تمرير سهل للحكومة ومنحها الثقة..ولائحة غير دستورية..وخناقات بين الأعضاء تشكيل الائتلافات لصالح دعم مصر وانسحاب النواب من الجلسات..وسوء الإدارة ما يزيد عن 90 يومًا مرت على جلسات مجلس النواب، ورغم ذلك لم يقدم نواب البرلمان أى إنجازات حقيقية تذكر فى التشريع والرقابة حتى الآن، بل كانت أخطاء البرلمان أكثر من حسناته. الأخطاء الكثيرة هزت ثقة الشعب فى النواب الذين اختاروهم لتمثيلهم تحت القبة، مما دعا د. على عبدالعال رئيس البرلمان الى أن يدافع عن المجلس أكثر من مرة قائلًا: «من الظلم الحكم علينا خلال هذه الفترة.. نحن قدمنا إنجازًا للشعب المصرى بإعداد اللائحة الداخلية وتمرير القرارات بالقوانين الصادرة فى غيبة البرلمان. «الصباح « رصدت الخطايا العشر للبرلمان فى 90 يومًا، نبدأها من مشروع اللائحة الداخلية للمجلس الذى يواجه شبهة عدم الدستورية، وقال الدكتور عفيفى كامل، عضو مجلس النواب، وأستاذ القانون الدستورى، إن مشروع اللائحة الداخلية للمجلس به مواد غير دستورية. وأضاف أنه فيما يخص المادة المتعلقة بإدراج ميزانية مجلس النواب رقم واحد فى موازنة الدولة، فإنها تخالف الدستور لأنه لا ينص على إدراجها رقم واحد، وبالتالى النص على ذلك فى اللائحة غير دستورى، وطالب بأن يراجع الجهاز المركزى للمحاسبات ميزانية مجلس النواب لتحقيق الشفافية والنزاهة. الخطأ الثانى الذى ارتكبه نواب البرلمان كان عزل النائب السابق «توفيق عكاشة» على خلفية لقائه بالسفير الاسرائيلى فى مصر بالمخالفة لنصوص لائحة المجلس بغض النظر عن اتفاقنا أو اختلافنا مع تصرف عكاشة، وقال النائب سمير غطاس، إن البرلمان قد ارتكب أخطاء أثناء تعامله مع أزمة النائب البرلمانى السابق توفيق عكاشة، مشيرًا إلى أن عكاشة حرم من حقه فى الطعن على قرار إسقاط عضويته وهو أمر غير قانوني. قيام النائب كمال أحمد، بضرب النائب السابق توفيق عكاشة بالحذاء تحت قبة البرلمان كان خطأ جديدًا، رد عليه النائب إلهامى عجينة قائلًا: إنه رغم اعتراضه على سلوكيات عكاشة، إلا أنه يرفض ما تم بضربه بالحذاء تحت قبة البرلمان، مشيرا الى أن الاعتداء عليه هو اعتداء على كل نائب بالبرلمان، وانه كان ضد التوقيعات التى جمعها النواب لوضع حذاء النائب كمال أحمد فى متحف البرلمان. وسببت موافقة «دعم مصر» على المادة 97 من اللائحة الداخلية لمجلس النواب، والمعروفة بمادة تشكيل الائتلافات، العديد من ردود الفعل الغاضبة، ومنها انسحاب النائبين هيثم الحريرى، وفؤاد أباظة من الجلسة، وذلك بعد إصرار دعم مصر على أن يكون تشكيل الائتلاف بنسبة 25 فى المائة، بدلاً من 20 فى المائة، وهو ما قال عنه النائب أحمد طنطاوى: إن الإصرار على تشكيل الائتلافات البرلمانية بهذه النسبة أمر مبالغ فيه، وكأن المادة مفصلة لصالح ائتلاف دعم مصر، مضيفًا إنه لا يليق بمصر أن تكون أحادية الجانب فى البرلمان، وهو ما يستوجب السماح للمستقلين، بتشكيل الائتلافات، والسماح لهم بممارسة دورهم. الخطأ الخامس يتعلق بسوء إدارة الجلسات من قبل رئيس المجلس، ويبقى النائب «احمد طنطاوى» من أهم من غضبوا من طريقة ادارة عبدالعال للبرلمان، حيث شهدت احدى الجلسات، واقعة طرد للنائب، بعد موافقة المجلس على إخراجه، أثناء مناقشة قانون تنظيم الطعن على عقود الدولة، بسبب عدم منحه المزيد من الوقت لإكمال كلمته وشرح سبب اعتراضه على القانون، وتوالت بعدها الانسحابات اعتراضًا على إدارة الجلسة، وكان من المنسحبين النائب أحمد الشرقاوى وبعده النائب سعيد الحفنى، وبالعودة الى النائب احمد طنطاوى مجددًا فقد شهدت العلاقة بينه وبين رئيس المجلس العديد من المشادات، على أثر ارتداء الاول ل تى شيرت اعترض عليه رئيس المجلس قائلًا «احنا مش فى ملعب كورة» وهو ما رد عليه طنطاوى بأنه لا يوجد فى اللائحة والقانون ما يلزم النائب بزى معين. تشكيل اللجان بطريقة مخالفة للقانون واحد من أشهر الخطايا التى وقع فيها البرلمان وتسببت فى استقالة النائب المعين سرى صيام، وقال المستشار المستقيل وقتها إن رئيس المجلس تصرف بشكل خاطئ، وانفرد لنفسه بالقرار حول طريقة المناقشة. فقدان الشعب للثقة فى المجلس الذى اختاره للتعبير عنه كان واحدا من أبرز أخطاء المجلس، وتساءل النائب أنور السادات عن صاحب المصلحة فى تعطيل عمل البرلمان، وهو الأمر الذى يثير سخط الشعب ويجعل البرلمان عاجزًا عن التعامل مع التزامات دستورية عاجلة، معتبرًا أن هذا التعطيل المتعمد توجه خاطئ يضر أكثر مما يفيد، فالدولة تظل هى المسئول الأول عن قضايا الشعب والبرلمان مجرد أداة أو وسيط. كما شهد المجلس العديد من المشاحنات بين الأعضاء التى تعطى انطباعًا سيئًا لدى المتابعين من الشعب، فقد بدأت جلسات المجلس بخلافات حول طريقة حلف القسم من النائب مرتضى منصور، وهو ما رد عليه خالد يوسف بطريقة ثائرة رد عليها منصور بجملة «مين سمحلك تتكلم»، كما شهدت الجلسات ضرب النائب كمال احمد للنائب السابق توفيق عكاشة تحت قبة البرلمان، ويبقى منصور بطل المشادات فهو من قامت مشادة بينه وبين النائبة هالة أبو السعد، على خلفية جمع توقيعات من المجلس لإيقاف برنامج عمرو أديب، والعديد من المشادات الأخرى. أرجو حذف هذه الكلمة من المضبطة، هذا هو الخطأ التاسع للمجلس الذى يتكرر فى كثير من الجلسات، ويرددها رئيس المجلس فى كل جلسة تقريبًا وأبرزها عندما تم اتهام وزير الصحة بأنه وزير فاشل من قبل النائب عمرو أبو اليزيد، وهو ما رد عليه عبد العال بأنه ممنوع تمامًا على النواب التحدث عن الوزراء بهذه الطريقة. الخطأ العاشر لبرلمان التسعين يومًا، يدور حول تمرير عمل الحكومة ومنحها الثقة بعد البيان الأخير فى مجلس النواب حيث قال النائب «أحمد الشرقاوى» إن برنامج الحكومة لا يتعدى كونه متوسطًا، لأنه ارتبط بفترة معينة، ولم يرض البيان المواطن بأى حال، كما أنه لم يتضمن خطة لارتفاع نسبة النمو، والأرقام التى جاءت به والخاصة بالنمو هى أرقام هزيلة.