«حسان» يلعب دور الوسيط بين الطرفين.. ونائب رئيس «الدعوة السلفية» يرفض شروط غريمه مطالبات بعودة «المقدم» وتفعيل عضوية «سعيد عبد العظيم» وضمّ «النور» لغيره من الأحزاب السلفية محاولات عديدة يجريها أقطاب التيار السلفى من أجل لم شمل رموزه الذين تشتعل بينهم الخلافات، منذ وقت طويل، على رأسهم أبو إسحاق الحوينى من جهة، وياسر برهامى من جهة أخرى، خاصة بعد استئثار الدعوة السلفية بالإسكندرية بتمثيل السلفيين فى المجال العام، وهو ما يرفضه سلفيو القاهرة. وبدأ نجوم السلفية فى العمل على استعادة مجدهم القديم، الذى استحوذت عليه الدعوة السلفية بالإسكندرية، منفردة، وعملت على إقصائهم من الحياة العامة، وذلك بعد أن سقطت الدعوة وباتت مصدر انتقاد لعدد كبير من مؤيدى التيار السلفى. وتشهد الساحة السلفية صراعًا حادًا بين النجوم الكبار على رأسهم الشيخ أبى إسحاق الحوينى الذى رفض مد يد العون للدكتور ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية بعد أن استنجد به أكثر من مرة دون فائدة، ليتدخل مؤخرًا الشيخ محمد حسان، الذى نجح فى الفوز بلقب «الوسيط» بين أبناء التيار السلفى، حيث عاد للظهور مرة أخرى بعد أن استقرت حالته الصحية التى شهدت تدهورًا خلال الأشهر الماضية، ليصبح مشاركًا أساسيًا فى لعبة أصحاب اللحى الدائرة بين سلفيى القاهرة وسلفيى الإسكندرية. ففى لقاء جمع بين الشيخ الحوينى وبين الشيخ محمد حسان بمزرعة الأول بكفر الشيخ، أكد حسان على ضرورة لم شمل التيار السلفى من جديد، وتوحيد الجهود بين شيوخ التيار لإعادة هيبته التى فقدها بفعل الأحداث السياسية، وتقديم المساعدة لبرهامى وحزب النور بعد أن فقدوا الكثير من مؤيديهم، وجعل الخلاف داخل البيت السلفى بعيدًا عن الأعين، بينما رفض الحوينى تقديم المساعدة لتيار برهامى الذى - وفقًا للحوينى - تخلى عن أبناء التيار السلفى، وتكبر على أساتذته وأطاح بإخوانه فى الدعوة، مشترطًا أن يعمل التيار السلفى بأكمله تحت قيادة سلفية القاهرة، وأن يعترف برهامى بفشله وبدور وأهمية أساتذته، ويعلن انسحابه من الساحة السياسية والتفرغ للعمل الدعوى فقط، مع ضم حزب النور والأحزاب السلفية وإقامة تحالف بينهم بعيدًا عن الدعوة السلفية. ونقل حسان لبرهامى، فى اتصال هاتفى، ما قاله الحوينى، وطالب برهامى بتخفيف حدة التعالى والفردية فى الحديث، وتقديم بعض التنازلات على رأسها التخلى عن زعامة الدعوة السلفية وتركها لرئيسها الحالى محمد عبد الفتاح الشهير بأبو إدريس، والشيخ محمد إسماعيل المقدم الذى تم الإطاحة به خارج الدعوة مؤخرًا، وإعادة تفعيل عضوية الشيخ سعيد عبد العظيم، وذلك حتى يتم إعادة توحيد صفوف التيار السلفى مرة أخرى، الأمر الذى لم يقبله برهامى واعتبره «صيد فى الماء العكر». ورغم أن المشهد يظهر حسان وكأنه وسيط مصالحة إلا أن عددًا من المقربين منه أكدوا أنه يريد أن يكون الوسيط بين الأطراف المتنازعة فى التيار السلفى، وهو الدور الأقوى الذى يحقق ل «حسان» التواجد، بغض النظر عن نجاح أو فشل مساعيه التى يهدف من خلالها إلى الحفاظ على دوره وعدم الغياب عن المشهد وتركه للحوينى، الذى وقع الاختيار عليه من قبل عبد الرحمن عبد الخالق قائد السلفيين فى الشرق الأوسط، ليكون المسئول الرئيسى عن تعديل مسار التيار السلفى فى مصر، الأمر الذى أغضب حسان كونه كان يحلم بقيادة التيار السلفى يوما ما، مما اضطره رغم سوء حالته الصحية أن يعود من جديد محاولًا تصدر المشهد كما كان يحدث من قبل.