صفحات الحوادث مليئة بقصص الخيانة الزوجية.. فلماذا ندفن رؤوسنا فى الرمال هايدى كرم استندت إلى إحصائية وهمية لكن هذا لا يعنى أن الخيانة ليست موجودة دراسة أجنبية: 10 أنواع للزوجة الخائنة.. والعلل والانتقام من الزوج أشهر الأسباب زوج ألقى زوجته من الطابق الثالث لأنها خانته مع «الخفير» وآخر صور خيانة زوجته بالصوت والصورة رغم أن تصريح الفنانة هايدى كرم عن خيانة الزوجات المصريات لم يستند لأى إحصائية موثقة.. إلا أن رد الفعل المبالغ فيه ضدها، يؤكد أننا لا نهوى مواجهة الحقائق، ليست كل نساء مصر خائنات بالطبع، ولكن من أين تأتى بطلات صفحات الحوادث؟ الدراسات تقول إن هناك 10 أسباب تدفع المرأة للخيانة الزوجية.. وأن الخيانة أنواع. أثارت تصريحات الفنانة، هيدى كرم فى برنامج «نفسنة»، والمذاع عبر إحدى القنوات الفضائية، جدلًا كبيرًا، إذ قالت إن 40 فى المائة من الزوجات المصريات خائنات، وأن 14 فى المائة من السيدات معيلات لأسرهن، زاعمة أن هذه النسب ترجع لدراسات وإحصاءات - لم تحددها -، وأضافت أن السيدات الخائنات يتباهين بخيانتهن، ويرفضن ترك أزواجهن بسبب المال أو المكانة الاجتماعية. وأثارت تلك التصريحات غضب المتابعين للبرنامج، فضلًا عن العاصفة التى ضربت مواقع التواصل الاجتماعى، وفيما اعتبر البعض التصريحات إهانة للمرأة المصرية، أصدر مركز القاهرة للتنمية وحقوق الإنسان بيانًا أعبر فيه عن استنكاره ودهشته من صدور تلك التصريحات عن امرأة، والتى من المفترض أن تقدم الدعم لسيدات مثلها، فضلًا عما تضمنته من صورة غير حقيقية عن نساء مصر، مؤكدًا أن نسبة 40 فى المائة من السيدات المصريات معيلات ويعملن فى مهن بسيطة خارج مظلة التأمين الصحى. وطالب المركز أن تتقدم الفنانة هيدى بالاعتذار لسيدات مصر الفضليات، التى حضت من قيمتهن، مشددًا على الدور العظيم الذى تلعبه المرأة المصرية كشريك أساسى فى المجتمع من خلال دفع عجلة التنمية للأمام، وأن المرأة المصرية ناضلت بشكل فعال على كل المستويات، كما شاركت بقوة فى كل الاستحقاقات الانتخابية بشكل يؤكد مدى اهتمامها بالشأن العام، وهو ما لا يصح معه أن يتم تشويهها بمثل هذه التصريحات المستفزة. ووفقًا لدراسة لقسم العلوم الإنسانية التابعة لجامعة ماكنزى بمدينة ساو باولو البرازيلية والتى تم نشرها عبر الإنترنت، وشملت جنسيات مختلفة، أن هناك زوجات أكثر ارتكابًا للخيانة الزوجية من غيرهن وهن عشرة أنواع، (المرأة التى لديها عدد كبير من الأصدقاء الذكور، والتى تهتم بجذب واستحواذ اهتمام الآخرين لها بشكل مرضى، والمرأة المادية التى تود أن ترتبط برجل ثرى يقدم لها الهداية الثمينة، والمرأة التى تحب المغامرة دون حساب العواقب، والمرأة الملولة التى تمل من الأشياء بسرعة، وكذلك زوجها، والزوجة مدمنة الكحول والمخدرات «وتشير الدراسة أن 20 فى المائة من حالات وقوع المرأة للخيانة تتضمن وقوعها تحت تأثير المخدرات، والمرأة مدمنة الجنس والأفلام الإباحية، والمرأة التى خانها زوجها، والتى تشعر بأنوثتها عبر العلاقة الحميمة فقط، فهى تريد أن تمارس الجنس مع أكثر من رجل لتشعر بأنوثتها، والمرأة التى لديها صديقات كثيرات وقعن فى الخيانة مما قد يدفعها لتقليدهن). وتقدم المحامى سمير صبرى ببلاغ للنائب العام، ضد الفنانة هيدى والقناة التى قدمت من خلالها البرنامج، مطالبًا بالتحقيق معها ومعاقبتها، على تلك التصريحات، معتبرًا إياها تكرارًا للإسفاف وتدميرًا للأسر، وإهانة لم يسبق لها مثيل للمرأة المصرية، وأن هذه التصريحات أدخلت الشك فى سلوك المرأة المصرية، وفى تصرفاتها كما اعتبرها تشجيعًا على الخيانة وعلى الرذيلة. وبرغم الغضب العارم الذى أصاب الجماهير بهذه التصريحات، إلا أنها ليست المرة الأولى التى يتحدث فيها برنامج عن «الزوجات الخائنات»، إذ تحدثت الدكتورة هبة قطب فى برنامج بوضوح عن الخيانة الزوجية من قبل الطرفين، كما قدمت حلقة كاملة بعنوان الزوجة الخائنة فى برنامجها «بدون رتوش» عام 2010، وقدمت خلاله تحليلًا عن أسباب خيانة الزوجات، وأنواعها ودرجاتها وأبعادها على المرأة نفسها، وزوجها ومجتمعها، وأشارت حينها إلى أن نسبة الزوجات حينها ليست كبيرة ولكنها موجودة، مؤكدة أنها يصل إليها العديد من الشكاوى بشأن خيانة الزوجات، لافتة إلى أن استنكار المجتمع للزوجة الخائنة أكثر من الزوج الخائن، يرجع إلى أن المركز الحسى والغريزة الأساسية للمرأة هى الأمومة، بينما والعاطفة والغريزة الأساسية للرجل هى الجنس، وعندما تكسر المرأة تلك الفطرة التى خلقها الله عليها والسجية التى وهبها إياها. وأشارت قطب إلى أن أسباب الخيانة متعددة، وبعضها يقع على عاتق الزوج نفسه، لكنها أكدت عن أنه ليس هناك أعذار للخيانة مهما كانت، وأشارت إلى أن من أسباب الخيانة سفر الزوج وترك الزوجة وحيدة وبعيدة عنه، مما يخلق لديها فراغ مما يوقعها فى الخيانة، فضلًا عن الفراغ العاطفى والفراغ الجنسى والنفسى، وكذلك المعاملة السيئة والعنف ضد المرأة والمشاكل الأسرية، وأضافت أيضا أن هناك زوجات ليس لديهن مبررات للخيانة، غير أنها تشتكى من أن الزوج لا يسمعها ولا يهتم بها، أو أنه نمطى وروتينى. وبحسب على محمد، المحامى المتخصص فى قضايا الأحوال الشخصية، فإن ردود الفعل بالنسبة لقضايا الزوجات الخائنات تختلف من زوج لآخر، فهناك من يكتفى بالطلاق خوفًا على الأولاد، وهناك من يجن جنونه ليصل الأمر للتنكيل والقتل. ويشير المحامى، إلى أن من أغرب القضايا التى باشرها خلال عمله، هى قضية زوج صور زوجته أثناء خيانتها له، ثم رفع عليها قضية للثأر منها، فضلًا عن قضايا شهيرة مثل ضابط الشرطة الذى أطلق النار على زوجته وشخص آخر كان معها فور عودته إلى المنزل، واللذان حاولا الهرب من النافذة، ولكنه لحقهما بطلقاته، وأيضا القضية التى أثيرت منذ شهور بشأن إلقاء زوج لزوجته من الطابق الثالث بفيلا بالشروق بسبب خيانتها له مع خفير يحرس الفيلا بعد زواج قارب 15 عامًا، وآخر أحرق زوجته بعد اكتشاف خيانتها له مع صديقه. ويقول الدكتور أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن بالأزهر، إن الأخلاق الشريفة لا ينبغى لها النزول إلى الأخلاق المتدنية، معتبرًا أن ما تضمنته تصريحات الفنانة هيدى كرم بشأن الزوجات الخائنات يعتبر إهانة للمصريات العفيفات الشريفات وواصفًا، إياه بالهراء الذى يحط من قدر المرأة المصرية المكافحة الشريفة. وأضاف كريمة، أن النساء المصريات مكافحات، فمنهن من يعملن فى الحقول والمصانع، ومنهن من يعمل فى الدواوين الحكومية، فضلًا عن المسجونات الغارمات اللاتى يحافظن على شرفهن وعفتهن. ودعا كريمة إلى ضرورة تقديم من ينشر الشائعات التى تنال من المرأة المصرية، إلى المحاكمة أمام القضاء، بتهمة إفساد الذوق العام، والإضرار بمصر إلى حد الخيانة العظمى للوطن، وإهانة شرف المصريات اللواتى قدمن قادة الفكر والرأى والقيادات السياسية والعسكرية. ولفت، الدكتور هاشم بحرى رئيس قسم الطب النفسى بالأزهر، إلى أنه ليست هناك إحصاءات أو نسب محددة لخيانة المرأة، لافتًا إلى أن القول بأن 40% من السيدات خائنات إحصائية ليس لها أساس من الصحة، إذ أن تلك النسب تُحدد من خلال عدد جرائم القتل التى كان سببها خيانة الزوجة، وذلك بواسطة الطب الشرعى، منبهًا إلى أنه فى الغالب فإن مرض الشك المبالغ فيه للزوج، يكون هو سبب القتل وليس خيانة الزوجة. وأرجع بحرى، سبب خيانة الزوجات إلى سوء معاملة الأزواج لزوجاتهن، والإهمال والجفاء بين الطرفين مما يجعل الفرصة سانحة لآخر ليحتل قلب زوجته، وأشار إلى أهمية تأكد الزوج من تلك التهمة قبل أن يقذف بها زوجته، وأشار أن ليست كل من تتحدث على الإنترنت أو فى التليفون تعتبر خائنة حيث يتوقف الأمر على محتوى الكلام نفسه والمعاملة من قبل الطرفين، وأشار إلى أن الخيانة درجات، حيث إن هناك خيانة جسدية، وهناك الخيانة عبر الهاتف، والخيانة على مواقع التواصل الاجتماعى، والخيانة العاطفية.