*الجيش يقاتل مسلحى سيناء فى بيئة «غير صديقة».. ومشاركة القبائل فى العمليات يفكك الدولة *قوات الجيش طاردت الإرهابيين بعد انتهاء الاشتباكات.. و3 من كبار قيادات «داعش سيناء» بين القتلى *مسلحو «ولاية سيناء» صعدوا أسطح المنازل.. والأباتشى و16 F والقوات الخاصة حسمت الموقف *بعض مصابى «داعش سيناء» يعالجون فى مستشفيات بغزة.. وابن أحد قيادات حماس يمد المصابين ببطاقات مزورة *لا أعتقد أن حماس غامرت بالمشاركة فى العملية الأخيرة.. وقد تكون دفعت بجماعات تكفيرية لمصر كشف الدكتور، سمير غطاس، مدير مركز القدس للدراسات، عن معلومات مهمة بشأن اعتزام إرهابيى ما يسمى بتنظيم «ولاية سيناء» إقامة مؤتمر صحفى لإعلان إمارة إسلامية فى حال تمكنهم من السيطرة على المدينة بشكل كامل، بينما كانوا ينتظرون وصول إمدادت عسكرية وبشرية عبر البحر لدعمهم بحسب ما كان مخططًا، ولفت غطاس فى حواره مع «الصباح» إلى أن نجاح قوات الجيش المصرى فى حسم الموقف والقضاء على العناصر الإرهابية أفشل مساعيهم وكبدهم خسائر كبيرة فى الأوراح ومن بينهم 3 من كبار القيادات.. وإلى نص الحوار: ما الجديد الذى حملته العملية الإرهابية الأخيرة فى سيناء وهل تتشابه مع عمليات سابقة ؟ - أقرب تشبيه لها هو عملية كرم القواديس (24 أكتوبر 2014)، وذلك من حيث استهداف توجيه ضربة لإحداث أكبر خسائر فى أحد أهم الأكمنة لأنه يشرف على أربعة مفارق، فضلًا عن أنها من حيث تكنيك الحركة عملية مركبة واستخدمت فيها تكتيكات معروفة وليست لأول مرة، وبدأت كرم القواديس بإطلاق قذيفة هاون على الكمين، ثم دخلت سيارة ملغمة لتنفجر فى مدرعتين، ومع بدء وصول الإمدادات العسكرية للكمين بدأ الإرهابيون فى اصطياد أفراد الإمدادات، ووصلت الخسائر إلى 30 شهيدًا، وبالنسبة للعملية الأخيرة بالشيخ زويد، فإنها تختلف فى أن عدد المهاجمين كان الأكبر من نوعه، والأسلحة المستخدمة كانت كبيرة وليست متطورة، إذ أن رشاش 14.5 مضاد للطائرات وأحيانًا يستخدم فى القذف المباشر، وتم استخدامه فى حال وصول إمدادات بالطائرات فيتم التعامل معها، وتم تلغيم كل الطرق المؤدية إلى الشيخ زويد. برأيك ما هو الهدف الرئيسى لعملية الشيخ زويد؟ - الغرض هو السيطرة على الأرض وليس إيقاع أكبر خسائر فى الكمائن، بهدف الإعلان عن ولاية سيناء، وذلك عبر عدة مراحل، الأولى تضمنت إدخال سيارتين مفخختين لكمينى الرفاعى والسدرة وإسقاط أكبر عدد من الضباط والجنود الموجودين فى الكمين، وبعد ذلك بدأ فتح الطريق لدخول سيارات وموتوسيكلات عليها الدفعة الثانية من عناصر التنظيم ليدخلوا قلب مدينة الشيخ زويد، وحاولت احتلال قسم الشرطة، لترفع عليه أعلام داعش، وتجب الإشارة إلى أنها ليست المحاولة الأولى فقد حدث فى 2011 أن رفع تنظيم التوحيد والجهاد أعلامًا سوداء على قسمى أول وثانى العريش، ولكن هذه المرة كان هناك هدف سياسى من رفع أعلام داعش وهو الإعلان عن أى ولاية سيناء قائمة بالفعل. وهل هناك أى معلومات بشأن ما كان ينتوى الإرهابيون الإقدام عليه فى حال نجحوا فى السيطرة على الشيخ زويد؟ - على الجهات المعنية التحقيق والاستقصاء، بشأن صحة معلومات تقول إن عناصر «داعش سيناء»، كانوا يضعون تصورًا وخططًا أنه وبعد السيطرة على قلب مدينة الشيخ زويد وقسم الشرطة، ستأتيهم إمدادات مسلحة أخرى ليقيموا مؤتمرًا صحفيًا يعلنون فيه إقامة الولاية، ولكى يتضح الأمر فإن الشيخ زويد لها شريط ساحلى على البحر المتوسط مجاور لغزة مباشرة، وفى غزة هناك نوع من الزوارق يقطع المسافة من رفح الفلسطينية إلى الشيخ زويد فى أقل من عشر دقائق، وهناك سيناريو يقول إنه إذا كانت الجماعات الإرهابية قد تمكنت من عقد مؤتمر صحفى فى قلب الشيخ زويد لإعلان الإمارة كان من الممكن أن تأتيهم إمدادات دعم فى شكل مجموعات مسلحة من الساحل فى غضون 10 دقائق. بشكل واضح هل حماس متورطة فى عملية الشيخ زويد؟ - هناك أقاويل حالية لا أملك التحقق منها إلا بعد تأكيد ثبوتها فعليًا، وتشير إلى أن جسد وسحنة بعض جثث الإرهابين لا تشبه أهالى سيناء، وبالتالى علينا أن نثبت ذلك حقيقة وليس بالكلام، ومن ناحية أخرى لا أعتقد أن حماس تغامر فى هذا التوقيت بالمشاركة فى هذه العملية، لكنها قد تدفع بجماعات أخرى تكفيرية فى غزة للداخل المصرى، تمامًا كما تفعل جماعة الإخوان، وباعتبار حماس جزءًا منهم فهى تمارس الإرهاب بالوكالة، فتساعد وتمول وتدرب وتدعم، لكن لا يتم القبض على أحد من عناصرها. وبشكل عام هل هناك نوع من التعاون بين حماس وداعش سيناء؟ - لدى بالأسماء معلومات عن إرهابيين فى سيناء، عندما يتعرضون لإصابات جسيمة ولا يستطيع التنظيم معالجتهم فى مستشفيات الدولة، يتم تهريبهم عبر الأنفاق ليعالجوا فى مستشفيين بغزة، ويشرف على هذه الحالات طبيب نساء وولادة، وهو ابن أحد أكبر القيادات فى حماس، ويدعى أبو السبع، ويعطى المصابين بطاقات مزورة باسم أعضاء من حماس موجودين فى غزة حتى لا ينكشف أمرهم، ولذلك فقد انتشرت قوات الجيش بسرعة على خط الحدود فى أعقاب العملية التى تمت بسيناء بين مصر وغزة، ليمنع هروب الإرهابيين أثناء المطاردة إلى غزة، حيث يمكن أن يحصلوا على العلاج ويجدوا مأوى ومعسكرات التدريب والتسليح. نعود لتفاصيل العملية.. كيف تمكنت قوات الجيش من إحباط مخطط دواعش سيناء؟ - بعد التفجيرين اللذين وقعا فى كمينى الرفاعى والسدرة، حاولت قوات الجيش الدخول إلى المنطقة لكن الإرهابيين كانوا قد لغموا الطريق، وتمكن خبراء الجيش من التعامل بسرعة مع التفخيخ وبعد أقل من ساعة، من الموجة الأولى من الإرهاب، بدأت الإمدادات العسكرية تصل ويحدث اشتباك، وصعد الإرهابيون على أسطح المنازل المواجهة للقسم للسيطرة عليه، ومع تدخل طائرات الاباتشى والإف 16 والقوات الخاصة، تم تحرير قسم الشرطة، والجديد هنا حدوث مطاردة من قبل قوات الجيش لعناصر المهاجمين، وكانت القوات تكتفى بلملمة الأوضاع فى العمليات السابقة، ولكن هذه المرة كان هناك إصّرار على المطاردة، وتم إغلاق الحدود مع غزة حتى لا يتم تهريبهم، وهناك أنباء عن مقتل 3 من كبار قادة داعش فى هذه العملية وإذا صح ذلك ستكون عملية موجعة للتنظيم. ماذا عن المواد المتفجرة المستخدمة فى هذه التفجيرات.. وكيف تدخل مصر؟ - هناك فيديو تم بثه قبل يومين لتفجير ضخم خلف مدرعتين، وهو يظهر حجم الانفجار الكبير الضخم، ما يعنى أن المادة التفجيرية ذات قدرات عالية، وبصراحة لدينا مشكلة لابد من علاجها، وهى أن الأجهزة الأمنية فى مصر تتعامل فى حلقات منفصلة، فهناك إدارة المفرقعات التى يجب أن تسمى إدارة المتفجرات، والمفترض أن هذه الإدارة تحلل ما تبقى من آثار المادة المتفجرة لكشف نوعها وطريقة تصنيعها فهذا مهم فى تتبع خيط الوصول لمرتكب هذه الجريمة، فإذا كانت مادة «سى فور» المستخدمة فى التفجيرات والتي لا تصنع فى مصر، فإنها قادمة إما من ليبيا أو غزة، وإذا كانت مادة «تى.إن.تى»، فمصدرها مخلفات أسلحة قديمة أو تم تصنعيها بمصر من المحاجر أو أماكن تصنيع الرخام. ما هى ملامح هذه المرحلة الجديدة من العمليات الإرهابية؟ - نحن أمام موجة عاتية لها ميزات خاصة، فهذا الإرهاب جزء من مشروع استراتيجى ضخم مدعوم من القوى الدولية يهدف لتفكيك المنطقة إلى دويلات وإمارات، ومصر هى حجر الزاوية الذى أوقف هذا المشروع فى ثورة 30 يونيو، وأثناء تلك الفترة فإن الرئيس الأمريكى باراك أوباما لم يدل بتصريح لما يقرب من 40 يومًا، وأوكل المهمة إلى وزير الخارجية الذى ربما دخل موسوعة جينيس فى عدد الاتصالات التى أجراها فى تلك المرحلة، فى محاولة منه لفهم ما حدث، واحتواء النتائج، فالولايات المتحدة كانت تراهن بشدة على جماعة الإخوان، وكان المشروع يمضى قدمًا لتفتيت المنطقة، ويظل الإرهاب هو جزء من هذا المشروع. كيف يمكن توجيه ضربة حاسمة وقاضية تجاه هذا التنظيم؟ - مازلت مُصرًا على أن أحد صعوبات مواجهة الإرهاب فى سيناء تنبع من أن الجيش يتعامل مع العناصر المسلحة فى بيئة غير صديقة، وهذا الكلام قد يغضب القبائل، لكن المشكلة أنه وقبل شهرين تم الإعلان عما يسمى ب«اتحاد القبائل فى سيناء» الذى سيساند ويشارك الجيش فى عمليات مسلحة، وأحد الصحفيين البارزين استضاف شخصًا من قبيلة الترابيين لأسباب انتخابية انتهازية على الشاشات، وهذا الرجل ادعى أن التنظيم لا يزيد على 200 شخص، وأن القبائل سترد على هؤلاء، وقد هاجمت وقتها ذلك التوجه بشدة، فلا يجوز لأى قوة فى مصر أيّا كانت نواياها أن تحمل سلاحًا، فسلاح الجيش والشرطة هو الشرعى فقط، ويحظر على أى شخص أو جماعة أو قبيلة حمله حتى لو شارك فى القتال، لأن غير ذلك يؤدى إلى دولة طوائف واقتتال داخلى وإثارة فتنة، وأنا ضد ما يُسمى بالمجلس القومى للقبائل العربية ويجب ألا يوجد فى مصر مثل هذه الكيانات فهذه وصفة لتفكيك الدولة كما حدث فى العراق، ونحن فى دولة فيها مصريون فقط، (مصرى مسلم ومصرى مسيحى ومصرى يعيش فى النوبة ومصرى يعيش فى الصعيد ومصرى يعيش فى سيناء...إلخ) وليس هناك ارتداد لمفاهيم مثل القبيلة، فنحن فى دولة مدنية ترفع شعار المواطنة، ولسنا دولة طوائف. هل القبائل متضررة من الإرهاب أم تتعايش معه؟ - كل القبائل فى سيناء تعرف أبناءها بالاسم، وخالد المنيعى كان رجلًا وطنيًا ساهم فى حروب 1967، و1973، وذهب لنصح ابن أخيه شادى المنيعى، وهو قائد كبير فى «بيت المقدس» وفى طريق عودة خالد تم اغتياله، وقد اغتالت هذه الجماعات 21 من كبار مشايخ سيناء، وقتلت أكثر من 113 شابًا، هؤلاء الإرهابيون يختبئون بين القبائل. تخرج البيانات الرسمية بشكل دورى عن تصفية المئات من التكفيريين.. من أين يأتى التنظيم بعناصره الجديدة؟ - عن طريق تجنيد شباب جدد، والقبائل تعرف أولادها جيدًا، ما طالبنا به هو وقف ما يسمى بالحصانة القبلية عن هؤلاء أو «تشميسهم»، ترفع القبيلة غطاءها القبلى عن أولادها الذين انضموا إلى الجماعات الإرهابية وتعلن التبرؤ منهم، وليس هناك معنى من أن تصفية الجيش لأحد الإرهابيين الذى ينتمى لقبيلة ما فنجد أبناء عائلته يتعاطفون معه وينضمون للتنظيمات الإرهابية، ولدينا واقعة شهيرة فى عام 2013 عندما قدم إرهابيو «بيت المقدس» استعراضًا عسكريًا، ونظموا مسيرة بسيارات دفع رباعى «فور باى فور» فى جنازة لتشييع أحد عناصره، وشاهد ذلك قوات الجيش، وكانت المسيرة تضم شبابًا وسيدات ورجالًا، بينما أصدر التنظيم الإرهابى بيانًا ناشدوا فيه قبائل الرميلات وقبائل سيناوية، للذود عن أبنائهم من المنتمين لبيت المقدس واستفزاز الروح القبلية الغالبة على الروح الوطنية، ولذلك فإن تغذية هذه النعرة القبلية سيؤدى إلى تفكيك الدولة المصرية. إلى أى مدى توجد علاقة بين جماعة الإخوان والعمليات الإرهابية الأخيرة؟ - الجماعة الإرهابية، ومنذ عام 1974 بدأت ممارسة ما يسمى «الإرهاب بالوكالة» بحيث لا يتورطون بأنفسهم فيها، بل يكلفون من يقوم بتنفيذها نيابة عنهم، ولكن هناك ما يؤكد وجود علاقة بين هذه الجماعات والإخوان، بما فيها ولاية سيناء فهى المظلة الكبرى، وقد يحدث تعارض وليس تناقض بين هذه الجماعات كما حدث بين جبهة النصرة فى سوريا وداعش فى العراق، ووصل إلى حد الاقتتال لكنه لا يعنى أن هناك أزمة ستطول، وللتأكيد على هذه المسألة قمت بالرد على الجهادى السابق ناجح إبراهيم الذى يرى أن هناك اختلافًا بين الإخوان وهذه الجماعات، وهذا الكلام تردده صحف غربية على رأسها الجارديان، وهذا سياق مقصود لإبعاد شبهة الإرهاب عن الإخوان، لأن أمريكا ترفض حتى توصيف الإخوان كجماعة إرهابية وهناك حرص على تصدير هذا الكلام. هل هناك وقائع محددة ترصد من خلالها العلاقة بين الإخوان وداعش سيناء؟ - فى عملية اغتيال النائب العام، المستشار، هشام بركات، قال البعض: إن داعش هى من تقف وراء تنفيذ عملية الاغتيال، ردًا على إحالته لمتهمى قضية «عرب شركس» إلى المحاكمة العسكرية، وبعدها تم إعدامهم شنقًا، إذًا فالعملية انتقامية، وهنا يظهر سؤال مركزي مهم.. ما علاقة القضاة الثلاثة الذين تم اغتيالهم على أيدى داعش أيضًا فى سيناء فى 16 مايو الماضى بتنظيم داعش؟، وللعلم فهؤلاء القضاة تم اغتيالهم بعد ساعات قليلة من صدور أحكام المؤبد على الرئيس المعزول محمد مرسى، وعدد من قيادات مكتب الإرشاد، وتم بث فيديو العملية للمرة الأولى قبل ساعات من تنفيذ اغتيال النائب العام، وبالتالى فإن داعش نفذت العملية لصالح الإخوان كوكيل لها ومحقق لأهدافها، خاصة إذا عرفنا أن القضاة الثلاثة لا علاقة لهم بقضايا داعش أو الإخوان، وإذا عدنا لتاريخ الجماعة نجد ظروف التعامل من قبل عناصرها مع عملية اغتيال النائب العام، شبيهة باغتيال المستشار أحمد الخازندار فى 22 مارس 1948، ولكى نفهم استراتيجية الإخوان نقول إن الجماعة كلّفت 2 من أعضائها باغتيال الخازندار بإطلاق الرصاص عليه، وقام المواطنون المصريون العاديون بالقبض عليهم أثناء الهرب، وفى الوقت نفسه خرج حسن البنا لينكر معرفته بهم، بينما أثبتت التحقيقات معهم أنهم أعضاء فى الجماعة، وعند مواجهة قياداتها بالحقيقة قالوا: إن منفذى اغتيال الخازندار أعضاء بالإخوان فعلًا لكننا لم نكلفهم، وقد اعترف عبد الرحمن السندى وهو مؤسس التنظيم الخاص للإخوان أنه واجه البنا وقال له: أنت من أعطيتنا تكليفًا باغتيال الخازندار والنقراشى وفهمى، وهذا يكشف استراتيجية الإخوان فهم حلفاء للولايات المتحدة والغرب ولا يمكن استمرار هذا التحالف إذا كانوا إرهابيين بشكل مباشر، لأن هذا يحرق الإدارات الغربية المتعاونة معهم بهذه الصورة، وبالتالى يحاولون دائمًا إبعاد الشبهة عنهم، ويمارسون إرهابهم عبر أسماء يخترعونها لتنظيمات صغيرة مثل: المقاومة الشعبية، وأجناد مصر، والعقاب الثورى وغيرها، أو الوكالة والتنسيق مع تنظيمات أكبر كما حدث فى عملية النائب العام، فالظواهرى نفسه القابع على رأس تنظيم القاعدة قال علنا فى التلفزيون: إن أسامة بن لادن كان عضوًا فى الإخوان، والظواهرى نفسه كان عضوًا فى الإخوان فكل هذه الجماعات تفرخت وخرجت من عباءة الإخوان. ما هو سر استمرار داعش وعدم نجاح الضربات التى توجه لها فى القضاء عليها حتى الآن؟ - هذا التنظيم من أكثر الجماعات دموية فى تاريخ الإرهاب، وهو يعتمد على أن يوصف بالدموية ويعرف عنه العنف والدموية المُفرطة لأن هناك قانونًا فى الجماعات الإرهابية يقول: إن الشباب أعضاء الجماعات الإرهابية الأقل عنفًا يهاجرون عادة للجماعات الأكثر تطرفًا، لذلك فإن أنصار بيت المقدس فى مصر، وجزء من أنصار الشريعة فى ليبيا، وجماعة بوكوحرام فى نيجيريا، بايعوا داعش فى العراق، فأصبح التنظيم قبلة الجهاديين بسبب دمويته، ولأنه أغنى الجماعات فى تاريخ الإرهاب والتقديرات تقول: إن ميزانيته تقدر ب 2.2 مليار دولار فضلًا عن امتلاكهم جيشًا من خبراء أجانب عرب متجنسين أو أوربيين، وهؤلاء أضافوا بخبرتهم، ويعد أول تنظيم يستخدم الإعلام فى تجنيد أعضاء جدد فى صفوفه حيث يقوم بتصوير عملياته بالصوت والصورة ويبثها عبر الإنترنت. ويجب التوضيح أنه من غير المعقول، أن أمريكا و27 دولة يستغرقون ثلاث سنوات فى التعامل مع داعش فى العراق، ويستكثر البعض على الدولة المصرية أن تأخذ وقتًا أطول فى هذه الحرب، وهنا يجب أن ننتبه أن هذا التنظيم من أدوات الاستراتيجية الكبرى للولايات المتحدةالأمريكية، وهو ما يفسر تعاملها بانتقائية مع فروع داعش فى سوريا أو العراق فقط، وتتجاهل التعامل مع مقاتلى ليبيا التابعين لنفس التنظيم. كيف قرأت رسالة المتحدث الإعلامى لداعش أبو محمد العدنانى بالدعوة لأن يكون رمضان شهر «الجهاد» ؟ - يثبت ذلك، أن هناك علاقة مترابطة بين أغلب الجماعات الإرهابية فى المنطقة، والعدنانى المسئول الإعلامى لما يسمى بدولة الخلافة، وعد بموجة جديدة من الإرهاب سميت بهجرة رمضان، وهذا يكشف أن هناك غرفة عمليات مركزية تدير عمليات التنظيم ولأول مرة بعد البيان رأينا حدوث 3 عمليات إرهابية متزامنة فى ثلاث قارات فى تونس والكويت بأفريقيا وفرنسا بأوربا، إضافة إلى عمليات أخرى، وفى مصر عملية اغتيال النائب العام المستشار هشام بركات، وبعدها عملية الشيخ زويد. كيف ترصد ملامح المؤامرة على مصر؟ - دائمًا ما أوجه تحذيرات للرئيس السيسى والدولة، من أن هناك مشروعًا لتطويق مصر من الشرق بإمارة إخوانية فى غزة ومن الغرب مع الحدود الليبية، وهناك حكومة إخوانية، وفى الجنوب عمر البشير إخوانى، فمصر مطوقة من ثلاث جهات حتى لا تكون هناك مساحة لتنفيذ ما يسميه الرئيس «مسافة السكة» لتنفيذ الجيش لعمليات مساعدة للدول العربية، ويأتى هذا التطويق ضمن استراتيجية أمريكية يجرى تنفيذها، والإعلام المصرى لم يلتفت للمفاوضات المباشرة وغير المباشرة بين حماس واسرائيل، والأطراف الدولية التى دخلت على خط المفاوضات، وبينهم وزير الخارجية القطرى، الذى يقطع الطريق ذهابًا وإيابًا بين القدسوغزة، وربط شبكة الكهرباء فى غزة بالغاز الإسرائيلى، وسافر القيادى الحمساوى، موسى أبو مرزوق إلى الدوحة، ليعرض على مدير المكتب السياسى لحماس، خالد مشعل، بناء ميناء عائم على بعد 3 كيلومترات من غزة، وهو ما قدم به القنصل السويسرى مشروعًا مكتوبًا، ووزير الخارجية الألمانى قبل زيارة السيسى لبرلين بثلاثة أيام، كان على رأس وفد فى غزة، وفى قلب المكان المقرر لإنشاء الميناء قال إن هناك معادلة «هدوء مقابل تنمية»، وهى المعادلة التى تحكم العلاقة حاليًا، وقيادات إسرائيل خرجت لتقول إن من مصلحتنا التهدئة لنساعد فى إعمار غزة، وهذا الميناء سيقوم ببنائه الاتحاد الاوربى بتمويل ألمانى ويخرج من قبرص، بينما انتهى الدور المصرى ولم يعد وسيطًا.