كانت حركتها المضطربة بين ردهات محكمة الأسرة فى زنانيرى تلفت انتباه الجميع، فتاة لا يزيد عمرها على 29 عامًا، ملامح وجهها تتوارى خلف علامات الدهشة والحزن اللذين يتملكانها، وبدت صاحبتها وكأنها تتحدث إلى شخص لا يراه غيرها. «رجالة ما يملاش عينها غير التراب كل يوم اضبطه فى حضن واحدة، لكن خلاص صبرى نفد، وخفت من انتقال الأمراض المعدية لى، فطلبت الخلع»، هكذا بدأت «مها» فى سرد قصة معاناتها مع زوجها، داخل محكمة الأسرة فى زنانيرى وأكدت ل«الصباح» أن زوجها لديه شراهة جنسية، فلا يكتفى بامرأة واحدة أو اثنتين حتى، وكأن حياته لن تستمر دون إقامة علاقة مع امرأة أخرى. وأضافت مها «جمعتنا قصة حب طويلة قبل الزواج، سلمته خلالها نفسى، بحجة أنه يحبنى بجنون، ولا يستطيع الحياة دونى حتى اكتمال شقة الزوجية، وتمكنه من التقدم لى، وبعد علاقة استمرت 7 سنوات، تقدم لى أخيرًا، دون أن يعرف أحد من أسرتى تفاصيل ما كان يجرى بيننا، وتم الزواج وسط فرحة الأهل». وتقول مها عن مشاعرها فى يوم الزفاف «كنت أشعر بالفرحة، لأننى أخيرا سيجمعنى بيت واحد فى الحلال معه، خاصة أننى كنت أشعر بحبه لى فى كل لحظة تجمعنا، فهو كان يؤكد لى دائمًا أننى الحب الأول والأخير فى حياته، لكن بعد شهر واحد من زواجنا لاحظت سهره الدائم خارج المنزل، الذى وصل إلى حد الغياب ليومين، وعندما سألته عن السبب كان رده أنه غارق فى الشغل، إلا أننى اكتشفت أنه غارق فى حاجات تانية». وأكملت القصة «عندما ازدادت شكوكى راقبته فى أحد الأيام، فاكتشفت أنه دائم التردد على أحد بيوت الدعارة، وأنه متورط فى العديد من العلاقات الجنسية، خاصة أن لديه شراهة جنسية كانت تثير خوفى منه فى بعض الأحيان». وأشارت إلى أنها فكرت فى الإبلاغ عنه لتشفى غليلها منه، إلا أنها تراجعت عن القرار، حتى لا يتعرض لأى أذى، انتظرت عودته إلى المنزل، وعندها أبلغته بأنها عرفت كل شىء، وهددته بإبلاغ أهلها عن أفعاله، فرد بتهديدها بإبلاغهم بعلاقاتهما السابقة على الزواج، ما اضطرها إلى إمهاله فترة ليتغير. وقالت «مرت الأيام دون أن ينصلح حاله، فلم أعد قادرة على ملء عينه، وعندها ألمحت لأهلى، الذين وعدهم بأن يتغير، لكن هذا لم يحدث، فقررت طلب الطلاق، لكنه قال لى إنه يحبنى بجنون، ولا يستطيع الحياة دونى، كما هددنى بأن ينتحر لو تركته، وعرض على أن أفعل مثله لو كان ذلك يرضينى، بشرط البقاء معه، فصرخت فى وجهه، واتهمته بالجنون، كما تمسكت بطلب الطلاق، ومع رفضه اضطررت إلى اللجوء لمحكمة الأسرة لأطلب الخلع».