ديلر: تصنيع الخلطة انتقل من «مدينة العاشر» لعدة أماكن.. و«العشبة» يهربها البدو من ليبيا والسودان مدير وحدة الإدمان ب«العباسية»: يُفقد متعاطيه التمييز.. ودفع شابًا لمحاولة قتل والده يوم بعد يوم يتطور عالم المخدرات من سىء لأسوأ، خاصة بعد براعة «أصحاب المزاج»، الذين يتفننون فى التركيبات الجديدة، وعادة تؤدى تلك «التفانين» إلى الموت، رغم تكلفة شرائها الباهظة. مخدر جديد انتشر فى الفترة الأخيرة بين الأوساط الثرية فقط، أطلق عليه مخدر الأثرياء، اسمه «مخدر الشيطان»، حيث قصد مروجوه من الاسم إبراز أنه نوع جديد فى عالم «الصنف». «مخدر الشيطان»، أو الاستروكس، كما يطلق عليه، عبارة عن خلطة مصنعة من نبات القنب وبعض المواد الكيميائية المسكنة، ومواد الأتروبين والهيوسين والهيبوسيامين. «الصباح» وصلت إلى «م. ى» موزع «الديلر»، فى منطقة الهرم، فأوضح أن المخدر الجديد ما زال الآن يقتصر على الأثرياء فقط، خاصة أن كثيرًا من خلطته يستورد من الخارج ولا يوجد منه فى مصر، وقال «يشبه البانجو، ويضاف له أيضًا القنب، الذى تشتهر الهند بزراعته، كما يحتوى على مواد كيميائية مثل: تتراهيدرو كانبينول وكميات صغيرة من مادة تشبة الأتروبين، تسبب جفاف الحلق، ومادة تشبه الاستيل كولين، تسبب تأثيرًا يشبه دخان الحشيش المهيج». وحسب ما أكد «الديلر» فإن المخدر يقوم بالسيطرة التامة على الجهاز العصبى، فالمادة المخدرة تصيب المتعاطى باحتقان شديد وإحمرار بالوجه وحشرجة فى الصوت واتساع فى حدقة العين، وعندما ينتهى تأثيره على المتعاطى، تبدأ مرحلة الهلاوس السمعية والبصرية». ويضيف موزع مخدر الشيطان «هذه التركيبة تتم داخل مصر بمناطق مثل العاشر من رمضان، ومع تشديد الأمن على المنطقة، انتقل بيعها إلى أماكن أخرى فى مناطق مختلفة، إلا أنه يصعب لأى ديلر عادى الحصول عليها، خاصة أن الجرام الواحد يباع ب 300 جنيه»، مؤكدًا عدم معرفته بعملية تصنيعه إلا أنه يعلم أن المواد العشبية تأتى عن طريق السودان والحدود الليبية، ويتم إضافة باقى المواد الكيميائية بالداخل. الديلر يكمل: «طريقة تعاطى المخدر الجديد، كالحشيش، أى يتم لفه فى السيجارة ويتم تعبئته فى أكياس كل أربعة جرامات فى كيس واحد، ويباع بداية من 600 جنيه إلى 1200 حسب المنطقة والزبون، وعادة ما ينتشر الأمر فى المناطق الثرية مثل مدينة نصر وشارع الهرم والمهندسين والسادس من أكتوبر ومدينة الشروق والنهضة، ولا يتم التعامل إلا من خلال وسيط مضمون». وحسب بعض المطلعين، فإن «متعاطى هذا المخدر يطلقون عليه (مخدر الشيطان)، نظرًا للحالة التى يصلون إليها عقب تعاطيه، حيث تفصلهم نهائيًا عن العالم، وتأثير هذا المخدر يمكن أن يستمر إلى 6 ساعات، وهناك نوع منه يمكن أن يستمر ل 3 ساعات حسب التركيبة الكيميائية، كما أنه لا يمكن اكتشافه أثناء اختبارات الإدمان». ولاقت «الصباح» معاناة كبيرة فى الوصول إلى المتعاطيات من الإناث، حتى عثرت على «مها» وهى فتاة تعمل بالملاهى الليلية بشارع الهرم، وأكدت أن الكثير من فتيات الطبقة الراقية يتعاطين هذا المخدر، وأنها تعاطته وكادت تدمنه إلا أنها تراجعت بعدما تسبب لها فى عدم القدرة على التنفس وإحمرار بالعينين، وهو ما كاد يعيق عملها، فقررت الابتعاد عنه، مستدركة بأنه يمنح حالة مزاجية عالية جدًا. وبتتبع «الصباح» لمخدر الاستروكس، علمنا أن المناطق التى يأتى منها العشب هى الحدود الليبية والسودانية، وأن هناك عددًا كبيرًا من البدو أو العرب يعملون بتهريب المخدرات والسلاح، ويقومون بتهريب عشبة هذا المخدر بكميات كبيرة، ليضيف المصنعون بالداخل المواد الكيمائية عليها قبل توزيعها وتعاطيها، كما يقوم البدو أيضًا بتوصيل العشبة إلى المنطقة شرق النيل وشماله من خلال الوسطاء الداخليين، بطرق مختلفة، وعادة تأتى الكميات على فترات، وتكون كميات ليست بالكثيرة، نظرًا للتشديدات الأمنية المفروضة على الحدود، حيث يباع جوال العشبة الخام بنحو 20 ألف جنيه. الدكتور عبد الرحمن حماد، مدير وحدة الإدمان بمستشفى العباسية، أفاد بأن هذه المواد الكيميائية، خاصة الاستيل كولين، يتسبب فى اللعب على نشاط الذاكرة، ومع استمرار تعاطيها يمكن أن يؤدى إلى فقدان الذاكرة، كما تؤدى هذه المواد إلى العنف والهياج، ويحكى «احتجزت حالة لشاب حاول قتل والده بالسكين بعد تعاطيه هذا المخدر، فقد غاب عن الوعى، وأصبح لا يفرق بين الأب وبين أى شخص آخر، وهو ما دفعه