الإعلان على كوبرى أكتوبر ب350 ألف جنيه.. و100 ألف على «الدائرى».. و150 ألفا على المحور 30 ثانية على الراديو ب1500 جنيه.. وعلى التليفزيون ب12 ألفا.. و700 جنيه يوميا للبودى جارد رغم تحديد اللجنة العليا للانتخابات سقف حجم الدعاية الانتخابية للمرشح الفردى بنصف مليون جنيه، مقابل 7.5 ملايين جنيه للقائمة التى تضم 15 مرشحًا، و22 مليون جنيه للقائمة التى تضم 45 مرشحًا، إلا أن المرشحين كعادتهم تخطوا هذا الحاجز مع انطلاق صافرة الدعاية الانتخابية بمراحل. ونحاول فى هذا التحقيق الإجابة على التساؤل المهم: «أين تذهب أموال المرشحين؟»، مستعرضين عددًا من المهن المرتبطة بالمواسم الانتخابية فى مصر. لعل أول ما يفكر فيه المرشح هو طباعة منشورات إعلانية لتقديم نفسه إلى أهالى الدائرة، وهو ما يعنى أن مقصده الأول سيكون المطبعة. وتذيع شهرة مطابع شارع محمد على بمنطقة العتبة، بكونها الملاذ الأول للمرشحين لطبع الملصقات واللافتات التى تخطب ود الناخبين. وترتبط مطبعة الدرينى بعدد من مشاهير المرشحين الذين يطبعون ملصقاتهم ومنشوراتهم بها، مثل الدكتور عمرو الشوبكى، مستشار رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، والمرشح المستقل لمجلس الشعب عن دائرة الدقى، وهشام الهرم، مساعد الأمين العام لحزب الحركة الوطنية المصرية، ومرشح مجلس النواب، بدائرة دار السلام فى سوهاج، وأحمد مرتضى منصور، نجل رئيس نادى الزمالك، والكاتب الصحفى مصطفى بكرى. وقال الشيخ على، مدير المطبعة، إن أسعار اللافتات والملصقات متفاوتة ومختلفة بحسب الخامات المستخدمة، فأوضح أن ألف بوستر من مقاس 50 سم عرض و70 سم طول تتكلف 750 جنيها، وكلما زادت الكمية يقل السعر نسبيًا. بينما يبلغ سعر ألف بوستر من مقاس 25 سم فى 35 سم 275 جنيها. أما بالنسبة للبنرات، فسعر البانر الواحد بمقاس متر فى متر 13 جنيها، أما البانر مقاس 2 متر فيبلغ 50 جنيها، مشيرًا إلى أن أقل كمية تطلب وقت الانتخابات تتخطى 50 ألفًا بوستر، و100 بانر، ويدفع العميل نصف المبلغ مقدمًا والباقى بعد الاستلام. أما مطبعة الفاروق فرفضت التعاقد على مزيد من الطلبات فى الوقت الحالى، بسبب طباعتها احتياجات أكثر من مرشح، مشيرة إلى أن أقل كمية تعاقد عليها مرشح 100 ألف بوستر و100 بانر. وفى مطبعة العاصم، يبلغ سعر ألف بوستر مقاس 70 سم فى 50 سم 900 جنيه، مقابل 600 جنيه لألف بوستر مقاس 50 سم فى 35 سم، و300 جنيه لألف بوستر مقاس 35 سم فى 25 سم، و200 جنيه مقابل ألف بوستر مقاس 10 سم فى 10 سم. كما يبلغ سعر البانر الواحد 12 جنيها، فيما تبلغ تكلفة طباعة ألف كارت شخصى 50 جنيها. وفى مطبعة ظهران، يقول مديرها محمد ماهر إن سعر الألف بوستر مقاس 50 سم فى 70 سم 600 جنيه، مقابل 350 جنيها لألف بوستر مقاس 35 سم فى 50 سم. بيزنس الوكالات وتأتى الوكالات الإعلانية لتستغل الموسم الانتخابى هى الأخرى، عبر عرض مساعدة الناخب فيما يتعلق بالانتخابات الخارجية، وفى الراديو، والتلفزيون، والمواقع الإخبارية، والصحف الورقية. وتتراوح تكلفة إعلانات الأوت دور على كوبرى أكتوبر مثلا لمدة شهر واحد بين 50 ألفا إلى 350 ألف جنيه، وعلى الطريق الدائرى بين 30 ألفا إلى 100 ألف، وطريق المحور من 45 ألفا إلى 150 ألفا. أما بالنسبة للدعاية على الراديو فتكلفة إعلان مدته 30 ثانية 1500 جنيه، ويزيد المبلغ مع زيادة الثوانى. وفى الصحف الورقية يتراوح إعلان نصف صفحة أولى بين 98 ألفا إلى 172 ألفا، وصفحة داخلى بالكامل بين 102 إلى 231 ألفا، فيما يتراوح سعر الصفحة الأخيرة بين 155 إلى 245 ألف جنيه. وفى التليفزيون وضعت الوكالات الإعلانية شريحة للمعلنين وتصنيفها إلى فئتين، الأولى 20 ثانية تبدأ من 8 آلاف إلى 10 آلاف، و30 ثانية تبدأ من 10 إلى 12 ألف. أما الفئة الثانية وتكون فى أوقات غير المشاهدة وتكون مدتها 30 ثانية مقابل 4 إلى 6 آلاف جنيه. وتبقى المواقع الإخبارية هى الجهة الأخيرة التى يلجأ إليها المرشحون حيث يساوى الإعلان الثابت على الموقع 7 آلاف جنيه فى اليوم الواحد وفى حال تخطى حاجز المليون مشاهدة يساوى 22 ألف جنيه. متعهدى الفراشة وتعد الانتخابات موسمًا لمتعهدى الحفلات والأفراح والمآتم أيضا، فيقول فوزى الشيهى، صاحب محل فراشة بمدينة نصر، أن تعداد متعهدى الفراشة على مستوى الجمهورية بلغ 30 ألف متعهد تقريبًا، وجميعهم يعملون وقت الانتخابات وقبلها بحوالى ثلاثة أو أربعة شهور مع المرشحين. فأوضح أن السرادق الانتخابى الواحد يتكلف ما يتراوح بين ألفين و6 آلاف جنيه، مقابل ساعتين على الأكثر، ما يعنى أن المتعهد الواحد يمكنه إقامة ما يقرب من 70 سرادق انتخابى خلال 4 أشهر. الخطاطون يقول خالد الدليل، خطاط ومدرس بمدرسة الخط العربى فى المنوفية، إن عدد العاملين بهذه المهنة وفقًا لإحصائية مدارس الخط العربى على مستوى الجمهورية بلغ 12 ألف خطاط. وأوضح أن تكلفة اللافتات وأجر الخطاط تزيد بنسبة 80 فى المائة عن سعرها بالأيام العادية، ويبدأ العمل قبل موسم الانتخابات بحوالى عام، وينشط قبل 3 أو 4 شهور من فتح باب الترشح. وقال إن سعر اللافتة على قماش «الدمور» بمقاس 50 سم فى 3 أمتار تصل إلى 70 جنيها، مقدرًا ربح الخطاط الواحد من موسم الانتخابات بحوالى 7 آلاف جنيه عن الشهر الواحد فى مناطق كمدينة نصر والتجمع والدقى وشبرا، بينما لا يزيد عن ألفى جنيه شهريًا فى الأرياف والصعيد، ما يعنى أن الخطاطين خلال موسم الانتخابات يحصلون على 50 مليون جنية على الأقل. ولفت إلى كساد الأقمشة فى الوقت الحالى بسبب لجوء المرشحين إلى لافتات البانر، البلاستيك. البودى جارد يكون اللجوء إليه بغرض تأمين المرشح وحمايته خلال جولاته الانتخابية، فضلا عن كونه وجهة اجتماعية للمرشح أمام أهل الدائرة. ويقول الكابتن رفعت بيومى، صاحب مكتب «رفعت جارد» بشارع الهرم، إن هناك نظامين للتعامل مع المرشح، الأول يكون بتأجير البودى جارد للمرشح طوال أيام الدعاية الانتخابية، ليصاحبه أينما يذهب وفى بعض الحالات يكون مسلحًا وهنا يزيد سعره ليصل إلى 700 جنيه عن اليوم الواحد، والنظام الثانى هو تأجير البودى جارد أيام التصويت فقط مقابل 800 جنيه، كما يدفع المرشح مبلغًا يتراوح بين ألفين و5 آلاف جنيه كتأمين حال تعرض البودى جارد إلى إصابة، يسترده المرشح بالكامل عقب انتهاء مدة خدمة البودى جارد. الرداحة بحسب دراسة أمنية أعدها اللواء رفعت عبدالحميد، خبير العلوم الجنائية، تزدهر مهنة «الردح» وقت الانتخابات، وقد جسدتها السينما المصرية من خلال فيلم «خالتى فرنسا»، حيث المرأة التى «ترمى بلاها» على الناس مقابل مبلغ مالى. ولفت إلى أن أجر الرداحة يصل إلى 800 جنيه فى اليوم الواحد، للردح وافتعال المشاكل داخل سرادق المنافسين الانتخابية، و600 جنيه لفضح المرشح فى مقر عمله، إضافة إلى تهم أخرى تكون فى انتظار المرشح المنافس، كهتك العرض مقابل 5 آلاف جنيه، وضرب أفضى إلى موت مقابل 15 ألف جنيه، أما تهمة التحرش الجنسى فيمكن إلصاقها بأى مرشح مقابل 700 جنيه يدفعها خصمه. سمسار الانتخابات يطلق عليهم شيوخ السياسة «عمداء حوارى الديمقراطية»، حيث تختصر مهنتهم فى توفير الناخبين للمرشح الذى يدفع أكثر، وينتشرون على مستوى الجمهورية ولا تكاد تخلو دائرة انتخابية منهم، ويتراوح سعر الصوت الانتخابى فى قائمتهم بين 50 جنيها و600 جنيه بحسب المناطق، فيبلغ 300 جنيه فى الدقى والعجوزة، و500 جنيه فى قصر النيل.