى خلوها من نجم الشباك، وهو ذلك الفنان القادر على تحريك المشاهد وجذبه إلى دار العرض لشراء تذكرة لحضور فيلمه، مشيرًا إلى أن منة شلبى فنانة رائعة لكنها لا تمتلك نجومية الجذب للشباك، لذلك لم يحقق فيلم «نواره » إيرادات قوية، الأمر نفسه فى «حرام الجسد» و«قبل زحمة الصيف» فلا تمتلك هنا شيحة ولا ناهد السباعى أى ملامح من النجومية لجذب الجمهور فهما أقل بعدة درجات عن منه شلبي».. ويضيف الشناوى: إذا توافرت فى تلك الأعمال عوامل الجذب الجماهيرى وأهمها وجود نجم يسعى الجميع لمشاهدته فبالتأكيد وقتها الأمر سيختلف كثيرًا وربما تنافس على الإيرادات. أما الناقدة حنان شومان فترى أنه لا يوجد عمل سينمائى يقدم للجمهور جميعًا، ووجود مخرج كبير ذى قيمة على رأس العمل ليس شرطًا لإقبال الجمهور على العمل، لأن السينما هى ذوق شخصى لكل مشاهد يتغير باختلاف الطبقات والثقافات، موضحة أن هناك أفلامًا تحصد جوائز من مهرجانات دولية كثيرة لكنها لا تحقق أى مردود مادى كبير، وكذلك هو نفس الأمر فالأفلام التى تنافس على قمة الإيرادات لا تصل إلى تلك المكانة بالتكريم فى المهرجانات الدولية لأنها أعمال لاستهلاك الجماهيرى فقط. وأضافت لا أستطيع الجزم بسقوط تلك الأعمال خاصة أنها استطاعت الصمود فى السينمات لفترة، لكن الأزمة الحقيقية فى رأيى أن بعض تلك الأفلام مثل «نوارة» و«حرام الجسد» تقدم موضوعات تمس الثورة، فهل مازال الجمهور لديه الرغبة فى مشاهدة أعمال عن الثورة ؟ هذا هو السؤال الأهم الآن وربما كان هذا هو سبب تراجع إيرادات تلك الأعمال.