أبو بكر الجرارى مسئول الدعوة فى «مرسى مطروح» متهم بالتنقيب عن الآثار فى الأقصر.. ومصادر: سلفه المستقيل أرشد عنه الأمن بالتزامن مع احتدام الصراع الانتخابى بين المتنافسين على عضوية مجلس النواب المقبل، اشتعلت حرب ساخنة بين المنشقين عن الدعوة السلفية وبين قيادات الدعوة، بفتح ملفات فساد خاصة بأعضاء بارزين فى الدعوة والتى من شأنها أن تلقى بهم خلف القضبان. بدأت المعركة بين الطرفين، بخبر إلقاء القبض على مسئول الدعوة بمرسى مطروح الشيخ أبو بكر الجرارى، بتهمة التنقيب عن آثار، هو ومجموعة كانت بصحبته، بأحد المنازل بمحافظة الأقصر، وتم ضبط مبالغ مالية معهم ومعدات حفر، الأمر الذى أربك الحسابات داخل الدعوة السلفية، خاصة أن الجرارى من أبرز قيادات الدعوة بمطروح، والذى استطاع الحفاظ على بقاء قاعدة شعبية للدعوة بالمحافظة بعد أن أعلن مسئول الدعوة السابق فيها انفصاله عن الدعوة بالإسكندرية اعتراضًا على موقف قيادات الدعوة فور سقوط حكم الإخوان. وكشف مصدر بالدعوة أنه فور إلقاء القبض على الجرارى أجرى ياسر برهامى عدة اتصالات بمسئولى الدعوة وحزب النور بمرسى مطروح ومنعهم من الإدلاء بتصريحات صحفية لحين الانتهاء من التحقيقات، عدا هانى أبو قاوى مسئول الحزب بالمحافظة الذى أمره برهامى بتولى أمر التعليق وإعلان أن الجرارى كان فى مهمة رسمية للدعوة، ونشر تفاصيل المهمة على صفحات الفيس بوك الخاصة بالدعوة والحزب، والتى أكدت بناء على تعليمات برهامى أن الجرارى كان يقوم بالصلح بين عائلتين بمحافظة الأقصر بناء على تكليف من الدعوة، وتم إلقاء القبض عليه بالخطأ، مع تشكيل فريق دفاع عن مسئول الدعوة يشرف عليه الدكتور طلعت مرزوق، ولكن بشكل غير رسمى، تحسبًا لإثبات تورطه. فيما أكد المصدر أن أصابع الاتهام أشارت إلى القيادى السلفى «ع.غ» الذى تمت الإطاحة به مؤخرًا من مجلس أمناء الدعوة، كونه من أرشد عن الجرارى، خاصة أن الاثنين على خلاف شديد بعد سقوط حكم الإخوان وموالاة الأول لهم، بينما اختار الجرارى فريق ياسر برهامى، وقام بتهديد الأول بإبلاغ قيادات الأمن للقبض عليه واستغلال علاقات قيادات الدعوة بالمؤسسات الأمنية فى حال لم يصمت ويتوقف عن مهاجمتها. وأضاف المصدر أن القيادى المقال أشاع بين أهالى المحافظة خبر إلقاء القبض على الجرارى واستغله لتشويه صورة قيادات الدعوة الحاليين، وأن هذا لن يكون الفاسد الوحيد الذى سيتم الكشف عنه، مما يؤكد علاقته بأمر القبض على الجرارى، خاصة أن المعلومات التى حصلت عليها جهات الأمن كانت دقيقة. وأكد المصدر أن عددًا من شيوخ الدعوة قرروا الابتعاد عن المشهد الانتقامى خوفًا من تلويث أسمائهم، وعلى رأسهم الشيخ أحمد الشريف الذى أعلن عدم دخوله فى معارك مع أحد والابتعاد قليلًا عن المشهد الحالى دون الإشارة أن سبب الابتعاد هو الحرب التى يقودها المنشقون. ولم تكن تلك هى الحادثة الوحيدة التى تنال من سمعة قيادات الدعوة السلفية خلال الأسبوع الماضى، وتأتى ضمن مخطط الانتقام الذى يديره المنشقون عن الدعوة، حيث كان الخلاف المعلن على صفحات الفيس بوك بين القيادى السابق بحزب النور الشيخ مدحت عمار، وبين إبراهيم أباظة العضو بحزب النور، والذى اتهم فيه الأول بالنصب والحصول على أموال الناس بالباطل، وأن عائلته لها رصيد فى النصب وصل إلى ساحات القضاء، بينما كشف أباظة أن نجل عمار هارب خارج البلاد بعد ارتكابه جريمة قتل، ضمن مخطط الانتقام الذى يديره المنشقون والمستبعدون من الحزب، الأمر الذى حاولت السيطرة عليه بعض القيادات السلفية منهم الشيخ مدحت أبو الدهب والشيخ محمد الأزهرى. فيما أكد أحد المنشقين -الذى رفض ذكر اسمه- آن الأوان قد جاء لكى يدفع برهامى ثمن تشويه سمعة أبناء الدعوة وتهديدهم بالتسليم للجهات الأمنية، وأن السكوت لم يكن رضوخًا لبرهامى بل كان انتظار الوقت المناسب، مؤكدًا أن ملفات عديدة سيتم الكشف عنها خلال أيام تخص بعض الرموز فى عدة محافظات وتتناول فساد مالى واستغلال لأموال التبرعات واستغلال للمساجد ودور الأيتام التى أشرفت عليها تلك القيادات سنوات طويلة. وكشف المصدر أن المنشقين استطاعوا إقناع بعض قيادات التيار السلفى لمساندتهم ضد برهامى الذى شوه الدعوة وشتت أبناءها تنفيذًا لمصالحه الشخصية، ومن بين هؤلاء الذين يتم التواصل معهم الشيخ أبى إسحاق الحوينى والشيخ محمد حسان الذى قرر أن يقف فى المنتصف ولا ينصر طرفًا على الآخر. من ناحيته أكد الداعية السلفى محمد الأباصيرى ل«الصباح» أن ماتدعيه الدعوة السلفية من تعرضها لحملات التشويه لن يكون مجديًا حيث إن الوقائع التى تم كشفها خلال الأسبوع الماضى مثبتة، إما لدى جهات الأمن وإما رآها الجميع على صفحات التواصل، وهذا يجعل الدعوة والحزب فى مواقف لا يحسدون عليها. مضيفًا أن الدعوة حاليًا تسعى لإخراج الجرارى من أزمته بأى ثمن حتى وإن كانت وسائل محرمة وغير قانوينة، وفى حال فشل تلك المساعى سيكون أمام الدعوة الحل المعتاد، وهو التبرؤ ممن تثبت إدانته بحجة أنه لم يكن ينتمى للدعوة، ولم يكن عضوًا بارزًا، وأنه كان يفعل المستحيل للدخول فى الدعوة، فتلك هى الحجج الجاهزة لديهم فى مثل تلك المواقف.