شعب بأكمله يرفض تلك الجماعة الإرهابية ويطاردها في كل مكان، فلماذا تستمر في الشارع وتمارس كافة أشكال التخريب والتدمير؟!.. ومن أين تأتي تلك الأموال التي تمول المسيرات والوقفات والبوسترات وتقيم اللقاءات وتدفع للبلطجية ومثيري الشغب؟!.. من أين تستمد جماعة الإخوان الإرهابية كل هذه القوة؟! إن تلك الأسئلة لم تعد صعبة في الإجابة عنها، فالجماعة الإرهابية هي الشوكة التي قررت المخابرات الأمريكية أن تزرعها في ظهر مصر حتي لا تستطيع الوقوف علي أقدامها، واستخدمت الC.I.A تلك العناصر لكي تظل "الشوكة" في ظهر مصر، فلا يمضي يوم إلا وهناك حادث إرهابي صغير أو كبير بحيث تظل البلاد في فوضي مستمرة. كانت ومازالت "قطر" أهم تلك العناصر التي تستخدمها أمريكا، وهناك تقرير خطير أصدرته وزارة الخزانة الأمريكية، في 20 ديسمبر 2013، ذكرت فيه أن أستاذ التاريخ القطري والناشط في مجال حقوق الإنسان عبدالرحمن عمير النعيمي، كان الممول الرئيسي لتنظيم «القاعدة»، وهو أيضاً الرئيس السابق لاتحاد كرة القدم القطري. وأوضح التقرير أن المنظمة التي أسسها النعيمي وتدعي "الكرامة"، تدافع عن السجناء السياسيين الإسلاميين في جميع أنحاء الشرق الأوسط، مؤكدا أن النعيمي أشرف علي نقل مئات الآلاف من الدولارات لتنظيم «القاعدة»، والشركات التابعة له في العراق والصومال وسوريا واليمن علي مدي 11 عاماً. هذا بالإضافة إلي علاقة قطر بحركة حماس المسيطرة علي قطاع غزة، ودعمها لها بالأموال والأسلحة، من خلال رئيس الاتحاد القطري لكرة القدم الشيخ حمد بن خليفة بن أحمد، وكذلك رئيس اللجنة الأمنية للمونديال الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة الثاني، ليس هذا وحسب فهناك ما هو أخطر مما يؤكد أن المخابرات الأمريكية والرئيس الأمريكي باراك أوباما، ووزارة الخارجية الأمريكية، يدعمون الإخوان ماليًا ومعنويًا، فقد ظهرت أيضا مستندات تثبت أن المباحث الفيدرالية الأمريكيةF.B.I أجرت تحقيقات حول استخدام جماعة الإخوان، منذ الثمانينيات وحتي عام 2013 لتنفيذ أعمال إرهابية لصالح المخابرات المركزية.. وهناك تحقيقات أيضا حول كيفية اختراق التنظيم الدولي للإدارة الأمريكية وللمجتمع الأمريكي من خلال شبكة كبري من جمعيات ومنظمات المجتمع المدني، علي رأسها منظمة كيرCAIR المتورّطة في قضية تمويل تنظيمات إرهابية ك«القاعدة» وغيرها، كما أن الرئيس أوباما نفسه متورّط في استغلال الإخوان في مخطط تقسيم الشرق الأوسط. بهذا الشكل، يكون منطقيا أن نري كل فترة كارت ضغط جديداً تحاول الولاياتالمتحدة أن تلعب به في محاولة جديدة ضمن محاولاتها المستميتة لإنقاذ ما يمكنها إنقاذه من تنظيم الإخوان. الكارت هذه المرة لوح به وزير خارجية الولاياتالمتحدة جون كيري بإعلانه أن "إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، ستقوم "قريباً" بحسم مسألة استئناف عملية تقديم المساعدات العسكرية إلي مصر، رابطاً الأمر بمسألة قيام الحكومة المصرية بتنفيذ خطوات معينة لإنجاز ذلك". التصريح كان غريباً، لدرجة دفعت موقع "مونيتور" لنشر تقرير يربط تصريحات كيري، بما سبق أن قاله خلال جلسة استماع في الكونجرس بشأن ميزانية وزارة الخارجية لعام 2015، وتأكيده أكثر من مرة علي تفضيله استئناف العلاقات الطبيعية مع مصر، بكلام من نوع آخر لممثلة الخارجية، التي يرأسها كيري، الذي أثار زوبعة من ردود الفعل السلبية في الداخل المصري. ففي 14 مارس، صرّحت نائب المتحدث الرسمي للخارجية ماري هرف أمام مجموعة من الصحفيين، أن الولاياتالمتحدة علي تواصل دائم مع الإخوان المسلمين. تقرير "مونيتور" علق علي ذلك، بأن المصريين من حقهم أن يشككوا في الموقف الأمريكي تجاه بلادهم وتجاه الإخوان المسلمين. وتساءل التقرير: هل تبدو الولاياتالمتحدة علي مسافة واحدة من الاخوان ومن الحكومة المصرية لكي تستأنف علاقاتها الطبيعية مع مصر؟!.. ولماذا تبدو وكأنها غير قادرة علي القيام بذلك؟! يجيب التقرير بأن الإدارة الأمريكية تعرف أن الإخوان المسلمين تنظيم لديه فكر متطرف، وأن مجموعات إرهابية أخري أمثال تنظيم «القاعدة» و"الجهاد" خرجت من عباءته.. وأن الإدارة لديها العديد من الأدلة مقدمة من الادعاء خلال محاكمة "مؤسسة الأرض المقدسة" الأمريكية، والتي تثبت وجود علاقات قوية للإخوان مع تنظيم «القاعدة» من جهة، و"حماس" من جهة أخري، ومن بين تلك الأدلة نص لاستراتيجية العمل الخاصة بالتنظيم داخل الولاياتالمتحدة. ثم يعود التقرير ليلقي الضوء علي ما صرح به كيري بأن الإدارة الأمريكية علي علم بأن الإخوان "قاموا بسرقة" الثورة المصرية، إلا أنه بالمقابل يواصل مكتب الخارجية التواصل مع هذا التنظيم، علي الرغم من أن أحد حلفاء الولاياتالمتحدة في المنطقة العربية، السعودية، قد أعلنت الإخوان منظمة إرهابية. وبعيداً عن نظريات المؤامرة، يري التقرير أن السبب قد يكون بسيطاً جداً.. وهو أن الولاياتالمتحدةالأمريكية قد تكون أبعد ما يكون عن الجسم المتجانس الواحد، مع توافق تام في كامل وجهات النظر الداخلية، خصوصاً بما يتعلق بالفائدة من السياسة الخارجية المتبعة. فهناك، طبقا للتقرير، الآلاف من مؤسسات الفكر والرأي إلي جانب العديد من مجموعات الضغط والمنظمات، كما أن أعضاء الكونجرس وموظفين ومسئولين حكوميين وأجهزة أمنية ومحللين وشركات وناشطين وكتاب صحف ووسائل إعلام التي تؤثر في صنع الرأي العام بطريقة أو بأخري. وهناك بعض مؤسسات الفكر والرأي التي أمضت العقد الأخير من الزمن وهي توصي الولاياتالمتحدة بضرورة قبول فكرة قيام المتشددين الإسلاميين بالسيطرة علي العالم العربي لأنهم بكل بساطة الأكثرية، واليوم سيكون الأمر محرجاً جداً لها أن تري أن سلسلة من التحليلات والتوصيات الخاطئة جعلتها تقدم أداء سيئاً في السياسة الخارجية. ويضيف التقرير: إن وزارة الأمن الداخلي، إلي جانب وكالات أمنية مخابراتية أخري تحارب الإرهاب من ناحية، وتمارس في الوقت نفسه نوعا من أشكال "التعاون" مع تنظيم الإخوان للقيام بعمليات إرهابية لصالحها، مبرراً ذلك بأنه قد يكون نوعاً من المخططات لمنع أو استباق أي هجوم إرهابي آخر مماثل لتفجير برجي التجارة العالمية، وهذا التنسيق هو ما يثير مخاوف بعض أعضاء الكونجرس"، كما يذكر التقرير. وينتهي التقرير بالإشارة إلي أنه في حين لاتزال نظريات المؤامرة هي الطاغية، تبقي السياسة الخارجية الأمريكية هي المهيمنة علي السياسة الداخلية، خصوصاً في ظل الصراع علي السلطة ما بين البيت الأبيض والكونجرس ومجموعات الضغط كما أن الخوف من الهجمات الإرهابية والبقاء علي قيد الحياة والمصلحة الخاصة ساهمت في ازدياد حدة الانقسام. المخابرات الأمريكية وتربية عناصر الجماعة حتي نفهم علينا أن نعود إلي الوراء، تحديدا إلي سنة 1950 حين قامت جماعة من قدامي الجنود من فروع الSS الإسلامية والنازيين الذين اعتنقوا الإسلام بالتخطيط لبناء مسجد في ميونيخ.. وهي الفكرة التي جاءت من جيرهارد فون ميندي، وهو نازي قديم كان قريباً من روزنبرج. هذا المشروع لقي دعماً من بؤرة مرتبطة مباشرة بالمخابرات الأمريكية، أو "اللجنة الأمريكية لتحرير الشعوب الروسية"، والتي كانت بعض شبكاتها قائمة في ميونيخ. وكان بين الأمريكيين وقدامي «SS النازية» تطابق في المواقف، أو بمعني أدق قضية مشتركة هي محاربة الشيوعية.. وكان الهدف التلاعب بمسلمي الاتحاد السوفييتي.. وكانت الولاياتالمتحدة تراهن في هذا الوقت علي الدِّين، خصوصاً علي الإسلام، لمواجهة "الإلحاد" السوفييتي. وهكذا فإن اللجنة التي كانت ستقوم ببناء المسجد، لم تكن أكثر من واجهة للمخابرات الأمريكية وكان واجهة المشروع سعيد رمضان، صهر المؤسس حسن البنا". وقتها أجري الرئيس الأمريكي أيزنهاور اتصالات مباشرة مع الجماعة أدارها سعيد رمضان سنة 1953 وعقد اجتماعاً ناجحاً، خرج منه الإخوان وجيوبهم مليئة.. ليبدأ من وقتها التعامل المخابراتي بين الولاياتالمتحدة وتنظيم الإخوان. وإذ كان الضباط الأمريكان والبريطانيون والألمان يتكفلون بتخطيط بعض الأعمال السياسية والتنظيمية والإعلامية وحتي العسكرية لتنظيم الإخوان مثلما تتكفل أجهزتهم الخاصة بنفقاته في متابعة ذلك، فقد أظهر مقال مستند لأرشيف الأمن السويسري أن سعيد رمضان كان بمثابة "عنصر معلومات استراتيجي" لأجهزة استخبارات وحكومات بريطانياوأمريكا «وعنصر استراتيجي تسمية حديثة للمخبر أو الجاسوس القائم برعاية عمل سياسي كبير كزعيم أو أمين لحزب أو كان خازن أسرار» وقد زاد تورط سعيد رمضان مع المخابرات الأمريكية وارتكازها إليه حتي أن ضباط ألمانياالغربية، بتعليمات منC.I.A قاموا في ديسمبر 1963 بمنع سعيد من الاشتراك في مهرجان ضد الاتحاد السوفيتي، حماية لمستقبل العمليات التي تولاها أو سيتولي أمرها سعيد رمضان مع أطراف حلف الأطلسي في الشرق الأوسط.. ويمكن العثور علي معلومات أخري عن الشأن الاستخباري لسعيد رمضان والC.I.A في الحافظةE4320 من الأرشيف السويسري الفيدرالي بمدينة بيرن، كذلك ترخيص سيارته الكاديلاك في كانتون جنيف،كان أكبر قادة سعيد ومستشاريه شخصين: الأول هو الإسكندر الأصفر وكان حاخاماً يهودياً «صهيونياً» ذا علم ومعرفة واتصالات، وكان حاخاماً لرومانيا بل راعياً ومستشاراً لملكها. ليس غريبا إذن أن يتم اكتشاف بعض العناصر الإخوانية الفاعلة داخل الكونجرس الأمريكي، وتحديداً مع السيناتور الجمهوري جون ماكين، وهي تلك التي تقف وراء تعزيز علاقته مع إخوان مصر وسوريا والعناصر الجهادية في ليبيا، وحشد الرأي العام باتجاه ضربة عسكرية لنظام بشار الأسد. مواقف السيناتور ماكين منذ اندلاع ثورات الربيع العربي وميله الواضح تجاه القوي الإسلامية الراديكالية والمتطرفة، لم تأت من فراغ، ولكن بدفع من هذه العناصر. هناك معاون للسيناتور ماكين يدعي معاذ مصطفي «فلسطيني الأصل» له روابط مع حركة حماس، وقد لعب دوراً رئيسياً في التقريب بين حركة الإخوان في مصر وخاصة نائب المرشد العام للجماعة المحظورة "خيرت الشاطر" والسيناتور ماكين أثناء قضية تمويل منظمات المجتمع المدني، والتي اتُهم فيها عدد من الأمريكان في ظل إدارة المجلس العسكري عقب ثورة يناير. هذه المحطة كانت نقطة البداية في انفتاح ماكين علي التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، أشرف معاذ مصطفي علي ترتيب زيارته إلي سوريا في مايو الماضي عقب موافقة مجلس الشيوخ علي تسليح المعارضة السورية، ولقائه مع عدد من القيادات علي رأسها اللواء سليم إدريس رئيس أركان الجيش السوري الحر والذي انشق عن نظام بشار الأسد في أغسطس من العام الماضي. معاذ مصطفي أيضا طرف فاعل في مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية وساهم في دعم الثورة الليبية ضد معمر القذافي، كما هاجم الثورة المصرية في 30 يونيو عبر حسابه الشخصي علي موقع التواصل الاجتماعي "تويتر". وهناك ناشطة أخري هي إليزابيث بوجي كان لها العديد من الكتابات المطالبة بمواجهة نظام بشار الأسد في سوريا، آخرها مقال لافت للنظر في صحيفة "وول ستريت جورنال" حول الأسلحة الكيميائية التي يمتلكها النظام السوري. هذا المقال كان حاضراً في مداولات الكونجرس حول العمل العسكري تجاه سوريا بعد أن استشهد به السيناتور جون ماكين خلال جلسات استماع الكونجرس، كما استشهد به أيضاً وزير الخارجية "جون كيري" في اليوم التالي بغرض حشد دعم أعضاء مجلس النواب لمسعي الإدارة توجيه ضربة عسكرية محدودة تجاه سوريا. كما كشفت العديد من الوثائق أن علاقة الإخوان مع أمريكا ليست وليدة الأيام أو السنوات الأخيرة، ولكنها كما أشرنا تعود إلي الأربعينات. أفادت إحدي الوثائق المسربة من السفارة الأمريكية بالقاهرة، كشفها "موقع ويكيليكس" أن مسئولي السفارة أقاموا أول اتصال رسمي مع جماعة الإخوان المسلمين عام 1986، وكانت قيادة الإخوان وقتها حريصة علي إقامة حوار مع السفارة الأمريكية بالقاهرة. الصهاينة والإخوان معاً وفي 29 يونيو 2011 صدر خطاب من مكتب مدير الاتصال بالجمهور والمساعدات "دانيال بورين" إلي السيدة جينيفر مزراحي مسئولة منظمة المشروع الإسرائيلي، جاء فيه أن الإدارة الأمريكية قررت استئناف الاتصالات مع جماعة الإخوان المسلمين في مصر، التي كانت قد بدأت في عام 2006 ونشر هذا الخبر في صحف ومجلات الجماعات اليهودية-الأمريكية واللوبي الإسرائيلي في أمريكا، بل ونشر بجواره أن إسرائيل ستحضر اللقاءات الأمريكية المقبلة مع الإخوان عبر مسئولين أمريكيين، وردت الإدارة الإسرائيلية بسؤال عن موقف الإخوان من حركة حماس، وكانت المفاجأة في الإجابة التي قالها دانيال بورين بأن لنا اتصالات سرية مع الإخوان بدأت في عام 2006، بهدف إزاحة الرئيس مبارك وعائلته، ولا علاقة للأمر بحركة حماس. بورين كانت تعمل منسقة للعلاقات بين المنظمات اليهودية بأمريكا، كما كلف الرئيس الأمريكي أوباما "جون كارسون" بملف العلاقات مع الإخوان أيضا، وهو صاحب نظرية طحن البيانات، حيث يقوم بجمعها عن طريق المتطوعين، وبدأ يظهر بعد الثورة المصرية علي يمين الرئيس أوباما، وقد اشترطت الإدارة الأمريكية علي الإخوان أن تعمل الجماعة علي ترويض الشارع المصري والعربي لقبول الدور الأمريكي، ومجابهة الأصوات المعادية لأمريكا وإسرائيل، والتمهيد للمفاوضات العربية- الإسرائيلية لحل القضية الفلسطينية، ومساندة الاتفاقيات التي تنتج عن التفاوض وحمايتها بشكل استراتيجي دائم، في مقابل تمكين الجماعة من حكم مصر. وتم تحديد السيدة "آن دي بارل نانس" نائب كبير موظفي البيت الأبيض لتكون المسئولة عن ترتيب اللقاءات بين الإدارة الأمريكية والإخوان، وترتيب المواعيد والبروتوكول. وشنت المنظمات اليهودية هجوما علي إسناد ملف العلاقة مع الإخوان إلي جون كارسون، وعلقوا علي الأمر بأن أمريكا تريد أمركة الإخوان، وتم ضم جون فافيرو إلي الأسماء السابقة في متابعة ملف العلاقات مع الجماعة، وهو من قام بكتابة جميع خطابات أوباما السياسية خلال الثورة المصرية، كما تم تكليف مكتب البيت الأبيض ل"شراكات الأديان" بالانضمام إلي المجموعة السابقة لتولي ملف العلاقة مع الجماعة، وما يؤكد هذا الأمر أن الجماعة لم تتطرق بعد الثورة إلي مسألة الغاز المصدر إلي إسرائيل أو حقوق الشعب الفلسطيني، كما خرج د.عصام العريان الوجه الإخواني المقبول أمريكيا للتأكيد علي أنه لا مساس بقانون الخمور في مصر، ولا مساس بالسياحة، وبالترحيب باستقدام اليهود المصريين إلي مصر ثانية. كشف تقرير أمريكي آخر للبروفيسور ميخائيل جوسودوفسكي مستشار المخابرات الأمريكية للجماعات الإسلامية السياسية، قدمه للإدارة الأمريكية أوائل عام 2010 تحت عنوان "من يساعد الC.I.A والموساد الإسرائيلي والناتو في إعادة ترتيب الأوراق في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا سيكون في مصر". جوسودوفسكي قام بتوثيق حقيقة أن "كونداليزا رايس" قابلت الإخوان في عدة لقاءات مسجلة بينهم، منها لقاء تم في مايو 2008 في البيت الأبيض نفسه، وأنهم خلال ذلك اللقاء اتفقوا مع ستيفن هادلي مستشار الأمن القومي لبوش، وبتفويض كامل منه علي عدد من المبادئ في التعامل بينهم وبين الولاياتالمتحدة وإسرائيل، بل وفي تطور جديد كشف المكتب الإعلامي للبيت الأبيض في هذا التوقيت أن إدارة أوباما ستساند الإخوان حتي النهاية، ماداموا يلتزمون بخارطة الطريق بينهم وبين الإدارة الأمريكية، وأن المسئولين الأمريكيين في حوار دائم مع قيادات الإخوان، وأن الحوار يقوم علي أسس من التفاهم والاحترام، وأن الجماعة أكدت نبذ أية أفكار عنف.. ذلك التقارب بين الإخوان والأمريكان والإسرائيليين، هو ما ساعد في تبرئة ساحة الإخوان أمام الكونجرس الأمريكي. خلال جلسة استماع الكونجرس لشهادة المخابرات الأمريكية حول أحداث الثورة في مصر قال رئيس المخابرات الأمريكية ليون بانيتا، رداً علي سؤال: هل جماعة الإخوان المسلمين في مصر جماعة إرهابية متشددة؟!.. فقال: إن الواقع يدفعنا أن نشهد بأنه من الصعب فعلاً تقييمهم كجماعة متشددة دينياً، حيث إنهم في اتصالات مستمرة بيننا وبينهم وبين أجهزة مخابرات إسرائيل، وإن كل الاتصالات تؤكد يوما بعد يوم أنهم جماعة سياسية منفتحة، تسعي لإثبات نفسها كجماعة سياسية يمكن الاعتماد عليها، بل إنه ذكر في شهادته أن جماعة الإخوان المسلمين في مصر، ربما كانت من بين أذكي الجماعات السياسية الدينية بالعالم حاليا، لأنها طورت أفكارها في فترة وجيزة، لتتفاعل مع محيطها السياسي والجغرافي، لتحقيق أهدافها الخاصة. وفي رده علي سؤال آخر للكونجرس حول: هل يوجد متشددون في الجماعة، لا تعرف المخابرات الأمريكية عنهم معلومات بعد؟!.. قال: في الواقع كل الاتصالات بيننا وبينهم، وكذلك اتصالات الموساد معهم، لم نستطع تحديد حقيقة وجود متشددين أو فصيل متشدد بينهم، مضيفا: الإخوان المسلمين في مصر لا يتصلون بنا وحدنا في الC.I.A، وتلك المعلومات ليست ثمار اتصال منفرد بيننا وبين الإخوان في مصر، «لأنهم عمليا يتصلون منذ أعوام بأكثر من 16 جهاز مخابرات بالعالم، ومعلوماتنا تعد خلاصة بيانات أجهزة مخابرات العالم عن رأيهم فيما أسفرت عنه اتصالاتهم بالإخوان في مصر، ونهاية برأينا نحن يمكننا أن نقطع بأن الجماعة نبذت العنف حاليا، وأنها تسير بكل طاقتها للسيطرة علي مقاليد الأمور السياسية في مصر. والإخوان كانوا أول من دفع الآخرين لتقوية العلاقات مع أمريكا وإسرائيل، بل ودفع الفلسطينيين لتوقيع معاهدة أبدية مع إسرائيل، فهم الأكثر استعداداً لتقديم التنازلات الكبيرة للأمريكان والإسرائيليين، ولعل تصريح مرشد الجماعة السابق محمد مهدي عاكف لوكالة "الأسوشيتد برس" قد كشف هذه الرؤية مبكرا، وذلك إثر فوز الجماعة بخُمس مقاعد البرلمان في انتخابات 2005 حيث صرح بأن «الإخوان لن يحاولوا تغيير السياسة الخارجية لمصر، ومن ضمنها معاهدة السلام التي وقعتها مع إسرائيل عام 1979، ولن يسعوا لمحاربة إسرائيل». وسائل الإعلام العالمية نقلت عن عاكف في ديسمبر 2005 وصفه ل"الهولوكست" بأنها أسطورة، وهو ما أحدث ردود فعل واسعة، فقد اعتبرت فرنسا أن تصريحات المرشد العام للجماعة في حينها، التي تحولت إلي القوة المعارضة الأساسية في مصر، غير مقبولة، وإزاء هذه الردود العالمية، اتهم عاكف بعض وسائل الإعلام في الدول العربية والإسلامية بمحاولة الزج بالجماعة في صراع مع إسرائيل حول موضوع "الهولوكست"، قائلا: إن الجماعة لا يشغلها إثبات أو إنكار هذه القضية التي تخص اليهود وحدهم، ولا تخصنا نحن العالم الإسلامي أو جماعة الإخوان المسلمين، بل واعتبر أن إثارة وسائل الإعلام لهذا الموضوع علي لسانه، محاولة لتوريط تيار الإسلام المعتدل، الذي تعتبر الجماعة أحد أهم روافده، في الدخول في معارك وصراعات جانبية، حتي تنشغل عن الإصلاح السياسي، الذي يقوم به هذا التيار في البلاد العربية، التي عشش الفساد في حكوماتها، وجعلها تقف في آخر الصفوف في العالم. لقد كان الهدف هو إنتاج "شرق أوسط جديد" يتم فيه إحلال الإخوان بديلا لنظام مبارك، ويتم فيه ربط إخوان مصر بإخوان المغرب وتونس والمجلس الانتقالي السوري، وكان العمود الفقري لهذا "الشرق الأوسط الجديد" هو إخوان مصر، وهو جزء من مخطط إقليمي ليعيد الأمريكان فيه إنتاج أنفسهم، بعد كراهيتهم في ظل الأنظمة السابقة، وبذلك تعود علاقاتها الجيدة في الشرق الأوسط، أي إعادة الروح لهذه العلاقات في المنطقة مرة أخري، ولكنها هذه المرة بقشرة إسلامية إخوانية وروح أمريكية. من بين الوثائق المسرّبة، مذكّرة تفسيرية تحت عنوان «الهدف الاستراتيجي العام للجماعة في أمريكا الشمالية» تحمل تاريخ 22 مايو 1991، أعدّها قيادي إخواني اسمه محمد أكرم، ووجّههسا للمسئول العام للجماعة، وأمين وأعضاء مجلس الشوري، والهدف منها تمكين الإسلام في أمريكا الشمالية، وإيجاد حركة إسلامية فعّالة ومستقرة بقيادة جماعة الإخوان المسلمين، وطرح الإسلام كبديل حضاري، ودعم الدولة الإسلامية أينما كانت، والسيطرة علي مؤسسات الدول من خلال التنسيق مع عدد من التحالفات الإسلامية، ووضع مخطط للسيطرة علي كبري وسائل الإعلام. هذه الوثيقة، تم إلحاقها بمذكرة، تضم قائمة بمؤسساتهم ومؤسسات أصدقائهم ومكتوب بها تخيّل لو أنها كلها تسير وفق خطّة واحدة، وفي القائمة أسماء ما يقرب من 29 مؤسسة، بينها: isna- msa - ima- itc- fid- icd - ibs -mba lap- olf- mia- bmi-iic . وهناك أيضا معلومات تؤكد أن أوباما عقب تولّيه الرئاسة، طالب بالإفراج عن أحد المتهمين بدعم «القاعدة»، واسمه عبدالرحمن العمودي، وهو أمريكي ينتمي لتنظيم جماعة الإخوان الإرهابية، كان يعمل في الخارجية الأمريكية سفيرًا للنوايا الحسنة للعالم الإسلامي، ويحصل علي تمويل مباشر منها، إلي أن اكتُشف تورطه مع تنظيم «القاعدة»، وتم الحكم عليه في عام 2003، كما حصل علي مبلغ 340 ألف دولار من الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، لاغتيال ملك السعودية، وكانت مطالبة أوباما بالعفو عنه غريبة علي دوائر صنع القرار الأمريكية، التي رفضت تنفيذه. وبذلك يمكننا تفسير كل ما يجري علي أرض مصر، فهناك خونة علي هذه الأرض لن يتوقفوا عن ممارسة كافة أشكال الإرهاب وسوف يحشدون أنصارهم بالآلاف لمواجهة الدولة المصرية ولن يتوقفوا عن استفزاز الجيش والشرطة حتي يتحولوا إلي ضحايا وتقيم المخابرات الأمريكية الدنيا من أجلهم، إن السيناريو واضح ونشاهده يومياً ويكفي هؤلاء عاراً أن يظلوا عملاء للصهاينة والأمريكان وأن يتلاعب بهم الجواسيس وكبار قادة أجهزة المخابرات!! عاشت مصر حرة وعاش أهلها في أمن وسلام برعاية رب العرش الكريم.