الاعتماد على اللوبى الإخوانى بالكونجرس والمنظمات الحقوقية والإخوان الأمريكيين لإلغاء مشروع القانون برايس وليهى وكونيرز 3 نواب أمريكيين على علاقة بالتنظيم باعتباره مصدرًا للمعلومات عن الأصولية الإسلامية مطلع العام 2015 وبالتحديد فى الذكرى الرابعة لثورة يناير، خرجت جماعة الإخوان تتحدى النظام ببيان صحفى كان بمثابة استعراض قوة، مستأسدين بعلاقتهم بالكونجرس الامريكى وصُناع القرار داخل البيت الأبيض، ففى هذا الوقت دخل القيادى الإخوانى الدكتور عصام الحداد مساعد رئيس الجمهورية الأسبق مكتب الرئيس الأمريكى باراك أوباما بمفرده لتبادل وجهات النظر، وهى سابقة لم يشهدها تاريخ الدبلوماسية المصرية منذ عودة العلاقة بين البلدين سنة 1974، فلم يحظ مسئول بالخارجية المصرية بفرصة الدخول بمفرده دون مرافق من مستشارى البيت الأبيض إلى مكتب الرئيس الأمريكى، وهو ما أكده وزير الخارجية الأسبق نبيل فهمى، وعليه يصبح السؤال على النحو التالى: لماذا يسعى الكونجرس حاليًا إلى إعلان الإخوان كمنظمة إرهابية فى الوقت الحالى، وما خطة الإخوان للحيلولة دون ذلك؟ تقرير «واشنطن فرى بيكون» «رغم ما يشاع عن علاقة الإخوان بالبيت الأبيض، إلا أن ذلك لم يمنع السيناتور عن الحزب الجمهورى تيد كروز والمرشح للانتخابات الرئاسية أن يجمع فريقًا من الحزبين الجمهورى والديمقراطى فى حملة لجمع أدلة تورط الإخوان فى عمليات إرهابية ودعمها لجماعات تهدد السلام، تمهيدًا لإعداد مشروع قانون يعتمدها منظمة إرهابية»، بحسب ما نشره موقع «واشنطن فرى بيكون» مطلع فبراير من العام 2014، حيث كانت تلك بداية النهاية للوجود الإخوانى بالولاياتالمتحدة. وبعد عام نجحت تحركات كروز التى كانت ذات جدوى، حيث تم اعتماد مشروع قانون يعتبر الإخوان جماعة إرهابية، بعد أن تم تمريره بواسطة اللجنة القضائية بالكونجرس. وفى ذات السياق، يؤكد الدكتور ثروت الخرباوى، القيادى المنشق عن جماعة الإخوان، ل«الصباح» أن «علاقة الإخوان بالغرب واضحة ولا تحتاج إلى سرد، فهناك عرابين لعلاقة التنظيم بالأمريكان وسبق أن فضحوا أنفسهم أمام العالم، وقانون اعتمادهم منظمة إرهابية يعزز من موقف مصر تجاه هذه الجماعة التى سبق أن أعلنتها الحكومة منظمة إرهابية قائمة على خلاف القانون، ولكن فى المقابل لن تقف الجماعة مكتوفة الأيدى أمام قانون جديد بالكونجرس يعتبرها إرهابية، وعليه ستكون هناك لقاءات خلال الأيام المقبلة مع صناع القرار هناك للضغط عليهم». خُطة الإخوان على الجانب الآخر، رصدت «الصباح» تحركات الجماعة وقياداتها الهاربة بالخارج، عبر صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعى، حيث انقسموا إلى فريقين، الأول بقيادة جمال حشمت وهو الذى يرى ضرورة ضبط النفس وتجنب التصعيد غير المسئول ضد حليف قوى كالولاياتالمتحدة، واستغلال التقارير التى أصدرتها منظمات أمريكية تصب فى صالح التنظيم كتقرير منظمة هيومن رايتس ووتش الأخير، وكذلك استغلال حاملى الجنسية الأمريكية من أعضاء الجماعة فى الضغط على متخذى القرار بواشنطن، فى حين يرى الفريق الآخر، ويمثله الدكتور عصام تليمة، مدير مكتب الشيخ يوسف القرضاوى سابقًا، بضرورة التصعيد والتهديد حال تم إقرار القانون والتظاهر ضد واشنطن وأمام البيت الأبيض، إن تطلب الأمر ذلك. وهدد المجلس الثورى، الذى أسسه الإخوان وحلفاؤهم فى تركيا، فى بيان له، قائلًا «المصالح الأمريكية التى يستهدف أعضاء اللجنة التشريعية فى الكونجرس حمايتها، سوف تتعرض لمخاطر المقامرة بها، نتيجة إذكاء مواقف العداء تجاه جماعة الإخوان، فمثل هذه التوصيات والقرارات والمواقف الأمريكية تجعل الأصوات المصرية العاقلة تخفت شيئًا فشيئًا». وعن تفاصيل خطة التنظيم للخروج من الأزمة، أكد الدكتور إبراهيم عبد البارى القيادى المنشق عن الجماعة، مقيم بالخارج، ل«الصباح»، أنه يمكن للإخوان الخروج من الأزمة بثلاثة سيناريوهات محتملة، السيناريو الأول سيتم الاعتماد على التقارير التى خرجت من منظمات غربية أشادت بالجماعة ودورها فى إثراء الحياة السياسية أثناء وجودها بالحكم وما تعرضت لهم عقب فض اعتصام رابعة وحتى اليوم، أما السيناريو الثانى، ويتبناه جمال حشمت، ويعتمد على اللجوء إلى اللوبى الإخوانى بالحزب الديمقراطى، وهنا أقصد على وجه التحديد السيناتور باتريك ليهى الذى طالب من قبل بوقف المعونة العسكرية عن مصر، وقد نجح فى ذلك لبعض الوقت، أما السيناريو الأخير وهو التصعيد من خلال الأعضاء حاملى الجنسية الأمريكية، وهو احتمال ضعيف، لأن عدد هؤلاء لا يتجاوز ال 10 أفراد، وبدا فى هذا الإطار استغلال الحملة التى تم تدشينها للدفاع عن المعتقلين بواسطة المجلس الثورى، فى الدعاية للجماعة». وعن اللوبى الإخوانى داخل الكونجرس، الذى قد يستخدم لمنع تمرير القانون، يؤكد على عبدالرحمن الباحث فى الحركات الإسلامية ل«الصباح»، أن علاقة الإخوان بأعضاء الكونجرس تعود إلى العام 2007 أثناء زيارة السيناتور الديمقراطى ديفيد برايس للقاهرة ولقائه بالرئيس حسنى مبارك، فلم يغادر برايس القاهرة قبل لقاء وفد برلمانى إخوانى ترأسه الدكتور محمد سعد الكتاتنى رئيس الكتلة البرلمانية للإخوان، وتم التنديد بهذا اللقاء وقتها، وامتدت جسور التعاون بين الإخوان والكونجرس حتى أصبح من بين أعضاء مجلس الشيوخ من يمثل الإخوان وهم السيناتور باتريك ليهى عضو لجنة المساعدات والسيناتور جون كونيرز، وكلاهما نائبان عن الحزب الديمقراطى، حيث يتم استخدام الجماعة فى الشرق الأوسط كوسيلة لجمع المعلومات عن الحركات الأصولية المتطرفة. وتعد المنظمات الحقوقية أيضًا «كارت» إخوانيًا رابحًا أمام الكونجرس، بحسب عبد الرحمن، لأنها ساهمت فى تكوين رأى عام دولى ضد مصر فور سقوط حكم الإخوان، وذلك عبر تقارير غير موثقة أظهرت الإخوان بمظهر الضحية، وتأتى فى المقدمة منظمة هيومان رايتس ووتش التى لعبت دورًا كبيرًا فى خلق التعاطف الدولى مع جماعة الإخوان، من خلال عدة تقارير تناولت خلالها وضع الإخوان فى مصر وفض اعتصام رابعة ونزع الحكم من الجماعة والتعدى على الديمقراطية فى مصر، وجميعها تقارير امتازت بالأكاذيب وعدم القدرة على التوثيق. تليها منظمة «المصريون الأمريكيون للديمقراطية وحقوق الإنسان» ومقرها واشنطن ويقودها القيادى الإخوانى أكرم الزند، وكان من ضمن تقاريرها ومطالبها وقف المعونة المقدمة لمصر، وسبق أن أوضحت فى تقرير كاذب أن المصريين يعانون من الأسلحة التى ترسلها واشنطن إلى مصر عبر المعونة المقدمة للجيش المصرى. ويضيف «من ضمن تلك المنظمات أيضًا «الائتلاف العالمى للحقوق والحريات»، الذى أقام عدة مؤتمرات لتدويل قضية الإخوان، وتواصل مع كل المنظمات الحقوقية ذات التأثير حول العالم لكسب التعاطف للجانب الإخوانى». ويؤكد الباحث فى شأن الإسلام السياسى ماهر فرغلى أن «هناك العديد من مراكز الدراسات التى تؤمن بأن الإخوان جماعة إرهابية بالفعل، ولكن هذا لا يمنع أن هناك تيارًا شعبيًا يمثل الغالبية يرى أنها جماعة ليست إرهابية، وقد لعبت بعض المنظمات الحقوقية دورًا كبيرًا فى تشكيل هذا الرأى العام، وهى ضمن لوبى ضخم سيستخدمه الإخوان لإنقاذ قضيتهم، والاستعانة بتقارير تلك المنظمات فى تعديل مسار قضية الإخوان داخل الكونجرس الأمريكى بعد أن نجحت تحركات تلك المنظمات عبر العالم فى احتضان الإخوان وجعلهم على الساحة حتى الآن، وإن كان قرار اعتبارها جماعة إرهابية غير وارد». ويضيف «اللجنة القانونية التى وافقت على مشروع تصنيف الإخوان كجماعة إرهابية يأتى ضمن الصراع الانتخابى بين الديمقراطيين والجمهوريين داخل الولاياتالمتحدة، لأن أوباما يدافع عن الإخوان باعتبارهم كيانًا متواجدًا فى كل الدول، وله ثقل سواء فى تونس والجزائر والمغرب وليبيا وسوريا، وأنه يصعب اتخاذ هذا القرار ضد الجماعة والمخاطرة بالمصالح الأمريكية». ويتفق معه السفير السابق فتحى الشاذلى، الذى يرى أن الجانب المصرى دائمًا يتأخر فى التحرك ويجعل الإخوان يسبقون بخطوات تصب فى صالحهم، مؤكدًا أن مصر يمكنها استغلال الحدث والتأكيد على إرهابية الجماعة، والرد على التقارير الكاذبة التى ستعتمد عليها فى تصحيح موقفها وكسب تأييد الرأى العام الأمريكى مرة أخرى، واستخدام نفس الكارت للرد على تلك المنظمات المشبوهة. ويتوقع أن «يلجأ الإخوان إلى الشخصيات المؤثرة فى القرار الأمريكى داخل الكونجرس والحكومة الأمريكية، لأنهم يعلمون أن هذا تطور نوعى خطير.