الاحتفال يتم فى شادر بجوار مسجد الحصرى.. والنفيس وطاهر والموسوى أبرز الحضور المحتفلون خليط من المصريين والعراقيين والإيرانيين فى كل يوم يوافق الثامن عشر من شهر ذى الحجة، يحل عيد الغدير، الذى ينتظره الشيعة كل عام لإقامة مراسم الاحتفال به. وقررت «الصباح» هذا العام حضور إحدى هذه الاحتفالات التى تقام فى مصر، وتحديدًا فى مدينة 6 أكتوبر. فى بداية الأمر ذهبت محررة «الصباح» إلى شوادر الشيعة، وهى عبارة عن خيام يتجمع بها الشيعة للاحتفال بهذا العيد فى مدينة 6 أكتوبر. وارتدت الجلباب الأسود، ودخلت إحدى الشوادر على أنها شيعية، وتريد المشاركة فى مراسم الاحتفال بالعيد. بعد دخولها بوقت قليل، تجمعت القيادات الشيعية، وعلى رأسها الدكتور أحمد راسم النفيس، وطاهر الهاشمى ومحمود جابر، بالإضافة إلى كثيرين من الشيعة المصريين والإيرانيين والعراقيين. وبدأ الشيخ هانى الموسومى الخمينى الحديث عن عيد الغدير، قائلًا: «إن صيام يوم الغدير يعدل صيام عمر الدنيا، فلو عاش إنسان عمر الدنيا ثم صام يوم غدير، عمرت الدنيا له ولكان له ثواب ذلك، وصيامه يعدل عند الله عز وجل مائة حجة، ومائة عمرة، وهو عيد الله الأكبر «منوهًا أن صوم هذا العيد فرض على الشيعة». بعد ذلك اصطف الرجال فى الأمام، بينما وقفت النساء فى الخلف، وأمام كل فرد تربة كربلاء، ثم أدى الشيخ الأذان الشيعى، وحين أوشكوا على أداء الصلاة، اعتذرت محررة «الصباح» عن عدم استطاعتها الصلاة لأنها تصطحب طفلًا معها ولا تستطيع الصلاة به - وقاموا بأداء صلاة يوم عيد الغدير، وهى عبارة عن ركعتين من قبل أن تزول الشمس بنصف ساعة، ثم بدأوا فى قراءة سورة الحمد عشر مرات، وسورة ليلة القدر عشر مرات، وآية الكرسى عشر مرات، لأن هذا يعادل مائة ألف حجة ومائة ألف عمره، حسب اعتقادهم. ثم بدأوا فى الدعاء قائلين: «اللهم ثبتنا على ولاية على بن أبى طالب، ولقد ضاعت الأمة الإسلامية عقب وفاة الرسول - صلى الله عليه وسلم-، ووديعة الرسول - صلى الله عليه وسلم-، ولم تعمل بوصيته، ما أدى إلى تفككها وخلافها وانحرافها، وأجدادنا حكموا علينا بالضياع، ونحن اليوم لا نستطيع إعادة على بن أبى طالب، ولكننا نجدد الولاية له ونجدد بيعتنا للإمام المهدى، وسنمضى فى مشروعنا التمهيدى لدولة العدل الإلهية، والحفاظ على الدولة الشيعية الكبرى». ثم قال الشيخ الديب قنديل: إن الشيعى كمال الدين ذكر فى كتابه أن معظم علماء السنة اجمعوا على أحقية على بالخلافة، وذلك من خلال الآية الكريمة قائلًا: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا)، نزلت يوم عرفة فى حجة الوداع، إلا أن علماء الشيعة وقلة قليلة من علماء السنة يقولون أنها نزلت يوم غدير خم، وأن النبى قال بعد نزولها: «اللهُ أَكْبَرُ عَلَى إِكْمَالِ الدِّينِ، وَإِتْمَامِ النِّعْمَةِ، وَرِضَا الرَّبِّ بِرِسَالَتِى، وَالْوَلاَيَةِ لِعَلِىٍّ مِنْ بَعْدِى»، وأن عددًا كبيرًا من الصحابة هنأوا الإمام على بن أبى طالب فى هذا اليوم، ومنهم أبو بكر الصديق والفاروق عمر بن الخطاب - رضى الله عنهم -، فقال كل منهم: «بخٍ بخٍ لك يا ابن أبى طالب، أصبحت وأمسيت مولاى ومولى كل مؤمن ومؤمنة». وعقب الانتهاء من الدعاء بدأت مراسم الاحتفال، وكانت هناك مجموعة من الأشخاص يقتصر دورهم على تقديم الطعام، الذى كان عبارة عن لحوم وأرز فقط، لكل الشيعة المتواجدين بثلاث شوادر شيعية فى هذا اليوم. عقب أذان المغرب، والذى أدوا فيه الأذان بصيغته الشيعية أيضا، بدأوا يتناولون طعام الإفطار، فيما بدأ الرجال والنساء المتشحات بالسواد، يشغلون الأغانى التى تعبر كلها عن مغزى واحد، وهو أن على بى أبى طالب ولى الله، وأن الإمام المهدى سوف يأتى من الشيعة، وأن الشيعة سوف تقوم على بيعته، ثم بدأوا باللطم على وجوههم وصدورهم، بينما تلطم النساء على وجوههن فقط. وتلى ذلك ذبح الطيور، بينما يقوم الحضور بوضع الدماء على جبين كل منهم، وهم يرددون إن «عليًا ولى الله». وبعد أداء المراسم، التى استغرقت نحو ثلاث ساعات، باتوا يصلون ركعتين لله عز وجل على تربة كربلاء، شكرًا له على أن يوم الغدير هو يوم على بن أبى طالب، يوم خلافته، وأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أوصى بخلافته. وتلى ذلك أن الجميع بدأ فى خلع الجلابيب السوداء وارتداء البيضاء، حيث يضعون عليها دماء الطيور، التى ذبحوها، ثم يبدأون فى إطعام المساكين، ليتبعوا ذلك بأداء الحضرة. وعقب الانتهاء من اللطم على الوجه، قامت السيدات بجلب قطع من القماش الأبيض الملطخ بدماء الطيور، وأخذن يمزقنه، فيما تولت سيدات آخريات توزيع الطعام على المحتاجين بالشوارع، «كنوع من الصدقات على روح مولانا على بن أبى طالب». الناشط الشيعى عفيف الموسوى قال ل«الصباح»: إن عيد الغدير بمثابة يوم عرفة عند السنة، فهو اليوم الذى تكفر فيه الذنوب لمدة عامين. ويقول: «احتفالنا بهذا العيد بمثابة أداء فريضة الحج والعمرة لمدة عشرة أيام، فيوم عيد الغدير يعتبر اليوم المعصوم من الشياطين، لأنه اليوم الذى قام الرسول - صلى الله عليه وسلم - بمبايعة على بن أبى طالب خليفة من بعده، وهنأه الكثير من الصحابة، وأن اجتمع السنة والشيعة على الاعتراف بخلافة على بن أبى طالب فلن يكون حينها هناك أى انشقاق فى صفوف المسلمين وتوحيد صفوفهم». من جانبه، قال الدكتور أحمد السلمانى، أستاذ العلوم بجامعة الأزهر، إن كل ما يدعونه الشيعة فى الاحتفالات بعيد الغدير مجرد خرافات، وليس لها أساس من الصحة. وأكد أن عمر بن الخطاب هو من كان ولى الله، وأن على بن أبى طالب كان من المقربين إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم-. واتهم الشيعة بتحريف التاريخ الإسلامى، لافتًا إلى عدم اعتراف المسلمين بعيد الغدير.