*الجماعة الإسلامية خططت للحادث لمساومة الأمن للإفراج عن قياداتها فى السجون *الحطاب:الجماعة تستخدم وجوهًا جديدة بعيدة عن أعين الأجهزة الأمنية..وعلام: التنظيمات الإرهابية خرجت من عباءة واحدة *مصدر أمنى: إرهابيو الكرنك زاروا المعبد ثلاث مرات قبل تنفيذ العملية أعادتنا حادثة الأقصر التى أحبطتها قوات الشرطة، بعدما حاول 3 جهاديين تفجير معبد الكرنك، إلى مذبحة الاقصر التى وقعت فى 17 نوفمبر 1997 والتى اعتبرها البعض بداية النهاية للعمليات المسلحة والموجات الإرهابية التى شهدتها مصر حيث أعلنت الجماعة الإسلامية بعدها مباشرة مبادرة لنبذ العنف وكانت آخر العمليات المسلحة التى نفذتها الجماعة الإسلامية. محاولة تفجير الكرنك الأسبوع الماضى تعتبر بمثابة العد العكسى لبداية سلسلة جديدة من العمليات الإرهابية على غرار ما قامت به الجماعة الإسلامية على مدى عقدين من القرن الماضى. علمت «الصباح» من مصادر داخل الجماعة الإسلامية أن حادث التفجير الذى وقع بمحيط معبد الكرنك صباح الأربعاء الماضى تقف خلفه قيادات بالجماعة الإسلامية التى تراجعت عن مبادرات نبذ العنف ورجح المصدر ان هذه التفجيرات لن تكون الأخيرة وأنها مجرد بداية لسلسلة تفجيرات إرهابية مثل التى قامت بها الجماعة الإسلامية قبل عام 1997. ورجح المصدر أن هذه العمليات الإرهابية تهدف بها الجماعة الإسلامية إلى الإفراج عن معتقليها داخل السجون والدخول فى مساومة مع الجهات الأمنية المصرية بعد أن طالت حملة الاعتقالات رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية عصام دربالة ولم يفرج عنه حتى الآن. وأضاف المصدر أن الجماعة الإسلامية بها جناح يمثله عصام دربالة ومصطفى حمزة وأسامة حافظ يدعو إلى العنف ويمثل ما يشبه الدواعش الجدد أو البذرة الخصبة لظهور ما يسمى بداعش الصعيد. وكشف المصدر ل «الصباح» - الذى طلب عدم ذكر اسمه - عن تفاصيل حادث التفجير الذى وقع بمحيط معبد الكرنك صباح الأربعاء الماضى وعلاقة الجماعة الإسلامية به وأكد أن المجموعة التى نفذت الحادث الإرهابى تتبع لخلية إرهابية يقودها «أحمد مصطفى» من بنى سويف وهو نجل محمد مصطفى القيادى بالجماعة الإسلامية والذى كان مسئولا عن تهريب متهمى قتل الدكتور رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب الأسبق الذى اغتالته الجماعة الإسلامية. وأضاف المصدر أن المجموعة التى نفذت العملية تتبع خلية تشكلت على غرار «كتيبة الخراب والدمار» التى كانت ترفع شعار «نقاتل حتى الموت» والتى أسسها رفاعى طه فى التسعينيات وقامت بتنفيذ مذبحة الكرنك، وتتلقى الخلية تدريباتها خارج مصر وتحديدًا فى السودان حيث يوجد ثمانية من رجال الجماعة الإسلامية الذين نبذوا مبادرات وقف العنف التى أقرتها الجماعة الإسلامية عام 97 منهم أبو العلا عبد ربه وحسن عبد العال وكنيته أبو طارق وخالد إبراهيم وشعبان خليفة وأحمد عبد القادر مشيرًا إلى أن التدريبات تتم فى الخرطوم وكسلا وهى إحدى المدن فى السودان. وكانت كتيبة «الخراب والدمار» نفذت عملية مذبحة الكرنك فى 17 نوفمبر عام 1997 مستقلة سيارة «بيجو» ملثمين ومكتوبًا على جبهاتهم كتيبة «الخراب والدمار.. نقاتل حتى الموت» إلا أن المجموعة انتحرت بعد محاصرة قوات الأمن لمغارة اختبأوا بها. وأكد المصدر أن عملية الجماعة الإسلامية هذه تمت بتمويل من رجل الأعمال الإخوانى يوسف ندا الذى يعمل فى مجال السياحة والذى هرب إلى تركيا عقب أحداث 30 يونيو. وأضاف المصدر أن فشل العملية بهذه الطريقة يؤكد أن منفذى العملية ليسوا من الأقصر ولا يعرفون المكان جيدًا ولذلك باءت العملية بهذا الفشل الصريح. من جانبه قال الشيخ عوض الحطاب مؤسس حركة تمرد الجماعة الإسلامية إن ما حدث بمحيط معبد الكرنك هو عمل لا يرتبط بأى دين ويقوم به مخربون ضد مصلحة البلاد من أنصار القاعدة والجماعة الإسلامية وداعش وأن هذا الحادث يأتى بعد عام من نجاح السيسى وتطلع الدول العربية إلى الوقوف بجوار مصر. وأكد الحطاب أن ما حدث يؤكد ويتفق تمامًا مع وجهة نظر الجماعة الإسلامية وكل أصابع الاتهام تشير إلى الجماعة الإسلامية وعقيدتها التى تربى عليها شبابها وهو ما حدث فى الماضى عام 1997 وأنها تنظر إلى مصر على أنها دولة مرتدة. وأكد الحطاب أن قيادات الجماعة الإسلامية بعد انقلابهم على مبادرة وقف العنف أصبحت تربطها علاقات بالمخابرات الغربية وقابل صفوت عبد الغنى رجالًا من المخابرات الأمريكية فى عهد الإخوان وكان من المتوقع أن تقوم بعمليات إرهابية. وأشار إلى أن الجماعة لا تمتلك نفس القدرة التى كانت لديها فى التسعينيات ولذلك تقوم بزج الشباب واستخدامهم حتى لا يتحمل القادة المسئولية ويدعون فى العلن إلى السلمية إلا أن تحركاتهم السرية كلها تؤكد تأييدهم لداعش. وأكد أن الجماعة فى آخر عشر سنوات دخلتها وجوه جديدة وهؤلاء يتم استخدامهم فى العمليات الإرهابية الآن والعمليات النوعية فى الصعيد نظرًا لأن تحركم يكون أسهل لأنهم بعيدون عن أعين الأجهزة الأمنية. واللافت للنظر أن الدكتور طارق الزمر رئيس المكتب السياسى لحزب البناء والتنمية الذراع السياسية للجماعة الإسلامية كان قد كتب تدوينة عبر حسابه الشخصى على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك قال فيها: إن كل الدول التى رفضت التعامل مع الأحزاب الإسلامية وجدت نفسها وجهًا لوجه أمام داعش.. وسيأتى اليوم الذى تستجدى فيه الحوار مع داعش دون جدوى !! «وكانت هذه التدوينة قبل وقوع الانفجار وكانت هذه التدوينة قبل الانفجار بأقل من 6 ساعات. وعاد الزمر بعد الانفجار بتدوينة أخرى كتب فيها «انفجار اليوم بالكرنك هو ما حذرنا منه كثيرًا.. وهو ما يؤكد أن النظام الديكتاتورى الحالى يقود البلاد إلى كارثة ويخطط لدعشنة مصر حتى يصبح وكيلًا حصريًا لمكافحة الإرهاب ومن ثم رئيسًا معترفًا به لدى أصحاب القرار فى عالم اليوم. من جانبه قال اللواء فؤاد علام وكيل جهاز مباحث أمن الدولة سابقًا إن العمليات الإرهابية من المتوقع أن تأخذ فترة ثم تنتهى مشيدًا بتعامل قوات الأمن مع الحادث وهو ما يدل أن هناك يقظة خصوصًا فى مثل هذه الأماكن الهامة. وأشار إلى أن التنظيمات الإرهابية كلها تخرج من عباءة واحدة وغير مستبعد أن تكون الجماعة الإسلامية هى التى نفذت أيضًا هذه العملية. كشف مصدر أمنى رفيع المستوى، بوزارة الداخلية ل «الصباح»، تفاصيل مخطط تنفيذ العملية الإرهابية التى تم إحباطها بمعبد الكرنك، مشيرًا إلى أن منفذ العملية، هم كل من على جمال أحمد ومقيم بمركز ببا التابع لمحافظة بنى سويف، ومحمد فرج، من المحلة الكبرىبالغربية وسعيد عبدالسلام، مقيم بأبوقرقاص بالمنيا، وأنهم وصلوا إلى الأقصر منذ أسبوعين وكان هناك فى استقبالهم أحد معتنقى الفكر الجهادى بالأقصر، والذى استأجر لهم شقة بجوار محطة قطارات الأقصر، وتردد عليهم بصفة يومية ليشرح لهم كيفية تنفيذ العملية باعتباره المشرف على تنفيذها. وأكد المصدر، أن المهاجمين من المنتمين لجماعة أنصار بيت المقدس فى سيناء، وتم اختيارهم بسبب عدم رصدهم من قبل الأجهزة الأمنية، لافتًا إلى أنهم انضموا إلى التنظيم خلال فترة قصيرة لا تتجاوز الخمسة شهور. وأضاف المصدر، أنه وعقب انتهاء فترة تدريبهم فى جبال سيناء تم إعدادهم لتنفيذ العملية، مشيرًا إلى أنه من أسباب إثارة الاشتباه فى الإرهابيين ارتداؤهم ل «جواكت كبيرة الحجم» رغم سخونة الجو، وذلك لإخفاء الأسلحة والحزام الناسف. وأكد المصدر، أن المتهمين زاروا معبد الكرنك ثلاث مرات بدون أى أسلحة، قبل تنفيذ الزيارة حتى يتفقدوا المكان ويدرسونه بشكل كافٍ، موضحًا أنه ونتيجة للمداهمة الأمنية للشقة التى استأجرها الإرهابيون الثلاثة تم العثور على رسومات كروكيه لمعبد الكرنك و3 أسلحة آلية وخمس عبوات ناسفة وجهاز كمبيوتر «لاب توب» مخزن عليه بعض الفيديوهات الخاصة بتدريبات على الأسلحة ومراسلات خاصة بتنظيم أنصار بيت المقدس، وهاتفى محمول.