المسيرات العارية وجرح الأذرع وإيقاد الشموع والحج إلى إيران أهم طقوس الاحتفالات الشيعية كريمة: الأزهر يرفض هذه الاحتفالات الشيعية لأنها لم ترد فى القرآن احتفلت الطائفة الشيعية الأسبوع الماضى بعيد الغدير، هو من الأعياد الشهيرة جدا فى العقيدة الشيعية والبعض يعتبره أهم من عيدى الفطر والأضحى لدى أتباع المذهب الاثنى عشرى. عيد الغدير يحتفل به الشيعة فى الثامن عشر من ذى الحجة من كل عام هجرى، وتستمر احتفالاته أربعة أيام مثل عيد الأضحى، وسبب هذه الاحتفالات تاريخيًا يعود إلى أن الشيعة يعتقدون أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) أثناء عودته إلى المدينةالمنورة بعد حجة الوداع خطب فى المسلمين خطبة عيَّن فيها عليّا كرم الله وجهه خليفة على المسلمين من بعده، والخطبة قيلت فى مكان يُسمى ب «غدير خم» سنة 10 ه. الشيعة تاريخيًا استدلوا بتلك الخطبة على أحقية على بالخلافة والإمامة بعد وفاة النبى محمد، بينما يرى أهل السُنة أن هذه الخطبة تبين فقط فضائل على الدينية للذين لم يعرفوا فضله، وأن الرسول فيها يحث المؤمنين على محبة علي وولايته لما ظهر من ميل المنافقين ضده وبغضهم له، ولم يقصد أن يوصى له ولا لغيره بالخلافة. من هذه اللحظة بدأ الخلاف التاريخى بين السُنة والشيعة بأحقية على بن أبى طالب بالخلافة من عدمه، فأهل السُنة يرون أحقية أبوبكر وعمر وعثمان بالخلافة قبل الإمام على، بينما يرى الشيعة عكس ذلك، ولهذا فيعتبر الشيعة أن أيام عيد الغدير هى مثل أيام العيد الأكبر لديهم، الذى يثبت أحقيتهم بهذا الخلاف التاريخى الدينى الحاد. طقوس الاحتفال بعيد الغدير عند الشيعة مختلفة عما اعتاده أهل السُنة، فعلى سبيل المثال يُعتبر صيام هذا اليوم عند الشيعة من أفضل العبادات وهو مستحبٌ وليس الصيام فيه حرامًا كالعيدين الآخرين عند السُنة. تواصلنا مع إسلام الرضوى الناشط الشيعى، الذى قال إن عيد الغدير بالنسبة لهم هو أهم احتفالات السُنة، موضحًا: «لا تمر هذه المناسبة إلا ونقيم احتفالات دينية وتبريكات يتبادلها المحبون لأمير المؤمنين على بن أبى طالب، وندعى فيها أن يثبتهم الله على ولايته والبراءة من أعدائه، ثم ننثر الورود ونشعل الشموع ونتبادل التهانى لأنه العيد الأكبر بالنسبة لنا.» طقوس دينية مختلفة الرضوى فصل لنا الاحتفالات والطقوس الدينية الشيعية احتفالًا بعيد الغدير بقوله: « نقوم بجرح أذرعنا فى مسيرات علنية ونكون معبئين أجسادنا بالعطور، ويجب أن يكون النصف الأعلى من أجسادنا عاريا، والسيدات تبدأ فى ملء الأوانى بالحلوى وإيقاد الشموع داخل المنازل، وهذا يرمز إلى إحياء مرقد الإمام علي، ثم نقوم بزيارة مقامات ولديه الإمامين الحسين وأخيه أبى الفضل لنقدم التهانى لمريدينهما بهذه المناسبة الإسلامية العظيمة، التى قال فيها الرسول «من كنت مولاه ف على مولاه.. اللهم عاد من عاداه ووال من والاه وانصر من نصره واخذل من خذله». وقال الناشط الشيعى ان احتفالاتهم بعيد الغدير فى اليمن والعراق والبحرين وكل الدول التى بها أعداد كثيرة من الشيعة تتم بسلاسة على الرغم من التهديد التى يتعرضون لها من قبل التيار السلفى، بينما قال عن مصر: « نحن نعلم أن الأمن المصرى لن يتركنا نمارس الاحتفال بعيدنا الأكبر على حريتنا، مثلما يحدث مثلًا فى مولد الإمام الحسين، لكننا نفعل كل الطرق حتى نمارس احتفالاتنا فى أضيق الحدود، فخوف الشيعة من ممارسة عاداتها وطقوسها ليس من الأمن فقط بل من الأمن والسلفين والمدافعين عن آل البيت، فكل هؤلاء هذا يحرمونا دومًا من ممارسة طقوسنا. الرضوى قال إن آخر طقوس الاحتفال بعيد الغدير هى السفر إلى إيران لزيارة منطقة النجف المقدسة والدعاء عند مقام سيدنا على بن أبى طالب ونترحم عليه ونبكى الظلم الذى وقع عليه وعلى ذريته. الطقوس السابقة ليس كل شىء، فعيد الغدير يشبه العيد الكبير عند السُنة فى توزيع اللحوم على فقراء الشيعة، ويتم توزيع الصدقات عليهم «من خير الإمام» كما يقولون. الأزهر يرفض طقوس الشيعة على الجانب الآخر صرح الشيخ أحمد كريمة أن طقوس الشيعة فى عيد الغدير غير معترف بها فى مصر، فالسُنة لا يعترفون بهذا العيد ويعتبرون خطبة الغدير - إن صحت- مجرد توضيح لمزايا الإمام على الدينية، بينما الشيعة تؤمن بأحقية على بن أبى طالب فى الخلافة وهذا يجعلهم يتجاوزون فى حق أبو بكر وعمر وعثمان رضوان الله عليهم، وما يدعيه الشيعة بأن سائر المسلمين يحتفلون بعيد الغدير ليس له أساس من الصحة. كريمة اعتبر أن العديد من طقوس الشيعة فى عيد الغدير خارجة عن روح الإسلام وتدل على انعدام الحياء، موضحًا أن احتفالات هذا العيد فى صنعاء تكون بأن يخرج الرجال فى الشوارع شبه عراة ويجرحون أنفسهم، وليس فى الإسلام ما ينص على ضرورة التعرى أو إيذاء النفس، ويعتبر أن دور علماء السُنة هو توضيح هذه الأخطاء غير المنصوص عليها فى القرآن أو السُنة. وفى نفس السياق قال لنا اللواء محمود زاهر الخبير الأمنى إن قوات الشرطة لديها تعليمات بعدم السماح للشيعة بممارسة طقوسهم بشكل علنى، لأنهم عندما يندفعون فى ذلك يصبح الأمر أشبه بالمجزرة، وتنتج خلافات ومشاجرات كثيرة بينهم وبين السلفيين المجتمع فى غنى عنها. اللواء زاهر بدوره اعتبر أن هذه الطقوس بدع بعيدة عن روح الإسلام، ولن يسمح الأمن بتركها تحدث فى شوارع مصر لأنها تعرض المواطنين للخطر، موضحا أن كثيرًا من القيادات الشيعية كان محبوسا فى عهد مبارك وأطلق سراحهم المعزول محمد مرسى، والأمن مستعد لإعادة القبض على من يتجاوز الخطوط الحمراء منهم ويهدد السلم المجتمعى.