«الليثى».. ظهر فى أكثر من قناة فضائية.. ويزعم أنه يعالج بالرقية الشرعية من المس والحسد «أبو مهند» يصف نفسه ب«المشعوذ الأول» فى مصر والوطن العربى كلمات غير مفهومة يتمتم بها أحدهم فيما تتصاعد الأدخنة من أعواد البخور، يمسك بمصحف فيضع على آيات بعينها مادة سائلة، ولا تستكمل تلك الحركات غير المعتادة سوى من المشعوذين والدجالين، كانت تلك بعض المشاهد من فيديو يتم إرساله لنشطاء موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» على أنه علاج بالقرآن لطرد الشياطين وإحضار الملائكة، وبه أرقام هواتف للتواصل لمن لديه مشكلة. صفحات ومجموعات تابعة لشيوخ يدعون أنهم يستطيعون العلاج بالقرآن من مس الجن والشياطين، تمتلئ بمن يئسوا من إيجاد حلول أو علاج لمشاكلهم ويعرضونها على الملأ لعلهم يجدون ملاذًا مما هم فيه، ولا يقتصرون على طبقة البسطاء، بل كثير منهم من ذوى المؤهلات العليا. «الصباح» رصدت أبرز مروجى الخرافات على مواقع التواصل الاجتماعى، وكيفية ترويجهم لمزاعمهم.
من أبرز الصفحات المنتشرة والمليئة بمقاطع فيديو، صفحة لمن يسمى بالشيخ عمرو الليثى، الذى سبق أن ظهر فى أكثر من برنامج وقناة فضائية، ويزعم أنه يعالج بالرقية الشرعية من المس والحسد، وتمتلئ صفحته بالعديد من الشكاوى. ويتواجد على الصفحة ما يقارب 10 آلاف متابع، ينشر الليثى العديد من الحلقات المتلفزة من البرامج التى ظهر بها وسط ترحاب وتهليل من متابعيه وعبارات من قبيل «الله يبارك فيك يا شيخنا.. جزاك الله خيرًا وقواك على ما تبذله من جهد»، كما ينشر بعض النصائح الدينية، لكن منشورًا له أثار غضب بعض المتابعين، حين علق على فتوى أصدرتها دار الإفتاء المصرية مضمونها أن المنجمين كاذبون ولو صدقوا، وأن التنبؤ بالغيب دجل وشعوذة، موضحًا أن علم الفلك يختلف عن علم التنجيم، وأضاف فى منشوره أن «كذب المنجمون ولو صدقوا» ما هى إلا مقولة وليست حديثًا نبويًا، وأن المسلمين الأوائل اهتموا بعلوم الفلك، والتنبؤ بالغيب يختلف عن علم الفلك، ودافع عن ذلك العلم، ما أثار سخط بعض المتابعين له، حيث قال أحدهم: «وحضرتك شيخ ولا عالم فلك؟» وكتب آخر: «صدمتنا». وفى صفحة الشيخ علاء حسانين، عضو مجلس الشعب السابق، الذى يزعم أنه معالج روحانى، واستعان به العديد من الإعلاميين فى حلقاتهم التى تناولت المس والشعوذة، ومنهم ريهام سعيد وعمرو الليثى، وبعد استضافته ذاع صيته بشكل أكبر فى علاج المس والحسد وتهافت عليه البسطاء وحتى الأغنياء ممن أرادوا حلولًا لمشاكلهم. وبعيدًا عن صفحات المشهورين من المعالجين الروحانيين، سنجد المغمورين منهم يقومون بنشر ما قاموا به فى صورة فيديوهات لا يظهرون فيها بوجوههم أثناء قيامهم بطرد الشياطين، وكان من المقاطع التى حصلت عليها «الصباح» من شخص يدعى محمود، فى مجموعة خاصة، يعرض فيها إمكانيته فى طرد الجن، كما تمتلئ تعليقات وصفحات المشهورين منهم بمقاطع وصفحات يروج فيها المغمورون منهم لأنفسهم ليحصلوا على «زبون». يصف نفسه على صفحته التى امتلأت بما يقرب من 5 آلاف متابع بأنه المعالج الروحانى الأول فى مصر والوطن العربى، ينشر مجموعة من مقاطع الفيديو الخاصة به، والتى قام فيها باستخدام صحن زجاجى مملوء بالماء بقراءة بعض آيات القرآن عليه وتمتمات غير واضحة لطرد الشياطين، وهى مقاطع صغيرة وليست جلسة كاملة يتراوح بعضها 3 دقائق وتصل أحيانًا إلى ربع ساعة. وتمتلئ صفحة «أبو مهند» بأساور يبيعها لجلب الحظ والحفظ من الحسد ويزعم أنها من الأحجار الكريمة الجالبة للحظ والرزق، وبعضها يسكن به الجان، بحسب زعمه، لحماية مرتديها من المس بالسوء. ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل تمتلئ صفحته بأحجبة عليها بعض الآيات مكتوبة بشكل غير مفهوم، ف«حجاب» لعلاج بعض الأمراض كالنزيف والكلى والصداع، ووصفات تعالج الصلع وترهل الثدى، ويتهافت المتابعون من أجل الشراء. تؤكد فاطمة حسن، أخصائية علم الاجتماع، إن التهافت على المشعوذين والدجالين الذين يتخذون من الدين قناعًا لهم ما هو إلا نتيجة لازدياد معدلات الجهل واليأس من العلاج، تطبيقًا لمثل «الغرقان يتعلق بقشة»، فعندما لا يجدون حلولًا لمشاكلهم عن طريق الطب يلجأون لمثل هؤلاء، وشددت على أنه لابد من أن يكون هناك قانون رادع لكل من يستغل حاجة غيره وهمومه فى إيهامه بأن فى يده العلاج، ويتم تطبيقه بمنتهى الحسم.